منظمات الهيكل تحشد 1040 مستوطنًا نحو «حائط البراق» (تقرير)

واصل الاحتلال والمستوطنون الاعتداء على الفلسطينيين، لاسيما في القدس، حيث تحولت الجهة الغربية من المدينة إلى ثكنة عسكرية، مع تشديد شرطة وجيش الاحتلال إجراءاتهما العسكرية ومنعهم المقدسيين من دخول باحات المسجد الأقصى أو التحرك في البلدة القديمة، بزعم تأمين حشود المستوطنين ومسيراتهم نحو حائط البراق، في خامس أيام ما يُعرف ب«عيد العُرش».
وشهدت الأراضى المحتلة أعمالًا عنصرية واستفزازية تقودها جماعات الهيكل ضد المقدسيين، بينها البصق على المؤسسات الدينية ورجال الدين والسكان بحماية قوات الاحتلال التي كثفت التضييق الأمنى على سكان القدس والضفة، وفرضت الحواجز العسكرية، بدءًا من بيت لحم وصولًا إلى الخليل ونابلس، مع مداهمتها قرية جلبون لتأمين مسيرة مستوطنين متطرفين أمام منازل مواطنى القرية، شابها هتافات عنصرية وأعمال استفزازية، وسط تنديد فلسطينى بالصمت الدولى تجاه تلك «الحرب المفتوحة»، ومنع 3 وزراء أوروبيين من زيارة المنطقة «ج».
وأفادت هيئة الأوقاف الفلسطينية اليوم بأن نحو 1040 مستوطنا اقتحموا باحات الأقصى فيما شددت قوات الاحتلال إجراءاتها في محيط المسجد الأقصى، ومارست تضييقات على المقدسيين الراغبين في الولوج لباحاته، ومنعت عددًا من موظفى الأوقاف من دخول المسجد.
في سياق موازٍ، كثفت قوات الاحتلال وجودها الأمنى في محيط القدس والبلدة القديمة، وأطلقت طائرات مسيرة لمراقبة حركة الفلسطينيين في المنطقة، فيما واصلت جماعة «الهيكل» حشد المستوطنين أمام باب الأسباط، ولدى حائط البراق، فيما يعدونه آخر أثر من هيكل سليمان المزعوم، في خامس أيام عيد العُرش، بعد قيادة وزير الأمن القومى، إيتمار بن غافير، أمس، اقتحام آلاف المستوطنين باحات الحرم الإبراهيمى في مدينة الخليل، وسط أعمال استفزازية تُساق بحجة احتفال المستوطنين ب«الأعياد اليهودية».
وأمنت قوات الاحتلال اقتحام المستوطنين محيط منطقة برك سليمان السياحية، جنوب بيت لحم، ما أدى لاندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال بعد محاولة مواطنين فلسطينيين التصدى لممارسات المستوطنين الاستفزازية، وفق ما أفاد مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية، ل«وفا».
الاحتلال يرفض طلب الكنائس بردع اعتداءات المستوطنين
ورفضت سلطات الاحتلال طلب الكنائس والأديرة في القدس وحيفا بتأمين حماية من اعتداءات المستوطنين المتطرفين وسط مواصلتهم الأعمال الاستفزازية والبصق عند مرور رجال الدين المسيحيين، وبرر عدد من القادة اليمينيين تلك الظاهرة العنصرية بأنها «تقليد يهودى عتيق ومحمود»، فيما يحتمى هؤلاء المتطرفون وراء دعم وزير الأمن إيتمار بن غافير، الذي يقود الاقتحامات والممارسات الاستفزازية، وصرح في وقت سابق بأنه «لا يعتقد أن التقليد اليهودى بالبصق عند مرور المسيحيين يعد مخالفة أو جناية يجب ردعها».
