أصدرت دار حابي للنشر والتوزيع حديثا المجموعة القصصية الجديدة «بائعة الخبز»، للكاتب الصحفي ربيع السعدني، يفتح لنا من خلالها نوافذ لرومانسية مفقودة في مواجهة واقع أليم. ويشارك الكاتب للمرة الأولى في معرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته ال54، المقرر انعقادها خلال الفترة من 24 يناير الجاري وحتى 6 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس. وتصدر المجموعة القصصية بغلاف مميز من إبداعات الطبيب، والرسام الفلسطيني علاء اللقطة، وتصميم مريم الجميعي، وتضم 16 قصة قصيرة تتناول أحداثا مختلفة ومواقف وقصص من بطن مصر، فيرسم لنا الكاتب بفرشاته – أو بقلمه – صورا هادئة مطمئنة وصاخبة متمردة لحكايات وشخصيات تواجه الواقع الأليم برومانسية مفقودة، ورؤية حالمة. عناوين أغلب قصص المجموعة ومضامينها تعكس هذا الصفاء الذي يدخلنا الكاتب إلى عوالمه برفق وسلاسة، فنجد قصة «عامل الترولي» رقم 13 الذي يمتهن أحقر مهنة في الوجود، والشقيقات الثلاث القرويات، نور وشمس وضي بائعات الخبز في قلب القاهرة، وأم نعمات.. «سيدة الهرم» التي تقطع المسافات الطويلة من أجل «هياكل الفراخ»، والرجل الذي فقد «موبايله» في المطبعة، وحل لغز مقتل الشيخ الفيومي، وقصة «المقام» الذي أقامته ابنته له في الحارة الجيزاوية، والفتاة الجامعية «ن»، وحوارها مع شبح في مكتبة الجامعة.. وعلى الغلاف الخلفي للمجموعة نقرأ هذا الاقتباس من قصة «بائعة الخبز»: «لا ينامون ولا يتعبون، بل يشيخون مع كل رحلة بالقطار جزء منهم يموت، وجزء آخر يعود للحياة تدريجياً.. الوقت يزحف مثل جندي مصاب في ساحة حرب يحاول النجاة بلا خطة، فتركت شمس المحطة لتواجه التحرش والشقاء معاً بجسد مهدود وعيون حمراء ملتهبة ثم أخذت تجوب الشوارع الواسعة، تتحدث مع كل شجرة وكل حجر، وتطوف حول المباني المهجورة المُثيرة للخوف، ولكن دون طائل، كم آلمتها الخيبة حين تركوها وحيدة مع غروب الشمس». وفاز السعدني بجائزة مصطفى وعلي أمين في التحقيقات الاستقصائية عام 2017، عن تحقيقه «أجهزة قياس السكر.. موت على نفقة الدولة»، وعُرِف الكاتب بالعديد من المقالات المتنوعة بين النقد، والكتابة الساخرة، وأدب الرحلات مثل «حلايب والشلاتين... حياة لا تُحتمل فوق جبال من الذهب»، وتميز بكتابة مقالات لها روح قصصية. وتعد «بائعة الخبز» هي مجموعته القصصية الأولى التي يقدمها للقراء إلى جانب المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن مجموعة قصصية أخرى، بعنوان «سينما الرعب»، وديوان شعر حر يحمل اسم «قهوة برائحة المطر» مع دار كاريزما للنشر والتوزيع. وعن «بائعة الخبز» يقول الكاتب الصحفي حمدي عبدالرحيم، المتخصص في النقد الأدبي إن غالبية قصص المجموعة تمتاز بالجدية والحيوية المعاصرة، واللعب بمفردات العصر، بدءا بالسيارة «التمناية»، السوزوكي، مرورا بالواي فاي والهاتف الذي سقط، وتقنية «الميتافيرس»، وصولا إلى عامل الترولي وغرفة العمليات. وأضاف صاحب كتاب «فيصل.. تحرير: أيام الديسك والميكروباص»، أن هذه الصفات تعد من أهم نقاط التميز الأدبية التي حرص عليها الكاتب في ظل ما نراه من أعمال أدبية تحكي عن الماضي أو الغرائبيات التي لا توجد في الثقافة العربية من الأساس.