«المصري كيدز».. حدوتة عمل الخير

وفى حى هادى وراقى من أحياء المدينة، كان في عمارة كبيرة بيسكن فيها مجموعة من السكان، وكان حارس العمارة رجل غلبان، وكان دايمًا يتضايق أن صاحب العمارة مش بيرد عليه السلام، وكان يزعل جدًّا، ويحس انه تصرف مش تمام، وفى يوم لما كان بيعمل شغله وينضف سلم العمارة، شافه صاحب العمارة، وهو بيدوّر في كيس خارج من شقة في العمارة، فضل يراقبه، لحد ما عرف انه بيدوّر على أكل ليه هو وأولاده، وعرف أد إيه هو غلبان ومسكين، وبقى كل يوم يشترى أكل، ويسيبه في نفس المكان، ولما يطلع الحارس يلاقى الأكل ليه ولأولاده، وفضل على كده كل يوم، وكان الحارس نِفسه يعرف مين اللى بيعمل كده،
وقال: أكيد أكيد ده مش صاحب العمارة لأنه مش بيرد عليَّا السلام، وحاول يعرف مين، لكن مقدرش، وكان أولاده مبسوطين لأنه كمان كان بيحط ليهم شكولاتة وحلويات. كان كل يوم ياخد فيه الحارس الكيس يدعى كتير للراجل اللى بيحطه، وهو ميعرفوش. ويوم نازل صاحب العمارة من البيت، وزى كل مرة، الحارس يسلم عليه، برضه ما ردش عليه السلام، قال الحارس في نفسه: سبحان الله.. حد يعمل خير، وياخد دعاء، وحد حتى مش راضى يبص ويرد السلام، ولا يدى أي اهتمام، وفى يوم صِحِى الحارس الصبح على صوت إسعاف، صاحب العمارة تعب جدًّا واتوفى.. ما زعلش عليه الحارس خالص، بالعكس كان فرحان، بس لاحظ حاجة أن يوم واتنين ومش لاقى الكيس، قال: يمكن حد عرف بالموضوع، وبقى بييجى ياخده قبلى، فضل سهران طول الليل، وما نامش، برضه محدش جاب الكيس، وأولاده يا حرام جعانين جدًّا، والمرتب بتاعه مش مكفى. قرر الحارس انه يطلب من زوجة صاحب العمارة فلوس زيادة، ردت عليه، وقالت: اشمعنا دلوقتى مش بيكفى؟!،
حكى ليها حكاية الكيس، سألته: وكان الكيس لونه إيه؟، قال لها: أخضر، قالت: ومن إمتى مبقاش موجود؟، قال لها: من حوالى أسبوع. عرفت أن صاحب العمارة هو اللى كان بيحط الكيس، وقالت للحارس: كان بيعمل خير، وتانى يوم ابن صاحب العمارة جاب الكيس، واداه للحارس، وقاله: كل يوم هجيب زيه ليك. شكره الحارس، بس برضه الولد ما ردش عليه السلام، علَّى صوته جامد، قال له الولد: معلش أصلى عندى مشكلة في السمع زى بابا تمام. حزن جدًّا الحارس أن ظن فيه ظن مش تمام، وانه طلع هو اللى كان بيعمل الخير، وطلع كمان صاحب كل الدعاء، وفضل كل يوم الكيس يروح للحارس من ابن صاحب العمارة، وهو يدعى له بالرحمة والمغفرة كمان.