في إطار جولة لها بالمنطقة بدأتها رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، زيارتها إلى مصر، اليوم السبت، وأعلنت عبر حسابها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى «إكس»: «انا في القاهرة للمناقشة مع شريك رئيسي، مؤكدة أن مصر دورًا حاسمًا في تحقيق الاستقرار في هذه الأوقات الصعبة، وأن الاتحاد الأوروبى يهدف إلى تعزيز علاقاتنا الثنائية المهمة». كما أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية، بدور مصر في توفير وتسهيل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، مؤكدة على رفضها للتهجير القسري ضد الفلسطينيين، وذلك خلال لقاءها بالرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت. وأكد سياسيون في تصريحات ل «المصري اليوم»، أن الاتحاد الأوروبي يرغب في تعزيز العلاقات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية مع مصر، مؤكدين أن مصر لا تسعى للأضواء، بل الأدوار والأضواء هي التي تسعى للتعاون معها بناءً على جغرافيتها وتاريخها وقوة تأثيراتها السياسية وقدرتها على التعامل مع العديد من الملفات. أكد الدكتور حامد فارس، المحلل السياسي والمتخصص في العلاقات الدولية، أن زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية إلى القاهرة تعكس الموقع المرموق الذي تحظى به مصر والقيادة السياسية المصرية في نظر المجتمع الدولي، حيث تلعب أدوارًا معقدة ومتعددة فيما يتعلق بتسوية المشهد الفلسطيني، بالتالي، تسعى مصر إلى تعبئة المجتمع الدولي للعمل على وقف إطلاق النار وضرورة توفير المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية لقطاع غزة. واضاف فارس ل«المصري اليوم»، تأتي هذه الزيارة في وقت حساس تشهد فيه الأزمة تصاعد الأحداث وعدم وجود إرادة حقيقية من جيش الاحتلال الإسرائيلي لوقف التصعيد، وبالتالي، تسعى مصر بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين إلى وقف التصعيد والضغط على حكومة نتنياهو لوقف العمليات الحربية والعودة إلى طاولة المفاوضات. وتابع: أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية على الدور القيادي والحيوي لمصر، وأن مصر تتحرك في كافة الاتجاهات، ولقد أشادت وزارة الخارجية الفرنسية والرئيس الأمريكي بذلك، وبالتالي، بدأ المجتمع الدولي يدرك دور مصر في حل المشهد المعقد وخفض التصعيد في المنطقة. في السياق قال الدكتور طارق فهمي الخبير في العلاقات الدولية، أن زيارة رئيس المفوضية الأوروبية، هو الإعلان عن دعم مالي قدره 10 مليارات أو غير ذلك كإجراء، ولكن الهدف الرئيسي من زيارتها هناك تنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي لمواجهة الأحداث في قطاع غزة وتلبية المطالب العربية والمصرية والأوروبية بتحقيق الهدنة، والبدء في إطلاق سراح الأسرى، هذه المسألة ليست مسألة محدودة بعدد معين والأطفال مقابل الأطفال وغيرة، بل تتعلق بمسألة إنسانية عامة، المساعي المصرية لتعزيز التنسيق مع الاتحاد الأوروبي تعزز العلاقات المصرية- الأوروبية وتؤكد على وجود الأوروبيين لإيجاد حل في هذا الوقت الحرج. واضاف فهمي في تصريحات ل «المصري اليوم»، يجب أن ندرك أن الأزمة هي هيكلية ومفصلية وتحتاج إلى مراجعة وجهود مشتركة ومتعددة في هذا السياق. أقدر زيارة رئيس المفوضية الأوروبية وإعلان الدعم لمصر، تأتي ضمن سياقين. السياق الأول هو الحرص على التواجد في الأزمة الحالية بطبيعتها بمراحلها. والسياق الثاني هو الحث الحكومات الأوروبية على ممارسة الضغوط على إسرائيل لوقف التصعيد واستمرار الحرب واثناءه على مخططه بهذة الصورة . وتابع: الأوروبيين يتحولون من مواقف داعمة لإسرائيل إلى مواقف أكثر حزمًا، الأمر يتغير وهناك الاحتجاجات والضغوطات للتأثير في قرارات حكوماتهم. وفي هذا الوقت، يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات ولديه نظرة مختلفة يراجعوا حسابتهم في التعامل مع الأزمة في هذا التوقيت. من جانبه قال الدكتور طارق البرديسي المتخصص في العلاقات الدولية، عندما تزور رئيسة المفوضية الأوروبية القاهرة، تدرك أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه، حيث تعتبر القاهرة محورًا أساسيًا للإستقرار، وتلعب دورًا حاسمًا وفاعلًا في العديد من القضايا، مثل القضية الفلسطينية، وجهودها الإغاثية الهامة، وخبرتها وقدرتها في إيجاد حلول سياسية واضحة، وفهمها التاريخي لأبعاد القضية الفلسطينية. واضاف البرديسي في تصريحات ل«المصري اليوم»، تقديرًا للاتحاد الأوروبي، فهي ترى مصر شريك مهم وترغب في تعزيز العلاقات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية معها، أن إصرارها على هذا المفهوم وزيارتها للقاهرة تؤكد ذلك وقال البرديسي: مصر ليست تسعى للأضواء أو الأدوار، بل الأدوار والأضواء هي التي تسعى للتعاون معها بناءً على جغرافيتها وتاريخها وقوة تأثيراتها السياسية وقدرتها على التعامل مع العديد من الملفات، مؤكدا أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تظل قوية ومتماسكة رغم التحديات التي تواجهها من كافة الجهات.