أبطالها كانوا أقرب للموت.. «المصرى اليوم» ترصد مشاهد غرق مرعبة

لحظات تفرق بين الحياة والموت، قد تجعل شخص يتعرض للغرق، وهى ذاتها التى قد تُمكن آخر من النجاة.
الغريق فقط يعرف قيمة هذه الثوانى، التى تفصله عن الموت المحقق.
«المصرى اليوم» التقت بأشخاص تعرضوا للغرق، واستعرضوا تفاصيل الأوقات العصيبة التى مروا بها، والتقت بكبير المنقذين فى أحد شواطئ السويس، ليُطلعنا على كيفية تفادى الغرق والإنقاذ.
أبطالها كانوا أقرب للموت.. «المصرى اليوم» ترصد مشاهد غرق مرعبة
أمل أحمد، أكدت أنها تعرضت للغرق فى شهر يوليو الماضى بإحدى القرى السياحية فى الساحل الشمالى، على الرغم من أنها تُجيد السباحة؛ مرددة المثل الذى يقول: «ساعة القدر يعمى البصر»، وقد تحقق المثل جليًّا أثناء سباحتها، فقد وجدت نفسها فى مكان عميق، بعد ابتعادها عن الشاطئ بمسافة ليست قليلة، ما جعلها تحاول العودة إلى بر الأمان دون جدوى.
وقالت أمل: «سبحت على أمل النجاة؛ وأبت عضلاتى الاستجابة لى، وفى المرة الثانية لمحاولتى إنقاذ نفسى، شربت كثيرًا من المياه، وكان الموج مرتفعًا، وشعرت بالغرق كلما صعدت إلى سطح المياه، رددت الشهادة، بعد اختناقى من المياه، التى دخلت أنفى وفمى، ووصلت إلى رئتى، شعرت بالنهاية؛ نظرت إلى الشاطئ لألقى نظرة أخيرة على أسرتى، كان كل شىء ضدى، عضلات جسدى لا تقوى على المقاومة، الموج يأبى تركى على السطح، يغمرنى بالمياه، ويُنزلنى إلى أسفل سافلين، هنا استسلمت للموت، للحظة انتبه زوجى، وأسرع إلى داخل البحر لإنقاذي ومعه المنقذ، كنت أخشى عليه ارتفاع الأمواج خوفًا أن يصيبه مكروه بسببى، رغم علمى إجادته السباحة، وكنت أتمنى أن يعود إلى الشاطئ ولا يأتي لإنقاذي، نسيت نفسى عندما تقدم واقترب منى، تملكنى الخوف عليه، وانفصلت عن الحياة للحظة، وكانت عناية الله بى، وتمكن المنقذ وزوجى من إنقاذى فى اللحظة الأخيرة لتُكتب لى الحياة مرة أخرى، بفضل رحمة خالقي».
«هويدا»، ربة منزل، تقول إنها كانت تسبح فى البحر المتوسط بشمال سيناء، وتعرضت للغرق؛ لكنها لن تنسى.
أبطالها كانوا أقرب للموت.. «المصرى اليوم» ترصد مشاهد غرق مرعبة
ما حدث، عندما اصطحبتها أسرتها إلى البحر للاستمتاع بالمياه، وتعليمها السباحة، وتركوها، على أمل أن تكون قد تعلمت، ومضوا إلى الشاطئ، وعندما نظروا خلفهم وجدوها تصارع الأمواج، وقد شربت مياهًا كثيرة لتفقد وعيها، فعادوا إليها، وأنقذوها، بمساعدة المنقذ، الذى ألقى لها طوق النجاة.
أحمد السيد قال إنه تعرض للغرق فى قناة السويس، عندما كان يسبح فى مكان عميق، وإنه بسبب السفن واللنشات المارة بالقرب منه، ارتفعت الأمواج، فتعرض للغرق، وتم إنقاذه بواسطة المنقذ.
