«أطباء بلا حدود»: 1.7 مليون فلسطيني أجبروا على النزوح القسري إلى رفح

قالت منظمة اطباء بلا حدود إن 1.7 مليون من الرجال والنساء والأطفال من الشعب الفلسطيني أجبروا على النزوح قسرا إلى مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، في ظل تهديدات بالقصف الجوي
جاء ذلك في تقرير، أصدرته المنظمة، بعنوان «المقتولون بصمت في غزة.. تدمير نظام الرعاية الصحية والمعاناة في سبيل النجاة في رفح».
وأضاف التقرير أنه «حتى في رفح لم يجد السكان المدنيون مأمنًا، فالعمليات العسكرية ما زالت مستمرة هناك، فيما يتربّص بالسكان تهديد مؤكد بتوغّل عسكري وشيك وواسع النطاق للقوات الاسرائيلية، بينما يهددهم الموت مرضًا أو جوعًا في مكان تشظّى نظامه الصحي».
وقال: «في 13 أكتوبرالماضي، أُجبرت فرق أطباء بلا حدود على الإجلاء مع جموع المدنيين من شمال غزة إلى جنوبها، حيث أطلقت فرقنا سريعًا استجابة طبية طارئة في رفح ودير البلح».
واعتمد تقرير المنظمة، على البيانات الطبية وشهادات المرضى، وملاحظات الاطباء، بأنه في ظل انعدام ظروف النجاة، حتى في رفح، فإن هناك حالة تدهورًا حادًا في الظروف الصحية للناس في رفح.
وأشار التقرير إلى أنه نتيجة الحصار على غزة، ينتشر سوء التغذية الحاد بسرعة مقلقة، بعدما كاد يكون منعدمًا قبل النزاع الحالي، حيث سجل أطباء المنظمة، أنه بين يناير ومارس الماضيين، أصيب 216 شخصا بحالات متوسطة وشديدة من سوء التغذية الحاد في مركزَين فقط للرعاية الصحية.
وأضاف التقرير أنه «أصبحت صحة السكان النفسية بحال يرثى لها، وقد أبلغت فرق الصحة النفسية في أطباء بلا حدود عن استقبال عدد مهول من الاشخاص الذين تعرّضوا للعنف والفقد بمستويات خطيرة».
وأكدت الفرق الطبية للمنظمة، أن العمل مع هؤلاء المرضى لبناء قدراتهم على الصمود بالغ الصّعوبة في ظل انعدام الأمان واستمرار العنف. علاوة على ذلك، يُترك المرضى المصابون باضطرابات نفسية شديدة، كاضطراب ثنائي القطب أو الفصام، ويشكلون قرابة 5% من السكان- من دون علاج-، حيث خرج المستشفي الوحيد المتخصص بالطب النفسي في قطاع غزة منذ نوفمبر الماضي بسبب النزاع.
واشار التقرير أن بعض الأهالى يلجأون إلى الإفراط في تقديم المهدئات لأقاربهم الذين يعانون من اضطرابات نفسية شديدة لحمايتهم من الأذى أثناء إقامتهم في ملاجئ مكتظة خلال هروب الناس من القصف ليرزحوا تحت خطرتفشي األمراض الذي يلوح في الأفق في رفح.
وأكد التقرير أن المدينة تعاني من تردي الظروف المعيشية، والنقص الحاد في المياه النظيفة للشرب والاستحمام، وتراكم القمامة ومياه الصرف الصحي في الشوارع.
وقالت المنظمة أنه في كل أسبوع، تقدم فرق أطباء بال حدود أكثر من خمسة آلاف استشارة طبية في عيادتين فقط، فيما ألمّت التهابات الجهاز التنفسي العلوي المرتبطة بتدهور الظروف المعيشية بأكثر من 40 بالمئة من مرضى.
هذا وتشير التقارير إلى تضاعف معدلات الإصابة بالإسهال 25 مرة عما كانت عليه قبل النزاع وإلى ازدياد ملحوظ في حالات التهاب الكبد الوبائي.
وأكدت المنظمة، أن استمرار هذه الكارثة المتكشفة إلى تقويض القدرات الجماعية للمجتمع الانساني، والحؤول دون استجابته بالحجم المطلوب، لا سيما في ظل انعدام الامن والقيود التي تفرضها السلطات الاسرائيلية على الامدادات الحيوية التي تدخل قطاع غزة، حيث تتفاقم احتياجات السكان بوتيرة سريعة فيما يبقى نظام الرعاية الصحية غير قادر على الاستجابة، حيث تخرج مستشفيات غزة عن الخدمة واحدًا تلو الاخر إما بسبب تعرضها للهجوم أو تضررها أو تدميرها على يد القوات الاسرائيلية، أو بسبب افتقارها لكميات كافية من الوقود والامدادات اللزامة لتقديم الخدمات.
وقالت المنظمة، لإنها تشعر بقلق بالغ إزاء ما سيصبح عليه النظام الصحي في السنوات القادمة نتيجة هذا الدمار، حيث وصلت المرافق الطبية القليلة التي لا زالت تعمل إلى حافة الهاوية، وأمست مكتظة بالمرضى الذين يعانون من إصابات بالغة سبّبها النزاع.
وأكدت أنه نتيجة لذلك، فإن أصحاب الاحتياجات الطبية الاخرى، كالنساء الحوامل المصابات بمضاعفات والمرضى المصابين بأمراض مزمنة، قد باتوا غير قادرين على التماس الرعاية التي يحتاجونها، حيث دُمّر نظام الرعاية الصحية بأكمله في غزة، والسكان يعيشون رهن الحصار المفروض عليهم، مشيرة إلى أنه من دون توفر الرعاية الطبية، ستُزهَق آلاف الارواح الأخرى غير التي يقتلها القصف الإسرائيلي.