وصل المبعوث الأمريكى الخاص، آموس هوكستين، إلى العاصمة اللبنانيةبيروت، اليوم الثلاثاء، لإجراء محادثات مهمة مع مسؤولين لبنانيين بشأن اقتراح أمريكى يهدف إلى وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى. وفيما قالت قوة الأممالمتحدة المؤقتة فى لبنان (يونيفيل)، إن قدرتها على المراقبة «محدودة للغاية» بسبب الصراع المستمر والأضرار التى لحقت بأبراجها، أشارت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إلى أنها توفر «حماية موقتة معززة»، ل34 موقعا تراثيا فى لبنان بسبب تهديد الغارات الإسرائيلية، مشددة على أهمية الالتزام باتفاقية لاهاى لحماية التراث ومنع استخدامه لأغراض عسكرية. وأكد هوكستين، فى كلمة بعد انتهاء لقائه الذى استمر قرابة الساعتين مع رئيس مجلس النواب اللبنانى، نبيه برى، فى عين التينة، أن أمامنا فرصة حقيقية لإنهاء الصراع، ونأمل أن نصل إلى حل فى الأيام المقبلة. ووصف المبعوث الأمريكى لقائه مع برى ب«المفيد»، قائلا: «إن المحادثات كانت بناءة وهناك فرصة جدية لوقف إطلاق النار، وأنا ممتن للنقاش البناء مع نبيه برى ولاحقا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتى. وتابع: «إنها لحظة اتخاذ القرار، أنا هنا فى بيروت لتسهيل اتخاذ القرار لكن فى نهاية المطاف، فإن القرار بالتوصل إلى حل للنزاع يعود إلى الأطراف» المعنية»، مضيفا «لقد أصبح الأمر الآن فى متناول أيدينا». وبحث «هوكستين» مع «ميقاتى» بحضور وزير الخارجية والمغتربين، عبد الله بو حبيب، وسفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ليزا جونسون، مساعى وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1701. وخلال الاجتماع جدد ميقاتى، التأكيد على «أن الأولوية لدى الحكومة هى وقف إطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الأراضى اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الأولوية»، مشيرا إلى أن المهم لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعا إلى قراهم وبلداتهم ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية والتدمير العبثى الحاصل للبلدات اللبنانية، مشددا على ضرزرة تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش فى الجنوب. وبعد تأكيد المبعوث الأمريكى وجود «فرصة حقيقية» لإنهاء النزاع المستمر بين حزب الله اللبنانى وإسرائيل، أعلن حزب الله، اليوم الثلاثاء، «تأجيل» كلمة كانت مقررة لأمينه العام، نعيم قاسم، بعد وقت قصير من الإعلان عنها. وفى السياق، قال المتحدث باسم قوة الأممالمتحدة المؤقتة فى لبنان (يونيفيل)، أندريا تيننتى، إن الأرجنتين أبلغت بعثة حفظ السلام فى لبنان بسحب 3 عسكريين، مضيفا: ردًا على سؤال حول تقرير نشرته صحيفة بهذا الشأن: «صحيح، لقد طلبت الأرجنتين من العسكريين التابعين لها العودة». ورفض المتحدث التعليق بشأن سبب سحب العسكريين، وأحال السؤال إلى حكومة الأرجنتين، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية. وأعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، أن أكثر من 200 طفل قتلوا فى لبنان، فى غضون شهرين تقريبا منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله. وأوضح المتحدث باسم المنظمة، جيمس إلدر، فى تصريح بجنيف: «رغم مقتل أكثر من 200 طفل فى لبنان فى أقل من شهرين، إلا أن اتجاهًا مقلقًا يبرز ويظهر أنه يجرى التعامل بلا مبالاة مع هذه الوفيات من جانب القادرين على وقف هذا العنف»، مضيفا: «يجب أن نأمل ألا تشهد الإنسانية مرة أخرى مثل هذه المذبحة للأطفال كما حدث فى غزة، لكن هناك أوجه تشابه مخيفة مع أطفال لبنان». وتابع «فى لبنان، كما هو الحال فى غزة، يتحول ما لا يمكن تقبله، بهدوء إلى أمر مقبول». إلي ذلك، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، فى بيان، اليوم الثلاثاء، أنه فى إطار الشكاوى الدورية التى تقدمها الوزارة بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأممالمتحدة فى نيويورك لتوثيق آثار العدوان الإسرائيلى وتداعياته على لبنان، وتذكير المجتمع الدولى ومجلس الأمن بضرورة تحمل المسؤولية والتحرك لوقفه، تم تقديم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن بشأن اعتداءات إسرائيل على لبنان خلال الفترة من 2-11 نوفمبر الجارى. وتناولت الشكوى «تفاصيل الانتهاكات والاعتداءات التى ارتكبتها إسرائيل منذ الشكوى الأخيرة التى قدمها لبنان بداية الشهر الجارى». وجدد لبنان فى شكواه مطالبة مجلس الأمن ب«إدانة العدوان الإسرائيلى المتصاعد عليه، واتخاذ إجراءات حازمة لوقفه، وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفورى وغير المشروط من الأراضى اللبنانيةالمحتلة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، الذى يتمسك به لبنان، بصورة كاملة وشاملة ومتوازية لضمان أمن المنطقة واستقرارها». وحذر لبنان من أن عدوان إسرائيل ستترتب عليه عواقب سياسية وأمنية وخيمة حاضرا ومستقبلا، وسيؤثر سلبا على جهود تحقيق الاستقرار على طول الخط الأزرق وفى المنطقة، ما لم يبادر مجلس الأمن إلى الوفاء بولايته بحفظ السلم والأمن الدوليين، والعمل العاجل على فرض وقف لإطلاق النار وفق ما تنص عليه قراراته، بدلا من الجمود السياسى غير المبرر.