«معارك ضارية».. الإعلام العبري يعترف ببسالة المقاومة: 3 فرق عسكرية تتكبد خسائر وقتلى

معارك ضارية ومُكلفة.. الإعلام العبري يعترف ببسالة المقاومة بعد 69 يوما من القتال في غزة
رغم مواصلة الاحتلال الإسرائلي عدوانه على قطاع غزة لليوم ال68 على التوالي، مع تكثيف جبهات التوغل البري في عموم القطاع، لم تتمكن ثلاثة لواءات توصف بأنها قوات نخبوية في جيش الاحتلال من تحقيق أي من الأهداف المعلنة لحربها على غزة، بل أن محللين عسكريين إسرائيليين أقروا بأن الحرب على غزة «مُكلفة» في ظل المواجهات الضارية مع عناصر المقاومة الفلسطينية.
«حرب مُكلفة»
وأفاد مقال تحليلي لصحيفة «هآرتس» الإسرائلية اليوم، بأن مقتل 5 جنود جنود إسرائليين في تفجير عبوات مفخخة في خان يونس يؤشر على صعوبة القتال داخل القطاع، مرجحا أن الحرب ستستغرق كثيرا من الوقت والجهد وتخلّف مزيدا من الخسائر في صفوف الإسرائيليين.
فشل ذريع
وفي قراءة ميدانية للوضع القتالي داخل قطاع غزة، قال المحلل العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، ل«المصري اليوم» إنه بعد مرور 68 يوما في ظل وجود 3 فرق عسكرية توصف بأنها من قوات النخبة في قطاع غزة، لم يتحقق أي إنجاز يذكر، ويمكن القول بأن المقاومة ستجبر العدو على العودة للمسار التفاوضي، مؤكدا أن إسرائيل لم ولن تتمكن من تحقيق أي من أهدافها المعلنة للحرب على غزة والتي تتضمن تدمير أنفاق حماس، واستهداف قادتها مع نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وإعادة الأسرى.
وأضاف عريقات أن جيش الاحتلال لم يستطع حتى الآن تحقيق أي تقدم ملموس، مستشهدا بتحركاته الحذرة في حي الشجاعية وعلى أطرافه والتي سقط خلالها 9 جنود قتلى فيما الجيش الاسرائيلي غير قادر على الثبات على الأرض.
ورجّح عريقات أن الاحتلال يحتاج إلى شهور وسنوات وتوغل كامل جيشه داخل قطاع غزة لتحقيق أهدفه، مؤكدا أن لجوء الاحتلال إلى اقتياد المدنيين بزعم أنهم عناصر مسلحة للمقاومة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الجيش الاسرائيلي فشل على الأرض.
فشل عسكري
في السياق ذاته، أكد المحلل العسكري الفلسطيني، اللواء يوسف شرقاوي أن الاحتلال فشل في السيطرة على مواقع هامة في القطاع تمكنه من إحراز إختراق إستراتيجي لتحقيق حسم عسكري يمكنه من تحقيق إنتصار عسكري.
ولفت شرقاوي: «رغم تمكن إسرائيل من احتلال عدة مواقع داخل القطاع إلا أنه عاجز عن السيطرة عليها، أو كسر إرادة المقاومة، وخير دليل على ذلك الصواريخ التي ما زالت تنطلق من القطاع تجاه شمال قطاع غزة وصولا لتل أبيب، وكذلك ما زالت المقاومة قادرة على تدمير دروع جيش الاحتلال». .
ورأى شرقاوي أن تصوير المدنيين عراة واعتبار ذلك من صور الانتصار المزعوم لإرضاء الجمهور الإسرائيلي، لافتا إلى أن فشل الاحتلال المدوي الأهم هو عدم تمكنه من إغتيال وتصفية القيادات الأولى لصفوف المقاومة.
انتقادات في الداخل الإسرائيلي
وكثفت وسائل إعلام عبرية حديثها عن الخسائر المتتالية التي يتكبدها جيشهم على يد المقاومة الفلسطينية في محاور قطاع غزة، وخاصة مقتل 5 جنود في حارة القرارة في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية، عن المحلل العسكري إسرائيلي نير دفوري قوله إن «القوة الإسرائيلية كانت تبحث عن فوهة نفق بعد اكتشاف شبكة من الفوهات تقود إلى نفق، وتم تشغيل شبكة عبوات مفخخة لا أعلم إن كان ذلك بسبب الدوس عليها، أو أنه تم تشغيلها عن بعد وكانت نتيجة انفجارها مقتل 5 جنود، مفسرا ما حدث بأمرين الأول تعقيدات العمل داخل غزة ووجوب الحذر، وثانيا أن هذا سيستغرق الكثيرمن الوقت».
وأقرّ المحلل الإسرائلي بأن المقاومة الفلسطينية ما زال بإمكانها ضرب القوات الإسرائيلية من الخلف والإيقاع بها في كمائن بينما مقاتلوها يخرجرون من الآبار.
وفي قرائته للأوضاع الميدانية، رجّح الرئيس السابق لما يسمى «مجلس الأمن القومي» للاحتلال الإسرائيلي، جنرال احتياط جيورا آيلاند، أن الحرب على غزة ستكون «طويلة الأمد» زاعما أن ما سمّاه «النجاح العسكري للجيش الإسرائيلي» في خان يونس ربما يؤدي إلى عدم الحاجة للقتال في رفح، أو في مخيمات مركز قطاع غزة.
لكن المسؤول الاستخباراتي والعسكري وصف المعارك في شمال غزة ب«الضارية والصعبة»، لافتا إلى صعوبة التنبؤ بنتائجها مؤكدًا أن القتال «يدار بصعوبة ومتوقع أن تقع فيه معارك صعبة».
وأفاد مقال تحليلي في صحيفة «يديعوت احرونوت» بعنوان «القتال وسيناريوهات بعد الحرب» أن جيش الاحتلال لم يحقق أي انتصار، مضيفا أن الحرب ستنتهي فيما سيضطر نتنياهو للتخطيط لنزع سلاح لاحقا، معتبرًا أن المقاومة الفلسطينية تتبع إستراتيجية مراكمة الإنجازات العسكرية.
وأضافت «يدعوت أحرونوت» أن على إسرائيل أن «تبيد الوسائل القتالية لحماس، ورويدا رويدا عبر التراكم التكتيكي لإفقاد حماس السيطؤرة التكتيكية على غزة»، معتبرة أن ذك الأسلوب الأنسب لإسرائيل لكنه «طويل الأمد ومكلف».
وونقل الموقع الالكتروني للصحيفة تنديد أهالي الأسرى الإسرائليين بسياسات بنيامين نتنياهو، وفشله في إعادة ذويهم. وذكر على لسان كرميت فالطي كتسير، وهي ابنة إحدى المحتجزات المفرج عنهن قولها أن عدم الإفراج عن الأسرى عقب مرور 68 يوما يعد «إهمال كبير وفشل أمني وعسكري وسياسي».
كما شددت على ضرورة التفاوض مع من سمّتهم «أعداء إسرائيل» عن طريق الوسطاء المصريين والقطريين من أجل الوصول إلى اتفاق، وإلى وقف إطلاق النار.