وزير الخارجية: نكثف اتصالاتنا مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للتأكيد على احتواء الأزمة

أعرب وزير الخارجية سامح شكري، عن أسفه إزاء الأحداث المؤسفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرًا إلى ضرورة تخفيف التصعيد والتدمير واستهداف المدنيين، والعمل على الخروج من هذه الأزمة ومراعاة القوانين الدولية المتصلة بحماية المدنيين.
وأضاف «شكري» خلال مؤتمر صحفي اليوم مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني، أنه تم تناول أيضا خلال لقاء وزير الخارجية الإيطالي بالرئيس السيسي العلاقات الثنائية والسياسية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن إيطاليا هي الشريك الأول لمصر ضمن دول الاتحاد الأوروبي والشريك الرابع على مستوى العالم حيث إن هناك 20% من الصادرات المصرية توجه نحو إيطاليا وعدد الشركات العاملة في مصر كبير.
وأكد سعي مصر القوي لتوسيع التعاون فيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية وزيادة حجم الاستثمارات والشركات الإيطالية العاملة بما يعود بالنفع على البلدين، لافتا إلى أهمية الثقافة العميقة التي تربط بين البلدين نظرا للحضارتين القديمتين، فضلا عن الامتزاج بين الشعبين عبر السنوات الماضية والأهمية التي نعلقها على التعاون في مجال التعليم.
وأشار «شكرى» إلى أن المباحثات تناولت قضايا الهجرة غير الشرعية من منظورها الشامل سواء من النواحي الأمنية والاجتماعية والاقتصادية الضرورية لمعالجة هذه القضية.
وقال إنه «يتطلع لمزيد من التنسيق للعلاقات بين البلدين لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما نسعى للتعاون في مجال الطاقة.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تايانى، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولى الإيطالى، إن اللقاء اليوم مع الرئيس السيسى كان إيجابيًا، وناقشا جوانب العلاقات الثنائية.
وأضاف: «أن مصر تعد دولة أساسية لاستقرار المنطقة»، مشيرًا إلى أنه تم التطرق كذلك للموقف الدولى وما يحدث في إسرائيل وقطاع غزة.
وأشار إلى أن مصر لها دورا مهما في هذه الأزمة، وسندعم كل المبادرات التي تقوم بها مصر في محاولة إيجاد حل للأزمة، خاصة فيما يتعلق بالأسرى، ومن بينهم إيطاليين اثنين، لافتا إلى أنه طلب من مصر المساعدة في إيجاد ممرات إنسانية فيما يتعلق بأزمة الأسرى.
وشدد على ضرورة تخفيف التصعيد في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن إيطاليا سوف تدعم أي مبادرات تتقدمها مصر لتهدئة الأوضاع.
وقال إنه ناقش قضية الهجرة غير الشرعية، موضحًا أن المهربين لا يقتصر نشاطهم على الأفراد فقط ولكن يشمل تهريب الأسلحة والمخدرات، وسنعمل على وقف موجات الهجرة غير الشرعية.
وأضاف: "تم التطرق كذلك إلى ملفات الصناعة والزراعة والهجرة الشرعية خاصة أن إيطاليا تحتاج لأيدي عاملة".
وقال إنه تتم دراسة التعاون مع القطاع الخاص لتأهيل العمالة المطلوبة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من المبادرات التي ندرسها في الجهات الدبلوماسية وبالاتفاق مع السلطات المصرية للوصول إلى الأهداف المشتركة.
وأشار إلى أنه سيعقد منتدى اقتصادى للأعمال، مشيرًا إلى الاهتمام الكبير من الشركات الإيطالية للعمل في مصر، لافتا إلى أن التعاون بين البلدين يسير في مساره الصحيح.
وردًا على سؤال حول وجود تعاون بين الاتحاد الأوروبى والجامعة العربية لحل أزمة 2 مليون يعيشون في غزة.. قال نائب وزير خارجية إيطاليا أن هناك إرادة مشتركة بين مصر وإيطاليا لتهدئة الأوضاع وأنه لا يتسع الأمر لأن هناك ضحايا كثيرة من الجانبين ونحن نعلم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ونأمل في تهدئة الأوضاع لعدم إلحاق الضرر بالطرفين.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية سامح شكرى أنه اتصالا بالحوار الذي جرى في وقت سابق اليوم بين الرئيس والوزير الإيطالى والمباحثات بينه وبين وزير الخارجية الإيطالى فقد استغرق الحديث وقتا طويلا، فيما يتعلق بالأزمة الحالية وسبل خفض حدة التوتر.
فيما يتعلق بموقف الاتحاد الأوروبي، فقد عقد اجتماعًا بين الاتحاد ومجلس التعاون الخليجى وصدر عنه بيان حول أهمية خفض حدة التوتر وضرورة مراعاة القانونين الدولى والإنساني اتصالًا باستهداف المدنيين وتقدير الموقف الحالى بقطاع غزة وتوفير المساعدات الإنسانية ومراعاة الوضع الخاص بالمدنيين الأبرياء.
واكد أننا سنستمر في العمل مع شركائنا واتصالاتنا جارية مع طرفى الصراع للوصل إلى هذا الهدف، فكلما علت أصوات المجتمع الدولى سوف يكون لها تأثير. وردًا على سؤال حول التحركات المصرية إقليميًا ودوليًا منذ بدء أزمة غزة، ورؤية مصر لوقف العنف والمتوقع لاجتماع وزراء الخارجية العرب.. قال شكرى إن الأمور تتطور بشكل سريع وتستمر حالة التصعيد في الأعمال العسكرية. وأضاف أن أشقائنا الفلسطينيين يعانون من عدم وجود الخدمات الأساسية وقصف الأحياء السكنية ونحن نكثف اتصالاتنا مع الطرفين ومع الدول الأخرى وفى مقدمتها الولايات المتحدة للتأكيد على احتواء الأزمة ونحن مستمرون في هذه الجهود وكلما زادت أصوات المجتمع الدولى أدى ذلك لتهدئة الأمور.
وقال إن الاجتماع الذي يعقد في الجامعة العربية يهدف لإبداء موقف عربى موحد داعم للقضية الفلسطينية وضرورة التعامل مع القضايا الإنسانية للوضع في غزة، والمطالبة بتسوية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى على أساس حل الدولتين مع التركيز في الوقت الحالى من التخفيف من تدهور الوضع الإنسانى.
وردًا على سؤال حول الأزمة الحالية في غزة وما إذا كانت ستؤدى إلى زيادة أعداد اللاجئين وعن ما اذا كانت هناك رغبة في استضافة اللاجئين من غزة وأيضا تأثير للأزمة بالنسبة لظاهرة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.. قال شكرى إن الأوضاع الحالية ستؤدى لزيادة أعداد الهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى أن المنافذ الإسرائيلية مغلقة تمامًا أمام المواطنين في غزة، وأن مصر حرصت على فتح معبر رفح لتوفير المستلزمات الطبية والغذائية وسنستمر في ذلك، لكن عدم استقرار المنطقة سيشجع على المزيد من الهجرة واللجوء للمناطق الآمنة مثل الدول الأوروبية.
وأضاف أن مصر مستمرة في سياساتها في منع خروج الهجرة غير الشرعية من أراضيها منذ 2016، رغم عدم حصولها على دعم كاف من شركائها.