خبير: مصر لن تقبل بسيطرة إسرائيلية على معبر رفح بغزة

أكد الدكتور عبدالعليم محمد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين، -والذي يمتد من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبوسالم-، منطقة تُشكَّل أهمية كبيرة لمصر، لأنها كانت منذ البداية منطقة عازلة، حيث يتم تحديد نوعية وكمية الأسلحة والقوات المسموح بها، مع حظر وجود الدبابات والطائرات والأسلحة الثقيلة.
وأشار «محمد»، في تصريح ل«المصري اليوم»، الإثنين، إلى أن هذا المحور أصبح هدفًا لإسرائيل منذ أن قررت اجتياح رفح والسيطرة عليه، حيث يعتبر جزءًا من معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ومنطقة عازلة بين قطاع غزة ومصر وإسرائيل، ولا يمكن لمصر التنازل عن موقفها تجاه هذا المحور، لأن استمرار السيطرة الإسرائيلية عليه يعتبر إخلالًا بمعاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، وهذا الشريط الحدودي يخضع لأحكام المعاهدة والمبادئ التي نصت عليها، ولا يجوز التصرف فيه بشكل أحادي، بل يجب التشاور والتفاوض حول أي تعديلات عليه.
وأكد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصر ترفض بشكل قاطع وجود القوات الإسرائيلية في هذا المحور، وقد سبق أن رفضت إقامة جدار عازل تحت الأرض بتمويل أمريكي، وكما تجدد الحديث عن مراقبة أمنية عبر أجهزة ومنصات وكاميرات معينة، مع استعداد إسرائيل الجزئي للانسحاب من هذا المحور خلال 6 أسابيع كتجربة لمعرفة ما إذا كان سيستخدم لتزويد حماس بالسلاح، أو ربما تعقبها إجراءات متفق عليها مع مصر حول طبيعة وأشكال المراقبة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.
وأوضح أن هذه مسألة استراتيجية لا يمكن لمصر التفريط فيها، كما أن معبر رفح يشغل الأهمية نفسها لأنه الشريان الوحيد الذي يربط غزة بمصر والعالم بعد إغلاق إسرائيل لكل المعابر الأخرى.
وتابع أن مصر لا يمكنها قبول السيطرة الإسرائيلية على الجانب الآخر من المعبر، وقد أبلغت مصر موقفها بأنها لن تقبل إلا بسيطرة أمنية فلسطينية على المعبر عن طريق السلطة الفلسطينية أو العودة إلى اتفاق المعابر لعام 2005، في حال عدم قبول إسرائيل بذلك، وهي لم تقبل ذلك حتى الآن، فإن مصر أصرت على إغلاق المعبر بشكل نهائي.
وأضاف أن مصر لن تقبل بأي حال بسيطرة إسرائيلية على هذا المعبر، لأن ذلك يعني قبول مصر بالوضع الراهن وفرض الأمر الواقع عليها، وهذا يتنافى مع المبادئ السياسية المصرية المتعلقة بحل النزاع وإقامة الدولة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية بعاصمتها القدس الشرقية، وأن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وصاحبة الولاية على السلطة الفلسطينية، ومن ثم فإن موقف مصر مبدئي ليس فقط من زاوية الأمن القومي المصري، ولكن أيضًا من زاوية الحفاظ على الحقوق الفلسطينية وعدم التفريط فيها تحت أي بند.
وشدد على أن هاتان النقطتان، محور فيلادلفيا ومعبر رفح، هما نقطتان استراتيجيتان هامتان للحفاظ على الوضع الفلسطيني والسيطرة الفلسطينية على قطاع غزة والمعبر، والإبقاء على محور فيلادلفيا كمنطقة عازلة وفقًا للترتيبات المعقودة بين إسرائيل ومصر عامي 1979 و2005.
يذكر أن وزير الطاقة الإسرائيلى، إيلى كوهين، قال: «لن نغادر غزة حتى يتم إطلاق سراح آخر المختطفين»، مضيفًا: «ستكون لنا سيطرة أمنية على قطاع غزة وقدرة على الدخول في أي وقت وتنفيذ عمليات»، وتابع: «يجب أن يبقى محور فيلادلفيا تحت السيطرة الإسرائيلية».
في غضون ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤولين، قولهم إن «الخلافات بشأن محور فيلادلفيا يمكن حلها، وإن هناك دعمًا للمقترح الأمريكي».
وأضافت الهيئة أن هناك خلافات عميقة بين الأطراف، خصوصًا حول ما يتعلق بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلى من قطاع غزة.