يعود الكاتب الصحفي والقاصّ، ربيع السعدني، برواية جديدة بعنوان «كَفْر وَنَسَّ» تصدر عن دار نشر الياسمين، وتشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 55، التي تنطلق خلال الفترة من 25 يناير الجاري حتى 6 فبراير المقبل. تتناول «كَفْر وَنَسَّ»، الرواية الأولى للكاتب ربيع السعدني في سرديتها ومضمونها ومفارقاتها رصد روائي مزيج بين التاريخ والحاضر، وحالة الاغتراب التي يحياها الشباب العربي في أوطانهم، وهي رحلة داخل عقل سليم الشيخ، بطل الرواية المثير للحيرة والتساؤلات، حيث تسرد الرواية هواجسه وتدويناته التي تكشف عن الحدود التي ينتهي عندها الواقع، وتتساءل عن تعقيدات العقل البشري وقدرته على الإفلات والارتحال صوب الغريب وغير المألوف ليشتبك مع الجميع، بدءًا من مجتمعه والعادات الرجعية، فضلا عن الوضع الصحي المتردي الذي يُرثى له. الرواية تحمل كمًا هائلاً من الحكايات المدهشة عن الحياة في مصر آخر 20 عاماً، ويمكن أن تعتبر الرواية حكاية عن مصر والمصريين قبل وبعد ثورة 25 يناير 2011، متنقلة بخفة ورشاقة بين الأحداث والأماكن والأزمنة المختلفة، وتحكي كل منهم حكايتها ومعاناتها الخاصة، وتحشد جوانب الفقر والجوع وسيرة السحر الأسود، وأوراق من وحي العالم السفلي وأثرها في المجتمعات الشرقية، وكيف ينتصر العلم على الدجل والخرافات؟ وأورد الناشر على ظهر الغلاف الذي من تصميم مروان أشرف وماجد إبراهيم هذا الاقتباس من الرواية؛ موقف آخر لم يفارق ذهن الطبيب القرّوي سليم الشيخ أثناء فترة تكليفه بالوحدة النائية في أسيوط، حين هب فزعاً من إغفائته التي لم تدم لساعة، وقد بدى وجهه شاحباً وعقله شارداً في هذا اليوم الذي لا يريد أن ينتهي، لفتاة عشرينية عضها كلب عقور، المفارقة في مضاعفات الحالة الجديدة تُظهر أن الجرح يبدو قديماً، تورم مكانه وصار ملتهباً وبدا شكله غريباً مثل تصرفات أصحابه، فغضب الطبيب بشدة، وصرخ فيهم «لماذا تأخرتم كل هذه المدة؟»، فأصابهم خرسٌ مفاجئ، فسألها عمّ صنعت لمداواة «العضّة»؟ فردت والدتها التي جاءت تتهادى بقرط معدني رخيص يتدلى على صدرها، وهي تحاول أن تشرح له الوصفة السحرية: «أصل إحنا بصراحة يادكتور لما الكلب عضّ بنتي سناء، لم نسكت ورُحنا نتفنا شعر من الكلب ووضعناه على الجرح ثم أحرقناه»، فلم يتمالك سليم نفسه من الدهشة أكثر، وانفجر في الضحك مرة أخرى بصوت عالٍ هذه المرة، حاول أن يكتم صوت ضحكته ففشل، وهو يضرب الطاولة بإحدى يديه، ورغم ضيقه الشديد من سلوك الأم والفتاة، فإنه شعر بالرثاء الحقيقي على ما وصل إليه حال الصحة العامة في مصر. المؤلف ربيع السعدني؛ صحفي وقاصّ مصري من مواليد مدينة زفتى عام 1985، تخرج في كلية الآداب عام 2008، قسم صحافة وإعلام والتحق بصاحبة الجلالة، وتنقل بين عدد من المؤسسات الصحفية وعُرف بالعديد من المقالات المتنوعة بين النقد والكتابة الساخرة، وتخصص في التحقيقات وكتابة القصص الإنسانية وأدب الرحلات وحاز جائزة مصطفى أمين وعلي أمين في التحقيقات عام 2017. ونشر عددًا من الأفلام الوثائقية في مواقع عربية ودولية، ومقالاته تتسم بالطابع القصصي، وصدرت له أول مجموعة قصصية «بائعة الخبز» عن دار نشر «حابي»، وشارك ضمن مجموعة قصصية أخرى «سينما الرعب»، وديوان شعر «قهوة برائحة المطر» عن دار نشر كاريزما، وتعد «كَفْر وَنَسَّ» روايته الأولى التي يتقدم بها إلى القراء.
