الأقباط يحتفلون ب«القيامة».. و«الكنائس» تتزين

يحتفل الأقباط اليوم فى مصر وبلاد المهجر بعيد القيامة، حيث ترأس قادة الكنائس القبطية بمختلف طوائفها، مساء أمس، قداسات ليلة العيد بمشاركة أساقفة الكنائس وحضور شعبى، إضافة إلى مشاركة كبار رجال الدولة من الوزراء والمسؤولين والشخصيات العامة والذين قدموا للتهنئة.
ترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مهنئًا الأقباط فى مصر وبلاد المهجر والمسيحيين فى العالم بعيد القيامة.
وتحدث البابا فى رسالته الرعوية التى تم ترجمتها إلى نحو 13 لغة مختلفة لتتناسب مع عدد البلاد التى تخدم بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واللغات التى يتحدثها أبناؤها، عن إحدى عطايا القيامة الغنية وهى «العين (النظرة) الإيجابية للحياة»، واتخذ البابا نماذج ثنائية تعبر عن نظرة الإنسان للأمور، هما: يوحنا الحبيب ويهوذا الإسخريوطى، واللص اليمين واللص الشمال.
كما ترأس البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، مساء أمس قداس عيد القيامة بكاتدرائية السيدة العذراء مريم بمدينة نصر. وأضاف البطريرك: «نحتفل بعيد القيامة وسط أحداث يوميّة، عالميّة ومحلّيّة ومخاوف كثيرة منتشرة ومخاطر بيئيّة، وسط حروب مشتعلة وأوضاع اقتصاديّة قاسية ومؤلمة، كلّها تجسّد غياب النور وثماره. فكم من الضمائر المظلمة التى تجعل الشرّ خيرًا والخير شرًّا، والظلام نورًا والنور ظلامًا».
وترأس الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، احتفال الطائفة ظهر أمس، بكنيسة مصر الجديدة الإنجيلية، بمشاركة الدكتور القس يوسف سمير، راعى الكنيسة وقيادات الطائفة الإنجيلية.
وألقى زكى عظة خلال القداس بعنوان «موت الموت: قيامة المسيح حياة وحرية».
وتطرق إلى الأزمة الاقتصادية العالمية قائلًا «حالة التضخم والكساد والركود الاقتصادى التى تجتاح العالم بالكامل نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية والتى لا يعلم مداها إلا الله وحده، تسببت فى حالة من الموت الاقتصادى، حركة التجارة العالمية تأثرت، ورأس المال بطبيعته يخاف المخاطرة فينسحب، وأصبحنا نسمع عن بنوك عالمية فى كبرى عواصم العالم تفلس».
وترأس قداس العيد الدكتور سامى فوزى شحاتة، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، بمقر الكاتدرائية الأسقفية بالزمالك، بينما أقامت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بمصر، القداس مساء أمس بكنيسة السيدة العذراء مريم بغمرة للسريان الأرثوذكس.
وفى الإسكندرية، أناب البابا تواضروس القمص إبرام إميل، الوكيل البابوى فى الإسكندرية وراعى الكنيسة المرقسية الكبرى، لرئاسة قداس عيد القيامة.
فى سياق متصل، استبدلت الكنائس الستائر السوداء التى جرى تعليقها على الدواخل والجدران طوال أسبوع الآلام حزنًا على صلب المسيح، فيما تم تعليق الستائر البيضاء مساء أمس فرحًا بقيامة المسيح، عليه السلام.
وفى بنى سويف، أدى الآلاف من الأقباط، أمس، صلوات سبت النور وسط إجراءات أمنية مشددة، وفى أسيوط، زار اللواء المحافظ عصام سعد الكنائس للتهنئة بعيد القيامة، وفى الشرقية، توافد المئات من الأقباط على كنائس مارى جرجس، والكاتدرائية بمدينة الزقازيق، والعذراء مريم بأبو كبير، ومطرانية فاقوس، والقديسة دميانة بالقنايات بمحافظة الشرقية، للاحتفال بأعياد القيامة وأداء القداس الإلهى وسط جو ملىء بالفرحة والسعادة، وهنأ الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، الأقباط بمناسبة عيد القيامة، مؤكدًا أن مصر بمسلميها ومسيحييها ستظل منارة للإخاء والمحبة، ونموذجًا للتسامح والتعايش بين أبنائها، ووضعت محافظة الأقصر عددًا من اللافتات أمام جميع الكنائس والأديرة داخل المحافظة، لتهنئة الإخوة الأقباط بمناسبة عيد القيامة.
وفى القليوبية، وضعت مديرية الأمن خطة أمنية لتأمين احتفالات الكنائس بعيد القيامة وعيد شم النسيم، وشملت خطة التأمين تمشيط الحدائق ومحيط الكنائس وتكثيف الرقابة الأمنية والمرورية على الطرق الرئيسية المتوقع أن تشهد كثافات خلال فترة الأعياد لتأمين المواطنين وتسيير الحركة المرورية عليها، فضلًا عن قيام إدارة المرور بنشر سيارات الإغاثة المرورية.
وفى المنيا، تزينت 9 مطرانيات أرثوذكس، ومطرانية كاثوليك، وأخرى إنجيلية، بالورود البيضاء للاحتفال بعيد القيامة، وسط فرحة وسعادة بعد الصوم الكبير.
فيما توافد المئات من المهنئين على الكنيسة لتقديم التهانى بالعيد السعيد، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأعلنت المطرانيات استقبال المهنئين على مدار اليومين خلال القداس ويوم العيد، وخصصت أماكن لاستقبال المهنئين من قيادات ونواب المحافظة والشخصيات العامة.
وفى سياق متصل، احتشد آلاف المسيحيين الأرثوذكس من جميع أنحاء العالم أمس بكنيسة القيامة فى القدس للاحتفال بانبثاق النور المقدس، وهو ما يُعرف ب«سبت النور» طبقًا للتقويم الشرقى.
وقال أديب جودة الحسينى، أمين مفتاح كنيسة القيامة المقدسة، حامل ختم القبر المقدس فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»: «يحتفل هذا العام المسيحيون الأرثوذكس الشرقيون من كنائس الأرمن واليونانيون والأقباط والسريان، وتم السماح من قبل السلطات الإسرائيلية بمشاركة 1600 حاج للدخول إلى كنيسة القيامة المقدسة للاحتفال بطقس سبت النور، بالإضافة إلى 200 شرطى إسرائيلى».