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، ظاهرة «البصق» على غير اليهود، التي يمارسها المستوطنون- لاسيما- في البلدة القديمة من القدس، التي باتت نهجًا ضد المواطنين والسياح المسيحيين، معتبرًا، أن هذا السلوك انعكاس لثقافة الاحتلال العنصرية. وونددت «الخارجية»، بمنع سلطات الاحتلال ثلاثة وزراء خارجية أوربيين من زيارة قرى فلسطينية تقع في المناطق المصنفة «ج» بالضفة الغربية المحتلة، بحجج وذرائع واهية لا تمت للقانون الدولى أو الاتفاقيات الموقعة بصلة، مؤكدة أن ذلك يندرج تحت إطار«التطهير العرقى الممنهج للوجود الفلسطينى في تلك المناطق».
ونددت وزارة شؤون القدس، باعتداءات المتطرفين الإسرائيليين على المسلمين والمسيحيين، معتبرة أن تلك الممارسات العنصرية بمثابة إعلان حرب دينية على سكان المدينة، مؤكدة أن المستوطنين المتطرفين يستبيحون مدينة القدس المحتلة ومقدساتها ويعتدون على المصلين المسلمين والمسيحيين بشكل سافر، بحماية شرطة الاحتلال«.
من جنين إلى نابلس والخليل.. تصعيد إسرائيلي في الضفة
وصعدت قوات الاحتلال انتهاكاتها في الضفة، وقادت مداهمة عدد من المستوطينن لموقع»دار الضرب«الأثرى في بلدة قراوة بنى حسان، غربى سلفيت، حيث تستر متطرفو جماعات الهيكل وراء تلك التحصينات العسكرية وارتكبوا أعمال استفزازية بحق سكان المنطقة.
وفى جنين اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى، قرية جلبون شمال شرق جنين، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه منازل المواطنين الفلسطينيين، ونفذ المستوطنون أعمال عربدة بمحاذاة منازل المواطنين في القرية بحماية قوات الاحتلال، ما اضطر مدرسة الذكور الثانوية لتعطيل الدراسة وتسريح الطلاب، وفق «وفا».
وفى جنوبى الخليل، احتجزت قوات الاحتلال مدير ومعلمى مدرسة شعب البطم الأساسية المختلطة عند مدخل قرية التوانة، شرقى مسافر يطا، بعد نصب حاجز عسكرى عند مدخل قرية التوانة، وفتشت مركباتهم ودققت في بطاقاتهم الشخصية.
وفى نابلس، نصبت قوات الاحتلال الحواجز العسطرية على الطرق ارئيسيسة وكثفت وجودها العسكرى على مداخل المدينة وأجبرت أصحاب المحال التجارية، وسط حوارة، على إغلاقها، واعتقلت 6 شبان من أنحاء متفرقة في نابلس.
بن غافير ييقود حملة تفتيش في سجن جلبوع
على صعيد آخر، قاد وزير الأمن إيتمار بن غفير، عمليات تفتيش لسجن جلبوع، وسط تشديد إجراءات التضييق على الاسرى الفلسطينيين، بالسجن مشدد الحراسة، فيما أعلنت هيئة الأسرى دخول البمعتقلين الإداريين وأسرى جلبوع في إضراب مفتوح عن الطعام عن الطعام اعتراضا على اجراءات الاحتلال التعسفية بحقهم، وذلك بعدما أعلمنت أمس أن حياة 12 مهددة على خلفية الإهمال الطبى لافتة إلى وجود 700 أسير مصابون بأمراض بالغة الخطورة في سجون الاحتلال.
الخارجية الفلسطينية تدعوز المجتمع الدولي للجم إرهاب بنغافير بحق الأسرى
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولى وهيئات الامم المتحدة المختصة والصليب الاحمر الدولى، بتحمل مسؤولياتهم لوقف الاعتداءات على المعتقلين ولجم ارهاب المتطرف بن غفير ضدهم.
وبينما تواصل قوات الاحتلال سياسة هدم منازل الفلسطينيين في منطقة مسافر يطالصالح اتوسيفى الأثناء، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية»اوتشا«، إن ممارسات الاحتلال دفعت لتهجير 13 أسرة فلسطينية، تضم 84 فردًا بينهم 44 طفلا، من مسافر يطا، جنوبى الخليل، منذ مطلع يوليو 2023.