أعلنت الخارجية الإيرانية اليوم أن الاعتداء على قنصليتها في دمشق نفذ بأسلحة أمريكية الصنع، وذلك بعدما نفي البيت الأبيض تورطه في أي دور أو علم مسبق بالضربة الإسرائيلية. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إن «الاعتداء الإرهابي الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق كان باستخدام طائرة وصواريخ أميركية الصنع». وأضاف عبداللهيان، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العماني بدر البوسعيدي في مسقط، أن بلاده «سترد وتعاقب المجرمين، إلى جانب اتخاذها إجراءات قانونية ودولية ضمن إطار المقررات الدولية»، وفق ما نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء. من جانبه قال البوسعيدي، إن سلطنة عمان تدعم جهود خفض التصعيد بالمنطقة، مضيفًا أن القضية الفلسطينية هي الأساس الذي تعمل السلطنة على حله في ظل «العدوان الإسرائيلي المستمر» على غزة. وقصفت طائرات حربية إسرائيلية، القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، أمس، حيث قالت طهران إن القصف أودى بحياة 7 مستشارين عسكريين، من بينهم محمد رضا زاهدي، القائد الكبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن طهران يجب أن ترد بشكل مباشر على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق لردع تا أبيب. وأوضحت المصادر أن يران قد وضعت قواتها المسلحة في «حالة تأهب قصوى وتم اتخاذ قرار بأنه يجب الرد مباشرة»، وذلك ضمن التوترات الأمنية وتهديدات إيران بالرد على القصف الإسرائيلي الذي استهدف القسم القنصلي بسفارتها في دمشق وأسفر عن مقتل 13 شخصا، بينهم قادة ومستشارون في الحرس الثوري الإيراني، منهم العميد محمد رضا زاهدي أحد قادة فيلق القدس ومساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي. يترافق ذلك مع ما تذكره تقارير إسرائيلية حول سيناريوهات رد الفعل الإيراني على الضربة الإسرائيلية؛ إذ توقع محرر الجريدة لشؤون الشرق الأوسط، آلون بنكاس، أربع سيناريوهات للرد الإيراني اغتيال عدد من قيادات فيلق القدس في قصف إسرائيلي على مبنى ملحق بالقنصلية الإيرانيةبدمشق، وبينهم القيادي محمد رضا زاهدي. ولم يستبعد أن تقدم طهران على رد فوري باستهداف السفن والسفارات والأفراد الإسرائيليين في الخالرج بالاستناد إلى المعلومات الاستخباراتية والفرصة السانحة، وهما عنصران من المرجح أن تمتلكهما إيران، غير أن المشكلة في هذا الخيار هي أنه يطلق العنان لعملية من الخطوات التصعيدية المتبادلة أو التوجه نحو تصعيد كامل من خلال حزب الله في لبنان وإشراك إسرائيل في جبهة ثانية أكثر فتكا وتكلفة بكثير مما كانت عليه في غزة. عداء استراتيجي ومؤخرا تتسم العلاقات بين طهران وتل أبيب ب«عداء استراتيجي» وبينما تهاجم إسرائيل أهدافًا مرتبطة بإيران في سوريا مع تطبيع العلاقات مع دول الإقليم، تدعم إيران الفواعل من غير الدول لاعضيد موقفها ومد نفوذها في المنطقة وبينما يبدو أن الدولتين غير مهتمتين بالمواجهة العسكرية، لا يمكن استبعاد الحسابات الخاطئة تمامًا. وأدت سلسلة من التطورات الأخيرة إلى تأجيج التوترات بين إيران ودولة الاحتلال، لا سيما إثر توسع إيران غير المسبوق في المنطقة بشكل عام وترسيخها العسكري في سوريا وسعيها الدؤوب لامتلاك سلاح نووي.
