«حصاد المشمش».. قرية العمار الأشهر فى زراعة المحصول

على بعد 14 كيلومترًا من بنها تقع قرية العمار الكبرى مركز طوخ بالقليوبية، والتى تعد أشهر القرى فى زراعة محصول المشمش، إذ توجد أشجار المشمش فى كل مكان بالقرية.
هنا السيدات والرجال والشباب والأطفال الجميع يعمل، «عم حسن» يتسلق ويلتقط حبات المشمش من الأشجار العالية، و«وليد»، يجمع الحبات التى تقع أسفل الشجرة وسيدة تجلس بجوار شجرة أخرى تفرز الحبات وتعبئ الكراتين.
«المصرى اليوم» رصدت موسم جنى محصول المشمش مع أهالى العمار، إذ قال الحاج صبرى طه، أحد المزارعين: «المشمش من أهم الفواكه التى حبا الله بها أهالى قرية العمار، وهى القرية الوحيدة التى يتم زراعة المشمش بها بكمية كبيرة حيث يوجد بها نحو 250 فدان أشجار مشمش وهى مساحة قليلة عما كان مزروعًا فى الأعوام السابقة ولكن بسبب نقص المحصول من عام إلى آخر والتغيرات المناخية، بدأ بعض المزارعين فى إحلال أشجار المشمش بأشجار النخيل أو المانجو أو التين».
وأضاف: «قرية العمار لا يوجد بها بطالة بسبب هذا المحصول الذى يعمل فيه الجميع، رغم أن بعض الشباب فى الفترة الاخيرة لجأوا للسفر أو العمل فى وظائف بعيدة عن القرية، ولذلك بعض أصحاب مزارع المشمش خلعوا الأشجار ولجأو للزراعات الحولية».
الحاج حسن الحلوانى، مزارع، قال: «أعمل فى جمع المشمش منذ أن كان عمرى 15 عاما كنت أذهب مع والدى إلى الأرض وتسلق الأشجار وأجمع المحصول معه»، مؤكدًا أن المحصول فى الماضى كان أوفر من الآن، فمثلًا قيراط المشمش حاليًّا فى العمار به 8 شجرات تقريبًا، ينتج حوالى 50 كرتونة بوزن 5 كيلو للواحدة أى أن القيراط ينتج 250 كيلو أما فى الماضى أو من حوالى 50 سنة تقريبًا فكان القيراط ينتج ما يعادل 100 كيلو وأكثر، وأرجع السبب فى هبوط الإنتاج إلى التغيرات المناخية والظروف الجوية قائلًا: الجو عندنا حر بالنهار وبرد فى الليل أى أنه غير مستقر على حال.
وأضاف الحاج حسن طلبة، مزارع، أن المحصول هذا العام إنتاجه متوسط ويزيد عن العام الماضى، وبرغم العناية بالتسميد والتغذية جاءت الأمطار والصقيع وأسقط الكثير من الزهر فى موسم التزهير، كما أسقط حبات المشمش قبل نضجها، قائلًا ثمرة المشمش تطرح مرة واحدة ويتم الحصاد فى شهر مايو من كل عام ومعظم أهالى القرية ينتظرون هذا الموسم إما لكى يعملوت فيه أو يبتاعوا ليتكسبوا منه أو يتاجروا فيه أو يأكلوا منه فهو موسم عيد خاص لقرية العمار.
الحاج كمال قطوطة، من أهالى العمار، أوضح: «مشمش العمار له ميزة خاصة عن باقى أنواع المشمش الموجودة فى أنحاء العالم وعلاوة على رائحته التى تقابلك فى مدخل القرية فهو له فائدة هامة تميزه فى أغراض الصناعة، لأنه يتميز بوفرة السكريات به بما يوفر على المصانع التى تقوم بإنتاج عصائر المشمش وقمر الدين والمشمشية استهلاك السكر فهو بطبيعته حلو المذاق كما يتميز مشمش العمار برائحته الذكية لدرجة أنه لو تم وضع كرتونة بها مشمش داخل غرفة فإنه بعد ساعة فقط ستجد رائحة تفوح بالغرفة تضاهى أغلى البرفانات فى العالم».
وطالب الحاج فتحى طه، مزارع، المسؤولين فى المركز القومى للبحوث الزراعية، بتوفير سلالات جديدة قادرة على مقاومة الظروف المناخية وارتفاع منسوب المياه الجوفية لأن ثمرة المشمش ثمرة لها مذاق خاص لا يتشابه مع فاكهة أخرى ولها قيمة غذائية تفوق غيرها.
وأشار إلى أن مقولة «فى المشمش» ظهرت فى العمار، لأن المزارع فى العمار كان يؤجل زواج ابنه أو ابنته لموسم جنى المشمش، وكان يقول «الزواج فى المشمش» فكانت هذه المقولة.
وقال محمود جلال، تاجر من القاهرة، إنه ياتى يوميًّا ليشترى المشمش، وسعر الكيلو هنا بحسب المزاد ويبدأ من 15 جنيهًا حتى 25 جنيهًا للكيلو.
ولفت المهندس رجب شحات، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إلى أن محصول المشمش هذا العام مبشر، وسعره ملائم للمزارع، والموسم هذا العام تخطى أزمات الأعوام الماضية والتى تأثر فيها بالتقلبات الجوية، حيث كان طقس هذا العام ملائمًا وساهم فى وفرة المحصول ليكون موسم العام الجارى موسم خير للجميع، موضحًا أن المشمش من الفواكه الصيفية ذات القيمة الغذائية العالية ويدخل فى صناعات غذائية عديدة مثل العصائر والمربى.
وقال وكيل وزارة الزراعة إنه تم إدخال نظم الزراعة الحديثة على المحصول الذى يعمل فيه نحو 90% من أهالى القرية، باستخدام سلالات جديدة عالية الجودة ووفرة الإنتاج وتوفير مبيدات معتمدة من وزارة الزراعة لضمان المكافحة السليمة وإقامة ندوات توعوية للمزارعين.