يبدو أن الدعم الذي يحصل عليه المدنيين في قطاع غزة، والتنديد بالجرائم التي تقع بحق المدنيين ويتم عرضها على المجتمع الدولي عبر مجموعة من المنظمات الأممية من ضمنها «الأونروا» يزعج قوات الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الحكومات الغربية التي رأت في عرض معاناة الفلسطينيين إحراج لها أمام شعوبها التي خرجت في عدد من العواصم الاوروبية تندد بالجرائم التي تتركبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة. وفي ظل الظروف الحالية تمثل المنظمة الأممية شريان حياة للفلسطينيين في قطاع غزة منذ أجيال، إذ تساهم في توفير خدمات في جميع المجالات للاجئين الفلسطينيين، لكنها طالما واجهت اتهامات من إسرائيل بأنها «متواطئة مع حماس وتساعدها في تلقين سكان غزة دعاية مناهضة لإسرائيل». وخرج وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، السبت، بتصريحات تهاجم منظمة الاونرو، قائلا: «سوف سعى لمنع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب»، جاء ذلك التصريح في أعقاب اتهام إسرائيل موظفين في الوكالة الأممية ب«الضلوع» في هجمات السابع من أكتوبر. وكتب كاتس عبر منصة إكس، أن وزارة الخارجية تهدف إلى ضمان «ألا تكون الأونروا جزءا من المرحلة» التي تلي الحرب، مضيفا أنه «سيسعى إلى حشد الدعم من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وأطراف مانحة أخرى رئيسية». الأونروا تنهي عمل مجموعة من موظفيها من جانبه، أعلن فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، عن إنهاء الوكالة عقود الموظفين الذين زُعم أنهم تورطوا في هجمات 7 أكتوبر، لافتا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، زودت «الأونروا» بمعلومات حول التورط المزعوم لعدد من موظفي الأونروا في الهجمات المروعة على إسرائيل في 7 أكتوبر«. وأضاف أنه اتخذ هذا القرار لحماية قدرة الوكالة على إيصال المساعدات الإنسانية. وأضاف «لازاريني»: «تأتي هذه المزاعم الصادمة في الوقت الذي يعتمد فيه أكثر من مليوني شخص في غزة على المساعدات المنقذة للحياة التي توفرها الوكالة منذ بدء الحرب. إن كل من يخون القيم الأساسية للأمم المتحدة، فهو يخون أيضا الذين نخدمهم في غزة وعبر المنطقة، وفي أماكن أخرى حول العالم». دول الغرب تعلق تمويل وكالة الأونروا مع استمرار حالة السجال حول تورط عدد من أعضاء وكالة الأونروا في هجمات 7 أكتوبر الماضي، سارعت دول غربية في الإعلان عن تعليق تمويلها لوكالة غوث، إذ أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تياني، اليوم السبت، تعليق روما لتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». وقبل إعلان إيطاليا سبقتها كلا من «كندا وأمريكا وأستراليا، وكذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية»، إذ أعلنوا تعليق تمويلهم لوكالة «الأونروا»، وذلك بعد مزاعم قدمتها إسرائيل عن تورط عدد من موظفي الوكالة في هجوم 7 أكتوبر. حماس تدخل على الخط في المقابل، دعت حركة حماس الفلسطينية التي تحكم قطاع غزة، والمصنفة إرهابية في الولاياتالمتحدة ودول أخرى، «الأممالمتحدة والمؤسسات الدولية إلى عدم الرضوخ»، لما وصفته ب«تهديدات وابتزازات» إسرائيل. كما طالبت منظمة التحرير الفلسطينية، الدول التي أعلنت عن وقف دعمها للأونروا ب«العودة فورا عن قرارها»، معتبرة أنه «ينطوي على مخاطر كبيرة سياسية وإغاثية».
