رضيعة يخطفها عامل «دليفرى»، يقطن بذات البناية محل سكنها، ثم يعتدى عليها جنسيًا ويقتلها ويلقى بجثتها.. كانت مأساة «جانيت» الطفلة السودانية، صاحبة ال10 أشهر. ففى يومًا بدا عاديًا في منزل أسرة «جانيت» بإحدى مناطق مدينة نصر في القاهرة، كانت الأم تستريح إذ تركت الرضيعة بصحبة أختها «أميرة»، ذات ال6 سنوات لتخرج الصغيرة سهوًا من أمام شقة الجيران بالطابق ال12،، ثم تختفى ويبدأ بحثًا طويلًا عنها حتى العثور عليها في إحدى الحدائق جثةً هامدةً وعليها آثار اعتداء جنسى، وفق ما ورد بتحقيقات النيابة العامة. اختفاء «جانيت» المتهم يسكن بنفس البنية التي تقطنها المجنى عليها، ووفق أحمد حجاج، محامى أسرة الضحية، فإن المتهم قد أقر بارتكابه جرائم الخطف والاعتداء أثناء التحقيقات، وشملت قرارات النيابة بشأنه إجراء تحليل مخدرات له، عقب قوله إنه لم يكن في نيته قتل الصغيرة إنما فكر في اغتصابها حين رأها ب«البامبرز» على السلم، ولما صرخت وتناوب التعدى عليها جنسيًا داخل شقته خاف افتضاح أمره فخقنها وألقى بجثتها في حديقة خلف العقار محل الجريمة. واقعة «جانيت»، لم تكن الأولى للتعدى على طفلة واغتصابها، ففى العام 2017 شهدت محافظة الدقهلية جريمة مماثلة اشتهرت إعلاميًا ب«طفلة البامبرز» إذ قضت محكمة النقض، بإعدام المتهم شنقًا. تمام ال6 مساء الجمعة الماضى، توقيت لم تنساه «مريم»، والدة الطفلة السودانية، حين وافقت على خروج ابنتها «أميرة»، مع أختها الرضيعة «جانيت» من شقتهما للهو بالطابق ال14 للهو مع أولاد الجيران بالطابق ال12، تقول الأم، لم تمر ثلث الساعة حتى وجدت ابنتها الكبرى عائدة إليها من دون الرضيعة سألتها: «أختك فين؟!، لقيتها ساكتة ومش بترد عليّا، وبقت قاعدة مش بتتكلم، لحد ما قلتها لو سكتتى مش هنعرف هي فين، وهنا بدأت تقوللى إن في واحد مصرى خدها من عند الباب جنب السلم قدام شقة جيراننا، وإحنا كنا بنلعب ومش واخدين بالنا إن الباب كان مفتوح». لقينا البنت من غير بامبرز الرضيعة، خرجت من باب الجيران تحبو على ركبتها، وفق والدتها، والجار عثر عليها وخطفها، وبدأت رحلة البحث عنها «بقينا نخبط على كل أبواب الشقق اللى في العمارة كلها، جميع سكانها قالوا إنهم لم يروا البنت، ماعدا شقة بالدور ال13 صاحبها رفض يفتح الباب لنا، ففضلت واقفة قدام بابه وحاسة إن بنتى جوه عنده، فقلت لجيرانى كلهم ده لازم يفتح». من ال6 حتى ال2 بعد منتصف الليل، لم تكف الأم عن البحث عن «جانيت» مع كل جيرانها وزوجها العامل بكافيه بالتجمع الخامس الذي عاد إلى مسكنه إثر تلقيه خبر اختفاء «فلذة كبده»، تروى والدموع تسبق كلامها: «روحنا نعمل محضر بالقسم، قالولنا لازم يكون مر 24 ساعة على الأقل من واقعة اختفائها عشان القانون بيقول كده، وإحنا مكانش هنصبر، فواصلنا البحث لأنى بنتى رضيعة». تناهى إلى مسامع والدا «جانيت»، أصوات صراخ عاليًا من ناحية حديقة مجاورة للعقار محل سكنهما، توجها إلى مصدره، فكانت الفاجعة «لقينا البنت من غير بامبرز ومش مستورة، لابسة التيشرت اللى فوق بس، ومقتولة»، تصعب عليهما النفس يجهشان بالبكاء «حتى اللى عمل فيها كده لم يسترها»، يرددان «حتى كان جاب كيس وحطه عليها، منظره كم كان قاسيًا علينا». الجاني كان محجوز في الأسانسير 24 ساعة، كانت مدة البحث عن المتهم مرتكب الجريمة حتى ضبطته بعد هروبه من مسكنه، ومن وسط عدد كبير من الأشخاص تعرفت على هويته الطفلة «أميرة»: «هو ده اللى خطف أختى»، لتقرر النيابة العامة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ويقرر قاضى المعارضات مدة فترة الحبس الاحتياطى ل15 يومًا. والدا المجنى عليها، لا يطالبا سوى بالقصاص القانونى العاجل من المتهم «ده رماه وسط الزبالة بعد عملته، وعرفنا إن هتك عرضها قبل وبعد جريمته»، ويقولان إنهما لم يتوقعا أبدًا أن يكون هناك شخص يخطف «رضيعة» ويغتصبها ويلقى بجثمانها في الشارع هكذا، إذ يقول الأب: «ده الجانى كان محجوز في الأسانسير وعطلان بيه، وهو نازل لما جئت إلى البيت، فاستدعيت له حارس العقار من الدور ال3، لمساعدته، ومكانتش أعرف إنه اللى قتل وخطف بنتى».