بعد الانتقادات بسبب عمره.. بايدن لأنصاره: «سأفوز في نوفمبر»

رد الرئيس الأمريكي جو بايدن على الانتقادات الموجهة إليه بسبب عمره، وقال لأنصاره في خطاب ناري إنه سيفوز بإعادة انتخابه في نوفمبر، وذلك بعد أدائه الضعيف في المناظرة مع ترامب مما أثار المخاوف بشأن ترشيحه، حسبما ذكرت بى بى سى.
وقال بايدن أمام حشد في ولاية كارولاينا الشمالية، يوم الجمعة، إنه بعد يوم واحد من المواجهة المتلفزة مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب: «أعلم أنني لست شابا، لأوضح ما هو واضح».
واعترف قائلا: «لم أعد أمشي بسهولة كما اعتدت.. لم أعد أجادل كما اعتدت من قبل». «لكنني أعرف ما أعرفه، وأعرف كيف أقول الحقيقة، وأعرف كيف أقوم بهذه المهمة».
وفقا لما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في تقرير لها، أن بايدن البالغ من العمر (81 عاما)، قال إنه يؤمن «بقلبه وروحه» أنه يمكن أن يخدم لفترة ولاية أخرى، بينما هتف الحشد المبتهج في رالي «أربع سنوات أخرى».
وفي حين أن الأسئلة حول عمر بايدن ليست جديدة، فإن أدائه المهتز على مسرح المناظرة- والذي اتسم بالفراغات اللفظية والصوت الأجش وبعض الإجابات التي يصعب متابعتها- أثار الذعر بين بعض الديمقراطيين الذين أثاروا تساؤلات جديدة حول ترشيحه.
وظلت حملة بايدن تؤكد على أن أكبر مرشح رئاسي في البلاد لا يزال لائقا لولاية أخرى. وقال مسؤولو الحملة إنه لن يتنحى لصالح مرشح آخر، على الرغم من الأداء الضعيف.
ومن جانبها، قالت ميا إهرنبرغ، المتحدثة باسم حملة بايدن، ردًا على أسئلة حول ما إذا كان بايدن سيتخلى عن ترشيحه: «قطعا لا».
وبينما اعترف العديد من ممثلي الحملة الانتخابية- بما في ذلك نائبة الرئيس كامالا هاريس- في المقابلات بأن الرئيس تعثر خلال المناظرة، فقد أكدوا التزامهم تجاه رجل الدولة الأكبر سنا وشددوا على أن إجاباته كانت أكثر موضوعية من إجابات ترامب.
من ناحية أخرى، قال ميتش لاندريو، الرئيس المشارك للحملة، لشبكة سي إن إن: «ربما خسر الرئيس المناظرة حول الأسلوب، لكنه فاز بها على أساس الحقائق، وفاز بها على أساس اللياقة، وفاز بها على الأفكار التي يعتقد الناس أنها مهمة في هذا البلد». صباح بعد المناقشة.
وفي الأيام التي تلت ذلك، بذل العديد من كبار الديمقراطيين وحلفاء بايدن جهودًا إضافية للدفاع عن أداء الرئيس السابق وتهدئة التوترات الليبرالية.
وقال الرئيس السابق باراك أوباما، الذي لا يزال أحد أكثر الشخصيات شعبية في الحزب، في تغريدة إن «ليالي المناظرات السيئة تحدث»، وكتب: «لا تزال هذه الانتخابات خيارا بين شخص ناضل من أجل الناس العاديين طوال حياته وشخص لا يهتم إلا بنفسه»، مضيفا أن ترامب «شخص يكذب من خلال أسنانه من أجل مصلحته الخاصة»، لكن مخاوف الديمقراطيين بشأن بايدن لا تزال بعيدة عن أن يتم سحقها.
وفي السايق ذاته، رسم مسؤولو الحزب والناشطون السياسيون والأشخاص المقربون من الرئيس الذين تحدثوا إلى مراسلة بي بي سي كاتي كاي صورة لحزب قلق يشعر بالقلق إزاء قوة مرشحه.
وقالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الديمقراطية السابقة: «من وجهة نظر الأداء، لم يكن الأمر رائعًا». ووصفه ديمقراطيون آخرون، مثل مديرة الاتصالات السابقة لبايدن كيت بيدنجفيلد، بأنه «أداء مناظرة مخيب للآمال حقًا».
وكان المانحون الديمقراطيون الذين تحدثوا دون الكشف عن هويتهم إلى وسائل الإعلام المختلفة أكثر صراحة، حيث وصف أحدهم الأداء بأنه «غير مؤهل».
وقال أحد الناشطين الديمقراطيين لصحيفة فايننشال تايمز: «الطريقة الوحيدة التي كان يمكن أن يكون بها الأمر أكثر كارثية هي لو سقط عن المسرح. يقول كبار المانحين إنه يجب أن يرحل».
ويوم الجمعة، دعت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز بايدن إلى الانسحاب. وقالت إن على الديمقراطيين «الاعتراف بأن السيد بايدن لا يمكنه مواصلة سباقه، وإنشاء عملية لاختيار شخص أكثر قدرة على الوقوف مكانه».
في غضون ذلك، عقد ترامب تجمعا حاشدا في فرجينيا بعد ساعات فقط، حيث أشاد ب «النصر الكبير» في المناظرة التي قالت شبكة «سي إن إن» إن 48 مليون شخص شاهدها على شاشات التلفزيون وملايين آخرين عبر الإنترنت.
وقال ترامب البالغ من العمر 78 عامًا: «مشكلة جو بايدن ليست في عمره». «إنها كفاءته. إنه غير كفء على الإطلاق».
وقال الرئيس السابق إنه لا يصدق التكهنات بأن بايدن سينسحب من السباق، قائلا إنه «يحقق نتائج أفضل في استطلاعات الرأي» من الديمقراطيين الآخرين، بما في ذلك حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ونائبة الرئيس كامالا هاريس.
وعلى الرغم من مخاوف بعض النقاد الإعلاميين، تشير المؤشرات الأولية إلى أنه لم يكن هناك «أي تغيير» في استطلاعات الرأي في أعقاب المناظرة، حسبما قال الكاتب في صحيفة واشنطن بوست فيليب بامب لبرنامج توداي على قناة بي بي سي آر 4.
وفي حديثه لاحقًا في البرنامج، قال خبير استطلاعات الرأي فرانك لونتز، إنه قد لا يكون هناك تغيير كبير في نوايا الناخبين، حيث أن معظم الأمريكيين قد اتخذوا قرارهم بالفعل بشأن من سيصوتون له في وقت لاحق من هذا العام.
ومع ذلك، تظهر استطلاعات الرأي المبكرة أن الناخبين الأمريكيين يعتبرون ترامب هو الفائز الواضح.
من جانبه، أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز استطلاعات الرأي الليبرالي «بيانات من أجل التقدم» بعد المناظرة أن 62% من الناخبين المحتملين الذين شاهدوا المناظرة أو قرأوا عنها وجدوا أن ترامب فاز. وقال 30% فقط ممن استطلعت آراؤهم مجموعة الاستطلاع التقدمية إن بايدن فاز في المناظرة.
وإلى أن يتم إجراء المزيد من الاستطلاعات، يمكن أن يكون جمع التبرعات مؤشرًا آخر على الحماس المستمر لترشيح بايدن- وقد يشكل أي تغيير كبير على هذه الجبهة تحديًا كبيرًا للديمقراطيين.
وفي محاولة واضحة لإظهار أنها تحافظ على الزخم، قالت حملة بايدن إن الرئيس جمع 14 مليون دولار من حملات جمع التبرعات في الأيام الأخيرة.
ومنذ مناظرة الخميس حتى مساء الجمعة، قالت إن بايدن جمع أكثر من 27 مليون دولار للحملة.
واجتمع بايدن مع مانحين إضافيين يوم السبت، وخطط لجمع التبرعات في منطقة هامبتونز الأثرياء في نيويورك وفي ريدبانك بولاية نيو جيرسي.