قالت عديلة حسيم، ممثلة جنوب أفريقيا، أمام محكمة العدل الدولية، إن إسرائيل انتهكت المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية، وعرضت الفلسطينيين في غزة لواحدة من حملات القصف الممنهج في العصر الحديث على مدار 96 يوما، كما اقترفت أعمال إبادة جماعية، مثلما حدث مع الروهينجا في ميانمار. وأضافت، خلال الجلسة الأولى لمحاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، أن الفلسطينيين في قطاع غزة يقتلون بأسلحة قوات الاحتلال الإسرائيلي أرضا وبحرا وجوا، وأنهم أيضا يواجهون خطر الموت من خلال المجاعة والمرض بسبب الحصار المفروض عليهم فضلا عن تدمير بلداتهم ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول واستحالة توزيع هذه المساعدات المحدودة جدا خلال القصف؛ مما يجعل الحياة مستحيلة في القطاع. وأوضحت ممثلة جنوب أفريقيا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت قتل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل كثيف حتى صار القطاع غير آمن، كما ألقت 6 آلاف قنبلة على القطاع في أول 3 أسابيع من القصف عبر طائراتها، منددة بقتل عدد غير مسبوق من المدنيين والقضاء على عائلات فلسطينية بأكملها من قطاع غزة دون مراعاة بنود إنسانية أو قانونية. وأشارت حسيم إلى أن إسرائيل هجّرت 85% من الفلسطينيين قسرا دون أي مراكز للإيواء، وفرضت ظروفا يستحيل معها استمرار الحياة، حيث يعاني 80 % من الفلسطينيين في قطاع غزة مستويات عالية من الجوع تصل إلى حد انعدام الأمن الغذائي. ولفتت إلى وجود 5 مستشفيات في قطاع غزة بحاجة ضرورية إلى دخول الوحدات الطبية إليها، وأن المصابين في قطاع غزة محرومون من الرعاية الصحية اللازمة لإنقاذ حياتهم. وأكدت ممثلة جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، أن إسرائيل استخدمت أسلحة دمار شامل استهدفت المدنيين ودمرت منازل الفلسطينيين والبنية التحتية في قطاع غزة، فهناك نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة بلا منشأت سكنية جراء القصف الإسرائيلي. وبدأت محكمة العدل الدولية جلسة استماع لمدة يومين، الخميس والجمعة، في الدعوى المقامة من جنوب إفريقيا، والتي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، الأمر الذي قد يدفع المحكمة إلى إصدار أمر بتعليق طارئ للحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع.