هل المطر والرعد من علامات ليلة القدر؟.. وحقيقة عدم نباح الكلب فيها

يتحرى المسلمون في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر ويتابعون علامات ليلة القدر، حرصا على اغتنامها والتضرع إلى الله فيها، وورد عددا من العلامات التي توضح ليلة القدر منها شمس اليوم التالي لها، وشهدت ليلة أمس الليلة الوترية الأولى سقوط أمطار في أنحاء متفرقة من البلاد، ما جعل البعض يعتقد أنها ليلة القدر فهل المطر من علامات ليلة القدر؟.
هل المطر من علامات ليلة القدر
أخفى الله سبحانه وتعالى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان حت يجتهد الصائمون في الطاعات في تلك الأيام قبل وداع الشهر الكريم، وقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وفي الليالي الوترية منها وعلى الشخص أن يجتهد في تلك الليالي كلها لكي يدركها الشخص.
وأوضح في تصريحات سابقة له، أن علامات ليلة القدر جميعها تقريبا تظهر في صباح اليوم التالي لها بعد انتهائها، ومنها أن تكون الشمس بلا شعاع وكأنها «مطفأة» ويكون هناك سكينة في الليل ولا يكون هناك نباح شديد للكلاب، لكن إذا نبح كلب فهو أمر عادي لكن المقصود عدم وجود نباح شديد وقوي ومستمر للكلاب، وتكون ليلة لطيفة في حرارتها.
وأكد أن هناك قواعد كثيرة لعلامات ليلة القدر لكن يجب القيام في كل الليالي الوتر من العشر الأواخر في رمضان لأن كل العلامات تظهر في اليوم التالي.
ليلة القدر
علامات ليلة القدر
أما عن المطر وهل هو من علامات ليلة القدر، فقد ورد عن معاذ بن فضالة قال: حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة قال سألت أبا سعيد وكان لي صديقا فقال اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال «إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها أو نسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين»، فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع فرجعنا وما نرى في السماء قزعة فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد وكان من جريد النخل وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين حتى رأيت أثر الطين في جبهته.
وقيل إن الماء والطين دليل على المطر في تلك الليلة، ما يعني أن المطر قد يكون من علامات ليلة القدر، إلا أنه ليس شرطا فيها وليس ثابتا، فقد أوضحت دار الإفتاء أن علامات ليلة القدر ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث شريف، فقال: «هِيَ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا، لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا».
وأوضحت الإفتاء في شرح حديث علامات ليلة القدر أن طَلْقَة تعني أنها طَيِّبةٌ لا حَرَّ فيها ولا بَرْد، أما بَلْجَةٌ تعني مشرقة.
وأوضحت أنه من العلامات أنَّ الْمُطَّلِعَ على ليلة القدر يَرَى كُلَّ شَيْءٍ سَاجِدًا، ويَرَى الأنوارَ سَاطِعَةً في كُلِّ مَكَانٍ حَتَّى فِي الْمَوَاضِعِ الْمُظْلِمَة، وقيل أنه يَسْمَعُ سَلامًا أَوْ خِطَابًا مِنَ الملائكة، وقيل أن مِنْ عَلامَاتِهَا اسْتِجَابَةُ دُعَاءِ مَنْ وُفِّقَ لَهَا.
دعاء ليلة القدر
علامات ليلة القدر نباح الكلاب
وقال البعض إن من علامات ليلة القدر عدم نباح الكلاب في تلك الليلة، كما أن ما قيل أن الأنوار تكون في كل مكان في تلك الليلة وحتى في الأماكن المظلمة مع سكون الريح فيها وانشراح الصدر وعذوبة البحار، وهي كلها علامات غير ثابتة أو مؤكدة بدليل في السنة النبوية.
أما علامات ليلة القدر الثابتة في السنة النبوية، أن الشمس في صبيحتها تكون صافية لا شعاع لها كالطست، وهو ما رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها»، كما أن ثبت كما قال ابن خزيمة أن ليلة القدر تكون معتدلة فهي «ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة.
لماذا أخفى الله ليلة القدر؟
قال الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن وقت ليلة القدر فيه عدة أقاويل، فبعض المحققين يقولون إن ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر من رمضان، ومنهم من يقول هي ليلة 27 من رمضان، ومنهم من يقول هي ليلة الجمعة الوترية الأخيرة من شهر رمضان، وكل هذا من حرصهم على إدراك هذه الليلة.
وأكد في مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء، أن الله سبحانه وتعالى له حكمة في إخفاء ليلة القدر، فالأمر مرده إلى حسن الختام، بمعنى أن يحسن الشخص ختام شهر رمضان ضيف الله كما أحسن استقباله يحسن وداعه، مضيفا أن الناس يخاطبون رمضان في المدائح والأناشيد ويخاطبونه خطاب الوداع وهم لا يعرفون إن كانوا سيستقبلونه مرة أخرى أم لا.
وأوضح أن الله سبحانه وتعالى يريد من المسلم أن يحسن توديع ضيفه باغتنام ما بقي منه، لأن الأعمال بالخواتيم، مضيفا أن الأشخاص عليهم أن عليهم أن يحسنوا ختام الشهر الكريم، لأن سر الختام بالعشر الأواخر من شهر رمضان أن تكون هذه الأيام والليالي شاهدة للشخص لا شاهدة عليه، وفيها ليلة القدر التي فيها نزل القرآن، وقراءة الشخص للقرآن في هذه الليالي يوافق الأيام التي نزل فيها القرآن في المرة الأولى.
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».