«BBC»: تهديد «بايدن» بقطع المساعدات العسكرية لإسرائيل بسبب تجويع غزة «تأخر للغاية»

استعرض جيريمي بوين، محرر الشؤون الدولية بشبكة ال«BBC»، دلالة رسالة جو بايدن، الرئيس الأمريكي التي تم تسريبها، والتي هدد فيها الحكومة الإسرائيلية إن لم يتم إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة خلال 30 يومًا سيوقف المساعدات العسكرية إلى «تل أبيب».
واعتبر بوين أن الرسالة هي أكثر الانتقادات العلنية من إدارة بايدن، -حتى الآن- للطريقة التي منعت بها إسرائيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وبأنها تتحدى الهجوم الإسرائيلي المستمر على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
ولا يرجع هذا فقط إلى أن الرسالة تعبر عن «القلق العميق الذي تشعر به الحكومة الأمريكية إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة»، بل إنها تتضمن أيضًا تذكيرًا، وهو في نفس الوقت تهديد، بأن قوانين «واشنطن» تقيد نقل الأسلحة إلى البلدان التي تمنع توزيع المساعدات الأمريكية.
واستشهد الصحفي البريطاني في هذا السياق، بتهديد يوآف جالانت وزير دفاع الاحتلال في بداية العدوان، معلنا عن حصار كامل للقطاع بقوله: «كل شيء مغلق، نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف وفقًا لذلك».
وبعد الضغوط الأمريكية أجبرت «تل أبيب»، ولا سيما من جانب الأمريكيين، إسرائيل على تعديل خطة جالانت، لكن المساعدات الواردة لم تكن متسقة أو كافية على الإطلاق.
وتعرض بايدن لانتقادات واسعة النطاق، في حزبه الديمقراطي وخارجه، لعدم استغلاله للنفوذ الذي ينبغي أن يأتي مع موقف أمريكا باعتبارها الحليف الأكثر أهمية لإسرائيل.
وكان كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان الرائدة اتهموا إسرائيل بالفعل باستخدام التجويع كسلاح حرب.
وفي مايو، اتهم كريم خان، المدعي العام الرئيسي للمحكمة الجنائية الدولية، بنيامين نتنياهو رئيس جكومة الاحتلال، وجالانت بتجويع المدنيين كجزء من طلبه للمحكمة بإصدار مذكرات اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ورفض نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 27 من سبتمبر، رفض الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل بتجويع سكان غزة ووصفها بأنها «سخيفة»، زاعما أن الاتهامات كانت علامة أخرى على معاداة السامية في الأمم المتحدة ومؤسساتها.
وبحسب بوين، فإن الرسالة أسفرت عن نتائج فورية، فلأول مرة منذ بداية شهر أكتوبر، سمحت إسرائيل لقوافل الشاحنات التي تحمل المساعدات بالدخول إلى القطاع، وإن لم يكن ذلك بالقدر الذي طلبته الولايات المتحدة.
وأشار إلى توقيت الرسالة بتوضيحه أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تجري خلال هذا الإطار الزمني، وقبل يوم الاقتراع، لن تفرض الولايات المتحدة قيودا على شحنات الأسلحة إلى «تل أبيب»، خاصة وأن الإسرائيليين على وشك الدخول في حرب أوسع نطاقا مع إيران.
واعتبر بوين إذا فازت نائبة الرئيس كامالا هاريس، فسوف تتمكن إدارة بايدن من مواصلة الضغط على إسرائيل حتى تنصيبها في يناير، لكنه أشار إلى أن الأمر سيكون مختلف في حال فاز دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، بفترة ولايته الثانية، وبناءً على السنوات ال4 السابقة لترامب في منصبه، فمن المرجح أن يشعر نتنياهو بأنه يتمتع بمزيد من الحرية لفعل ما يريد مع اقتراب موعد انتهاء ولاية جو بايدن في البيت الأبيض.
وبحسب الصحفي البريطاني، فإن تجاهل نتنياهو غالبًا رغبات الولايات المتحدة، أدى إلى شكوى بعض كبار المسؤولين الغربيين من أن إدارة بايدن تم التلاعب بها من قبل نتنياهو.
ونوه بوين أنه سواء استمعت إسرائيل إلى مطالب «البيت الأبيض» بشأن غزة أم لا، ومع دخول بايدن فترته الرئاسية الأخيرة، فمن الواضح أن محاولته لوقف انتشار حرب غزة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط فشلت.
واعتبر جيريمي بوين أن الرسالة، متأخرة للغاية بالنسبة لجميع المدنيين في غزة الذين عانوا، ولأولئك الذين ماتوا، نتيجة أشهر من القيود التي فرضتها إسرائيل على المساعدات الإنسانية.