ذكر تقرير شبكة «قدس» الإخبارية الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي تسبب في دمار هائل يتطلب عشرات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار، جاء ذلك بالتوازي مع ما دعا إليه «إعلان بكين»، بالعمل على إعادة الإعمار ووقف إطلاق النار في غزة، بعد اتفاق المصالحة التاريخي. وأضافت: يواجه المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة حرب إبادة جماعية متعددة الأبعاد، لا تتوقف فقط على الهجوم العسكري العدواني الذي يشنه جيش الاحتلال على حياة السكان وممتلكاتهم ووجودهم المادي ومستقبلهم، بل يحمل حزمة من الهجمات النفسية والاجتماعية والصحية وغيرها، ومنذ أول صاروخ أطلق في العدوان على القطاع، حرص جيش الاحتلال على ترك دمار هائل، يطال المنازل والمؤسسات التعليمية والمساجد والمنشآت المدنية بمختلف أشكالها، وحاولت بلديات القطاع بالإضافة لمبادرات مجتمعية فتح الطرقات وإزالة الركام الذي خلفته عمليات القصف، بما توفر لديها من إمكانيات متواضعة، بعد أن قصف الاحتلال آلياتها ومواردها. وذكرت أن صحيفة «الجارديان» البريطانية، نشرت تقريرًا ادعت فيه أن تخليص قطاع غزة من الركام يحتاج سنوات طويلة، وقالت إن أسطولًا مكونا من أكثر من 100 شاحنة سيحتاج أكثر من 15 عامًا لإزالة الركام، مشيرة إلى تقرير الأممالمتحدة أن قطاع غزة مغطى بأكثر من 40 مليون طن من الركام«، وإن»أعمال إزالتها تحتاج نحو 600 مليون دولار«، حسب وصفها، وقدرت أن 55% من المباني تضررت في الحرب ومعظمها سكنية. وكانت قد قدرت الأممالمتحدة أن إعادة بناء جميع المنازل التي دمرت في قطاع غزة ستستغرق حتى عام 2024 وستتكلف حوالي 40 مليار دولار. وقال المهندس سعد عاشور رئيس لجنة الطوارئ في بلدية خان يونس، إن هناك الحلول الهندسية الممكنة للتعامل مع الركام، ووفقا لما نقلت «شبكة القدس» أن التحدي الأساسي أمام تنفيذ هذه الحلول هو توفر الآليات الثقيلة والمعدات الهندسية اللازمة«، مشيرا إلى أنه»في حال توفرت الاحتياجات تصبح العملية إلى حد ما إجرائية، وعن تحديد المدة الزمنية لإزالة الركام، ذكر أنه «لا يمكن تحديدها بشكل دقيق» كون الأمر يحتاج إلى دراسات متعلقة بطبيعة الحلول التي سيتم اعتمادها«، وأوضح في حال كان الحل الذي تم اعتماده هو دفن جزء من شاطئ البحر لتوسيع رقعة اليابسة على حساب شاطئ البحر فإن الأمر يتطلب تخطيط عملية الدفن، وتوفر شركات المقاولات القادرة على التنفيذ، وبدء عملية النقل». وتابع: لدينا عقول هندسية مبدعة قادرة على التعامل مع الركام خلال مدة لا تزيد عن 3 سنوات إذا توفرت المتطلبات الفنية والتي أبرزها الآليات الثقيلة والمعدات الهندسية، أما عن تنظيف الأهالي للبيوت المقصوفة ومحاولة ترميمها لسكنها من جديد، يقول: «هذا لا يعتبر إزالة ركام، بل عملية تنظيف فقط بأدوات بسيطة وفيها مخاطرة كبيرة». وقال الباحث في العلاقات الدولية الدكتور على أبورزق، إن التقارير حول إعمار غزة في وسائل الإعلام الغربية كثرت مؤخراً وأشار إلى تقرير صحيفة «الجارديان»، ووصف الرقم الذي نشرته بأنه «مهول جدا» واعتبر أن إزالة الركام ستتم «خلال فترة زمنية قصيرة»، وفق مهندسين مختصين، واستذكر ما جرى في تركيا وقت الزلزال الذي وقع قبل سنوات قليلة وضرب 10 مدن تركية، حيث أزالت الطواقم المتخصصة الركام خلال عام ونصف بواقع 75% أي 150 مليون طن، مضيفا أن التقارير التي تبثها مواقع أجنبية حول فترة إعمار غزة، على أنها «ليست بريئة»، مستذكرا التقارير المماثلة التي صدرت بعد حرب 2014 وجاء فيها «إزالة الركام في غزة تحتاج ما بين 7 ل 10 سنوات، واعتبر أن التقارير التي تنشر في الوقت الحالي، هي محاولة»لزرع الهزيمة النفسية بين الفلسطينيين وصولا لحالة اليأس المطلق الموجودة عند كثير من شباب غزة بعد حالة الخذلان التي تعرضوا لها فترة الحرب، وأن هذا اليأس الشديد قد يقود الشباب إلى الهجرة الطوعية بعد فشل مخطط التهجير القسري، لافتا إلى أن غزة بها آلاف المهندسين والعقول المتخصصة، ومئات الآلاف من العمال الذين ينتظرون انتهاء الحرب لإصلاح ما يمكن إصلاحه، ومن ينتظرون العودة لبيوتهم وفتح المعابر وإنهاء الحصار لإعادة الإعمار. وتعرضت المدارس والمرافق الصحية والطرق والمجاري وجميع البنى التحتية الحيوية الأخرى لأضرار جسيمة، وقال برنامج الأممالمتحدة الإنمائي إن التكلفة المحتملة لإعادة إعمار غزة تبلغ الآن ضعف التقديرات التي وضعها مسؤولون من الأممالمتحدة والفلسطينيين في يناير وترتفع كل يوم، فيما ينتظر أبناء غزة إنهاء الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر الماضي، وذلك بعد «إعلان بكين»، والمشاركة الدولية في إعادة الإعمار.