«ريهام»، ربة منزل، أكدت أنها سقطت من لنش، كانت على متنه مع عائلتها، موضحة أنها كانت تجلس على حافته، فسقطت فى مياه البحر الأحمر، وتعرضت للغرق، وشعرت أنها النهاية، وتم إنقاذها.
نادية أحمد، ربة منزل، قالت إنها تعرضت للغرق فى أحد شواطئ البحر الأحمر عندما نزلت المياه، وهى لا تُجيد السباحة، وكانت بيدها عوامة صغيرة، أفلتت من يديها، وأخذت تبكى، وتنادى على أقاربها، حتى انتبهت طفلة، عمرها 12 سنة، وتمكنت من إنقاذها، بعد إحضار العوامة لها، وجرها إلى الشاطئ.
«إيمان» قالت إن طفلتها تعرضت للغرق فى حمام السباحة الخاص بإحدى القرى السياحية فى البحر الأحمر، قبل عام، وأخذت تصرخ وهى تحاول الوصول إلى طفلتها، وسط صرخات الصبية وضجيج الأصوات حولها، وتمكنت من الوصول إليها وإنقاذها.
طارق السيد، كبير المنقذين فى السويس، مدرب سباحة، أوضح أنه يجب اتباع خطوات تفادى الغرق؛ ومنها اتباع اللوحة الإرشادية الموجودة على الشاطئ، التى توضح عدد الأمتار المسموح بها، والتى يجب عدم تجاوزها نظرًا لأنها تحذر من مسافة الأعماق، وإعلان السباحة فى المكان المسموح به بعيدًا عن الأعماق الخطرة.
ثانيًا: التأكد من تسجيل حالات الغرق بالاسم والمكان لدراسة أسبابه، فربما يكون نتيجة دوامة، وفى هذه الحالة يتم التحذير من السباحة فى هذا المكان لتفادى الغرق، وهنا يتم وضع علامات تحذيرية من قِبَل إدارة الشط لمنع السباحة فى تلك المنطقة.
وتابع «طارق»: «الدوامة عبارة عن موجة قوية فى حالة دوران حول نفسها، تجذب الغريق إلى الأسفل، فلا يستطيع المقاومة».
وقال عن الإسعافات الأولية التى يقوم بها المنقذ للغريق: هى فتح فمه لتنظيم حالة التنفس، مع رفع رأسه إلى أعلى لفتح القصبة الهوائية وإغلاق المعدة، ومحاولة تمرير الهواء والتنفس، من خلال الفم، ووضع اليد بين الأذن والقصبة الهوائية أعلى الرقبة لمعرفة مدى وجود نبض من عدمه، ومحاولة إنعاش القلب بالضغط على الصدر من 20 إلى 120 ضغطة فى الدقيقة، ثم إلقاء جسد الغريق على جانبه لمنحه فرصة لترجيع المياه التى شربها.
وعن عملية إنقاذ الغريق، حال تعرضه للغرق، فتكون عن طريق نزول المنقذ إلى البحر، أسفل المياه، ويأتى خلف الغريق، ويُثنى ذراعه، ويرفع رأسه إلى أعلى المياه ليُمكنه من التنفس بيسر، وإذا شرب مياهًا كثيرة، يتم عمل الإسعافات الأولية، ومنها الضغط على الصدر والبطن لتمرير الأكسجين إلى الرئتين واستعادة التنفس وإخراج المياه من فمه.
وأشار إلى أن عصا الإنقاذ تلقى إلى الغريق لجذبه بها، ويمكن استخدام طوق النجاة، الذى يُربط فى حبل يعطيه المنقذ الأول للعريق، ويجذبه المنقذ الثانى من الشاطئ، أما لو كان الغريق فى مكان بعيد عن الشاطئ بمسافة كبيرة، فهنا يحدث التدخل بوسيلة إنقاذ سريعة.