«حج 2023» هو الأغلى في التاريخ

أيام قليلة وتنطلق أولى رحلات سفر الحجاج المصريين من مختلف المطارات المصرية الدولية، وستكون البداية من مطار القاهرة الدولى، السبت، 10 يونيو الجارى، وتستمر رحلات السفر لمدة 12 يومًا، تنتهى يوم 22 يونيو الجارى، فيما تبدأ مرحلة العودة بالنسبة للحجاج المتعجلين يوم 1 يوليو، وتستمر حتى 18 من الشهر نفسه لمختلف المطارات المصرية.
ويعتبر حج هذا العام 1444 هجريًا هو الأصعب والأغلى فى تاريخ الحج، نظرًا لحالة التضخم التى تسود دول العالم أجمع، بالإضافة لزيادة الرسوم التى فرضتها المملكة العربية السعودية على الحجاج، والتى تخطط لجنى أكثر من 50 مليار دولار من الحجاج والمعتمرين كل عام، وكذلك ارتفاع أسعار الفنادق وتكلفة الخدمات داخل الأراضى المقدسة، كما أن خطط المملكة تتجه لتحقيق عوائد أخرى كبيرة من قدوم الحجاج والمعتمرين فى حركة البيع، وتحصيل الضرائب المختلفة كضريبة القيمة المضافة بواقع 15%، وكذلك تجارة الملابس والهدايا من اللحوم والحلاقة وتحويل العملات، وأضف إلى ما سبق وجود طارئ آخر وهو انخفاض قيمة الجنيه المصرى أمام بقية العملات، بما فيها الريال السعودى، لكن هذا الأمر ليس مقصورًا على المصريين فحسب، بل إن جميع حجاج العالم يعانون هذا العام.
لذلك فإن مختلف الدول الإسلامية اضطرت للتخلى عن نسب كبيرة من حصصها من تأشيرات الحج هذا العام، فقد ارتفعت التكلفة فى ماليزيا لنحو 2368 رينجيت ماليزى مقارنة بالموسم الماضى، أى ما يوازى 15 ألف جنيه، وبلغت الزيادة فى الهند نحو 43% عن العام الماضى، كما ارتفعت التكلفة الإجمالية فى كل من تركيا وكازاخستان وإندونيسيا والأردن والعراق والسودان والجزائر والمغرب وتونس ونيجيريا وتشاد وفى كل بلدان أوروبا وآسيا إلى مستويات كبيرة، أما مصر فقد أخذت ما يزيد بقليل على 32 ألف تأشيرة فقط من حصتها الإجمالية التى تصل إلى 72 ألف تأشيرة، كما تراجع الآلاف من المصريين عن أداء الفريضة، لأنهم لا يستطيعون تدبير تكاليف هذه الرحلة.
أضف إلى ما سبق أنه رغم ذلك فإن المشاكل لا تزال تحيط برحلات هذا العام؛ فعلى الرغم من أنه لم تتبقَّ إلا أيام معدودات على وصول الفوج الأول من الحجاج إلا أن هناك العديد من الشركات السياحية لم تقم بتوثيق العقود الخاصة بالفنادق والخدمات التى ستقدمها للحجاج، لأنها لم تقم بسداد قيمة ذلك للجانب السعودى، الذى يصر على ضرورة السداد بالريال فقط، فى المقابل تعانى بعض البنوك المصرية من قلة المتوفر من الريال السعودى، كما أن أسعار الريال فى السوق السوداء ارتفع بشكل غير مسبوق.
وبحسبة بسيطة، فإن البعثات الرسمية المصرية الثلاث (السياحة – التضامن – الداخلية) بحاجة لسداد ما يزيد على 600 مليون ريال سعودى للفنادق وشركات الخدمات السعودية، قيمة السكن والخدمات فى المناسك فقط، بخلاف التكاليف الأخرى، أى أن الحجاج المصريين البالغ عددهم نحو 35 ألفًا و350 حاجًا مصريًا سيدفعون أكثر من سبعة مليارات جنيه، على اعتبار أن متوسط الرحلة للحج الواحد تساوى 200 ألف جنيه.
وبالنظر إلى التكلفة هذا العام، نجدها قد ارتفعت عن العام الماضى فى أسعار حج القرعة الذى كان يتكلف نحو 94 ألفًا و490 جنيهًا «تكلفة إجمالية»، لكنه ارتفع إلى نحو 175 ألفًا و500 جنيه، بزيادة قدرها 81 ألفًا و10 جنيهات، أما حج الجمعيات التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، فكان يبدأ من 87 ألف جنيه، لكنه ارتفع إلى 225 ألفًا للخمس نجوم، و186 ألفًا و500 جنيه للمستوى الاقتصادى، بزيادة 130%.
أما أسعار الحج السياحى، فإنها ارتفعت إلى حد غير مسبوق، ووصلت فى حج ال VIP إلى قرابة 750 ألف جنيه فأكثر، وهى نسبة تصل إلى 3% من إجمالى التأشيرات، وتراوحت بقية البرامج ما بين 310 آلاف جنيه للحج السياحى خمس نجوم صف أول مباشر على الحرم 250 مترًا، وصف ثان من 250 مترًا إلى 1250 مترًا بسعر 275 ألفًا، وبعد مسافة 1250 مترًا حتى 4000 متر 230 ألفًا، بينما تم تحديد مبلغ 130 ألفًا للحج الاقتصادى (الطيران)، و130 ألفًا للسياحى البرى، بعد أن كانت العام الماضى لفئة 5 نجوم (صف أول) بسعر 193 ألفًا و500 جنيه، أما أسعار رحلات الحج الاقتصادى 2022، فكانت بسعر 104 آلاف و500 جنيه.
كما ارتفعت أسعار تذاكر الطيران أيضًا- وهى عنصر مهم فى رحلة الحج- بنحو 50%، فالتذكرة التى كانت تبلغ قيمتها العام الماضى 12 ألف جنيه، وصلت هذا العام إلى 27 ألف جنيه بزيادة 130% بسبب التضخم وارتفاع أسعار الوقود وتكاليف التشغيل، واحتساب التذاكر وفقًا لأسعار الصرف الجديدة.
على العموم وخلال الساعات المقبلة، تنتظر الشركات السياحية صدور تأشيرات الحج الخاصة بالحجاج التابعين لوزارة السياحة بعد سداد قيمة تعاقدات مساكن الحجاج بمكة والمدينة وخدمات الإعاشة بمِنى وعرفات وخدمات الانتقالات الداخلية بالمملكة العربية السعودية ورسوم استخراج التأشيرة.