جدد الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، الأربعاء، دعوته لاستخدام دول بريكس لعملة موحدة في المعاملات التجارية، معتبرا أن وجود عملة موحدة للتعامل البيني بين بلدان الكتلة، سيحد من نقاط ضعفها ويعزز مكانتها الدولية على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وقال دا سيلفا خلال كلمته، الجلسة العامة الافتتاحية لمندى أعمال قمة بريكس في منطقة ساندتون المالية في مدينة جوهانسبرجالجنوب أفريقية اليوم، إن: «إصدار عملة للمعاملات التجارية والاستثمارية بين أعضاء بريكس يزيد من خيارات الدفع لدينا ويقلل من نقاط ضعفنا». بحث قادة كتلة الاقتصادات الناشئة «بريكس»، خلال القمة ال15، المنعقدة بمنطقة ساندتون المالية، بجوهانسبرج، في جنوب أفريقية، ملفات حيوية، بينها مخاطر الأمن الغذائى والمناخ ببلدان العالم النامى، وتقليص الاعتماد على الدولار، عبر مزيد من التعاون الاقتصادى والسياسى بين بلدان جنوب الكرة الأرضية بحضور ممثلي حكومات أكثر من 40 دولة من بلدان الجنوب قدمو من أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبى وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وغرب وجنوب آسيا، وسط تصاعد لهجة الاستياء من الهيمنة الغربية على المؤسسات العالمية اقتصاديا وسياسيا، في ظل الصراع الجيوسياسى الذي يشهده العالم وتقديم تحالف «بريكس»، نفسه ك«مُوازن» للنظام الدولى الذي يقوده الغرب، لبلوغ «تعددية قطبية». وبدأ منتدى أعمال بريكس جلساته التحضيرية أمس الأول، وأعقبها قمة قادتها (الصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، وروسيا) أمس، تحت شعار «شراكة من أجل النمو المتسارع، والتنمية المستدامة، والتعددية الشاملة»، وبحث ملفات من شأنها النظام الاقتصادي العالمي نحو التعددية القطبية. وعكست كلمات زعماء قادة القمة تجاذب سياسي بين موسكووبكين من جانب والولايات المتحدة من جانب آخر؛ إذ تصدر استياء روسياوالصين من الهيمنة الأمريكية، منتدى أعمال بريكس. وقال الرئيس الصيني، تشي جين أن ابريكس تدفع نحو بلوغ نظام اقتصادي عالمي أكثر شمولية وإنصافا وتوازنا، مؤكدا أن بكين ستدفع باتجاه توسيع نطاق كتلة «بريكس» لتعزيز حضورها كقوة تواجه الهيمنة الغربية على الشؤون الدولية. واضاف الرئيس الصيني، في خطابه الذي ألقاه بالإنابة عنه، وزير خارجيته، وانج وينتاو، خلال افتتاح منتدى أعمال بريكس، أن «الهيمنة ليست في الحمض النووي الصيني على عكس آخرين»، على حد وصفه. في سياق متوازٍ، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن تقليص الاعتماد الدولار بات نهجًا لا رجعة فيه بالنسبة لقادة بريكس، معتبرا أن بنك بريكس للتنمية سيصبح بديلا عن مؤسسات التمويل الدولية غير العادلة على حد وصفه. وأكد بوتين، خلال كلمته عبر تقنية «فيديو كونفرانس» أمام منتدى أعمال مجموعة البريكس أن حصة الدولار في تعاملات بلدان الكتلة تراجعت ل28%، معتبرا أن ذلك أدى لزيادة التبادل التجاري البيني بين بلدان الكتلة، ورفع الاستثمارات في إطارها ل10 أضعاف، كما دفع نحو رفع استثمارات بلدانها في الاقتصاد العالمي بمقدار الضعفين وأرجع الرئيس الروسي «تقلبات في الأسواق المالية وأسواق الطاقة وغيرها من الأسواق»، إلى الاعتماد على الدولار، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول بريكس ارتفع بنسبة 46% ليبلغ 280 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري، مؤكدا أن «بريكس تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع النمو الاقتصادي»، وتطرق بوتين، إلى الحرب الروسية الأوكرانية مؤكدا أن موسكو تريد إنهاء حرب «أشعل الغرب فتيلها»، كما أعرب عن استعداد بلاده لاستئناف اتفاقية عبور الحبوب من البحر الأسود، مشترطا إيفاء المنظمات الأممية بالتزاماتها تجاه بلاده وعدم انحيازها ضدها. وذلك عقب تصريحات الرئيس الجنوب أفريقي الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، أن بلدان جنوب العالم تطوق إلى تعاون بناء وعادل، معتبرا أن بريكس تمثل فرصة لتلك البلدان، ودعا رامافوزا غلأى إصلاح المؤسسات الدولية، وبينها الأممالمتحدة، وجعلها أكثر شمولية وإنصافا وتوازنًا على حد وصفه.