أكد الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج أن الوضع فى منطقة الساحل الإفريقى غير مستقر بشكل كامل، وهناك نشاط للجماعات الإرهابية، ولذلك تدعم مصر كل دول منطقة الساحل ومؤسسات الدولة الوطنية فى هذه المنطقة، مشيرًا إلى أن مصر على استعداد وتقوم بالفعل بتقديم كل المساعدات بمجالات المعدات والتدريب لتمكين مؤسسات الدولة فى النيجر ومالى وبوركينا فاسو والجابون من مكافحة الإرهاب وتدمير بنيته التحتية، أخذًا فى الاعتبار الخبرة والنجاحات المصرية فى هذا الشأن. وقال الوزير عبد العاطى، فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره النيجرى بكارى ياو سانجارى، إن مصر تدعم النيجر فى مواجهة الإرهاب مؤكدًا حرص البلدين على تطوير علاقاتهما فى مختلف المجالات، بما فى ذلك التدريب ونقل الخبرات، لافتا إلى أنه نقل لنظيره النيجرى التجربة المصرية القائمة على النهج الشامل فى مكافحة الإرهاب، من خلال توفير فرص العمل وتحسين مستويات المعيشة، جنبا إلى جنب مع الضلع الأمنى فى مكافحة الإرهاب. وأضاف عبد العاطى: «الضلع الأهم من وجهة نظرنا، هو محاربة الفكر المتطرف والمنحرف»، مشيرًا إلى أن وزير خارجية النيجر سيلتقى الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، لما للأزهر من دور مهم فى مكافحة الإرهاب من خلال تدريب الأئمة ونشر الفكر الإسلامى المعتدل والسمح، وليس الفكر المنحرف الذى تتبناه جماعات إرهابية وإجرامية تتخذ من الدين ستارًا لها. وأوضح عبدالعاطى أنه بحث ونظيره النيجرى التحضيرات لزيارة رئيس وزراء النيجر إلى مصر، فضلا عن التعاون فى مجال الزراعة، إذ أن مصر لديها مزرعة نموذجية كبيرة فى النيجر، وهناك رغبة نيجرية فى التوسع فى هذا النموذج. وأشار إلى أن اللقاء تطرق إلى التعاون بمجال الصحة، حيث تم الإعراب عن الاستعداد من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى توفير الدعم للأشقاء بالنيجر من خلال إيفاد القوافل الطبية والأطباء وتطوير القطاع الصحى، بجانب المزيد من استفادة الأشقاء فى النيجر من المنح التى تقدمها الأكاديميات العسكرية فى مصر بمجالات مكافحة الإرهاب. وتابع الوزير عبدالعاطى أنه تم أيضا بحث العديد من الملفات الإقليمية، على رأسها القضية الفلسطينية، واستمرار العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة والضفة الغربية والتصعيد فى لبنان، لافتا إلى أنه أكد، من جانبه، أهمية الوقف الفورى للعدوان، وأنه لا مجال لحصول أى دولة على الأمن والاستقرار فى ظل أوهام القوة، كما أنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار إلا بإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى. ومن جهته، أشار وزير خارجية النيجر بكارى ياو سانجارى إلى أن زيارته الحالية إلى القاهرة تهدف إلى تعزيز التعاون مع مصر، موضحا أنه بحث مع الوزير عبد العاطى كل الوسائل الممكنة لتعزيز التعاون بهذه المجالات على المستوى الثنائى ومستوى الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامى. وأكد وزير خارجية النيجر أن مصر هى أكبر قوة عسكرية فى إفريقيا، ولديها خبرة فى مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أنه لا توجد دولة واحدة تستطيع مكافحة الإرهاب بمفردها، منبهًا إلى امتلاك مصر لقدرات وخبرات تساعد بلاده دول غرب إفريقيا لمواجهة هذا التحدى الكبير، وهذا هو الهدف الأساسى والرئيسى لزيارتنا للاستفادة من التجربة المصرية.