«فراعنة مزيفون وملوك منهوبون» لإيهاب الحضري.. طرح مغاير ومغامر

صدر كتاب فراعنة مزيفون وملوك منهوبون، لإيهاب الحضرى، سنة 2021، عن دار فصلة للنشر والتوزيع.
يطوف الكتاب فى عوالم شيقة أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة، ألفها الخيال الشعبى، واستقى منها مؤرخون مصريون وعرب مثل ابن عبدالحكم والمقريزى وابن تغرى بردى وابن إياس، ما ذكر فى كتبهم عن تاريخ مصر القديمة، فأصبحنا أمام حكايات وأسماء لملوك من مصر القديمة من قبيل سورنيد وماليق وغيرهما من أسماء عربية تسربت إلى الذاكرة الشعبية وإلى كتب هؤلاء المؤرخين مطعمين إياها بقصص دينية.
ويشير الحضرى إلى أن الخطر الحقيقى يكمن فى تسرب تلك القصص الخيالية فى عصرنا الحالى إلى وسائل الإعلام، حيث صرنا نرى بعض الشيوخ يعرضونها على الشاشات على أنها علم، خالطين إياها بقصص خرافية، تشوه صورة ملوك مصر، من قبيل القصة التى تقول إن رمسيس الثانى هو فرعون موسى. وينقسم كتاب الحضرى إلى قسمين: يحمل القسم الأول عنوان فراعنة مزيفون، بينما يحمل القسم الثانى عنوان ملوك منهوبون. ويقوم على عرض تلك القصص الخرافية ليأخذ القارئ مناعة ضدها. على حد قوله.
يبدأ الكاتب القسم الأول بحكايات ما قبل الطوفان، حيث يزعم ابن إياس فى كتابه «وقائع الدهور فى بدائع الزهور» أن أول من دخل أرض مصر كان شيث ابن آدم ومعه أبناء قابيل، وأن أول مدينة فى مصر مدينة أسميت أمسوس. ومن ثم يحكى حكاية الملك سورنيد الذى بنا هرمى الجيزة، حين تنبأ سحرته بالطوفان، ليخفى فيهما ثروته.
بعد الطوفان، يتولى أحد أبناء نوح ومن بعده أحفاده إعادة إعمار مصر، وبعد سلسلة من الملوك، يبدأ الكاتب فى عرض أسماء الملوك الذين قيل عنهم إنهم ملوك مصر الذين قابلوا الأنبياء، فيبدأ بطوطيس الذى أعطى إبراهيم هاجر، ثم يعرض بعدها أسماء ملوك يوسف وموسى.
يناقش الحضرى فى القسم الثانى كيف تطورت العلوم مع القرن العشرين فى كل المجالات، عدا المعرفة التاريخية التى ظلت تعتمد على المؤرخين القدماء كمصادر للمعلومات، من دون أن يكلف المراجعون أنفسهم ويشيرون إلى أن الموجود فى هذه الكتب صار الآن فى عداد الأساطير.
ومع اكتمال قوائم ملوك مصر القديمة بشكل نسبى، أصبحنا أمام مشكلة أخرى، وهى استخدام بعض الباحثين خيالهم ليسدوا الفجوة الواقعة بين النص الدينى والنص التاريخى، فنجدهم يستعينون بالتوراة ليحددوا تاريخ وجود بعض أنبياء بنى إسرائيل فى مصر، وهكذا نجد أن أصابع الاتهام صارت تشير إلى بعض الملوك المصريين باعتبارهم هم فرعون الخروج الذى طارد موسى إلى أن غرج فى البحر، وطالت هذه الاتهامات ثلاثة ملوك بشكل أساسى، هم رمسيس الثانى وابنه مرنبتاح ورمسيس الثالث.
الجدير بالذكر أن إيهاب الحضرى مدير تحرير بجريدة الأخبار، وكاتب مصرى مهتم بالثقافة، والتراث، والآثار. صدر له العديد من الكتب، من ضمنها: «هدير الحجر... التفاصيل السرية لمعركة إنقاذ الآثار»، «اغتصاب الذاكرة... الاستراتيجيات الإسرائيلية لتهويد التاريخ»، «نساء وراء الجدران... السيرة المجهولة لمنشآت حواء»، و«حواديت المآذن... التاريخ السرى للحجارة».
كما حصل الحضرى على العديد من الجوائز العربية والمحلية فى الكتابة والصحافة والأفلام الوثائقية.