متسائلًا عما بقي في غزة بعد 200 يوم من الإبادة، فتح الصحفي الفلسطيني هاني أبورزق مجالًا لتأمل حاله وزملائه في القطاع الذي لم يعد يتسع سوى لصمود أهله، 200 يوم لم ترفع الأقلام في القطاع ولم تجف الصحف. بعد 200 يوم من الحرب لم يبق في غزة سوى صمود وفي مقدمتهم كتيبة من حماة الحقيقة يحملون عدساتهم ويتنقلون بين شهداء عوائلهم وركام منازلهم المُهدمة لبث جرائم حرب تجري على رؤوس الأشهاد ويراها العالم صوتا وصورة بفضل صمودهم؛ فكم من رمز للصحافة الفلسطينية وأبطالها الذين يعملون والموت صوب أعينهم. تنقل «المصري اليوم» في اليوم ال200 من حرب الإبادة رسائل الزملاء وتوجه لهم رسالة دعم لمواصلة مسيرتهم البطولية. جعرور: هذا السرطان يستلزم مقاومة وصمود من أمام خيمة نزوحه في محيط مستشفى شهداء الأقصى، وبعد 200 يوم من العمل المتواصل يؤكد مراسل موقع اليوم الأخباري مصطفى جعرور أن التغطية ستظل مستمرة. نزح جعرور من شمال القطاع خالي الوفاض تاركا منزله ومعداته، خمس محطات نزوح خاضها على مدار ال200 يوم الماضية خاض بدءا من ترحيله وعائلته قسرًا من منولهم في منطقة المخابرات في مدينة غزة شمالا، مرورا لأحد خيام النازحين بمجمع الشفاء الطبي التي تحول إلى ركام يفعل القصف الإسرائيلي ومنه إلى مجمع ناصر الطبي ثم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح في المحافظة الوسطى». ورغم كل ما يعانيه صحفيو غزة على وقع الحرب من استشهاد عوائلهم وهدم منازلهم وتشريدهم في خيام إيواء أكد جعرور أن أصعب ما يواجهه هو الاستهدافات المستمرة التي تطال زملائه؛ فلم يمر يوما دون إيقاع صحفيين بين شهيد وجريح». قدم صحفيو غزة نموذجا يُدرس، لكنهم قدموا في المقابل 200 شهيد، بواقع شهيد يوميا على الأقل في حصيلة توصف بأنها الأعلى منذ قيام دولة الاحتلال. ويختتم جعرور «هذا السرطان على أرضنا يلزمه مقاومة»، مؤكدا «وجوب بقائه صامدا رغم أن الموت دائما على مسافة قريبة». عبدالهادي: أتذكر الأرض وأننا حُماتها لأستمر «خيمة.. شهداء.. جرحى.. واستهدافات مباشرة لزملاء الميدان» هكذا وصف عبدالهادي فرحات، مراسل قناة اليمن اليوم وضع صحفيو القطاع وكيف يمضون يومهم منذ بدأت الحرب. يقول عبدالهادي: «في كل الحروب السابقة كان بعض الصحفيين الفلسطيين يتمكنون مداومة العمل من مكاتبهم، لكن هذه الحرب لم تُبْقى وَلم تَذَرُ أي مقار صحفية أو إعلامية.. هم يعادوننا لأننا أداة فعالة لفضح جرائمهم». ويضيف: «200 يوم موجعة خضنا خلالها تجارب غير مسبوقة بينما نتنقل بين حطام منازلنا المهدمة وأشلاء عوائلنا فيما التقاط الأنفاس رفاهية لا يعرفها صحفيو القطاع». متابعا:«ينقسم الصحفي في غزة بين مسؤوليته العائلية في ظل تنقل أسرته من خيمة إلى خيمة بينما هو مطالب بالوفاء بواجبه المهني والوطني والترحال وراء الخبر أينما كان لفضح ممارسات الاحتلال رغم فقداننا الأمل في هذا العالم». وحول وسائله لتعزيز صموده وتجنب الوقوع في فخ التراجع واليأس يقول عبدالهادي ك«أتذكر الأرض وأننا حماتها هذه رسالتي إلى نفسي وإلى زملائي يوميا ووسيلتي لأعزز صمودي واستمر في العمل رغم كل شيء». وبسؤاله عن رسالته للعالم رد قائلًا: «لا أدري لمن أوجه رسالتي.. أي عالم وأي صوت أقوى من صوت دماء القطاغ المهدرة.. ينزف قطاع غزة دما منذ 200 يوم فيما أصداء صوت أطفاله وصلت جميع أرجاء العالم دون جدوى..أي رسالة بعد 200 يوم من الإبادة دون قرارات دولية لصد تلك المجازر.. لاشي ء هنا خارج حدود الاستهداف.. لكن التغطية مستمرة». عودة: «نحن أصحاب الأرض وأصحاب القضية» من جنوب القطاع حيث نزح وأسرته في خيمة في خانيونس، أكد المصور الصحفي عودة مصطفى عودة، أن صحفيي غزة يستمدون صمودهم من مؤازرة ذويهم. ويقول عودة: «ليس أمامنا خيار سوى أن منتصبي القامة ما حدن مدور علينا.. نحن أصحاب الأرض وأصحاب القضية ولا خيار أمامنا سوى الصمود.. هذه ليست بطولة.. هذا قدرنا وسنواجهه لأننا أصحاب الأرض وأصحاب القضية». يؤكد عودة الذي نزح قسرا في الأسبوع الأول من التوغل البري لمدينة غزة شمالي القطاع أن هذه الحرب ليست كسابقاتها». ويضيف: «كل دقيقة هناك شهداء.. كل دقيقة هناك جرحى.. بتنا مستعدون لأن نكون جزءا من هكذا أخبار». يسكن عودة خيمة في الجنوب حيث يغطي تفاصيل حياة نازحي الخيام فيما أبنائه وزوجته في خيمة وسط القطاع وحول هذا يقول :«أصعب ما يؤرق صحفيي القطاع هو أن كل منا في كل مرة يرفع فيها كاميرته لالتقاط صورة طفل شهيد أو مصاب يتخيل أبنائه وكيف يبدو حالهم الآن» لبد: ليس أمامنا خيارا سوى الصمود أما يوسف لبد، صحفي حر، فحدث عن ندرة المعدات وكيف تسود حالة من التكافل بين صحفيي القطاع لمواصلة العمل بأقل الأمكانات التقنية في ظل حصار خانق مفروض عل القطاع منذ 200 يوم. واضاف لبد: «رغم ندرة المعدات وتزايد المخاطر فإن كل منا يحمل على عاتقه واجب الاستمرار ويعتير ذبك مسؤوليه لا مناص منها»، مختتما بأن صحفيي القطاع ليس أمامهم خيار سوى الصمود».
