والد الطفلة ضحية «جدتها وخالها»: عذّبوها وألقوا جثتها بالمقابر

لم يتحمل جسدها الصغير، ضربات خالها المتتالية والقاسية، ولا المياه الساخنة التى كانت تلقيها جدتها عليها، حتى فاضت روحها إلى بارئها، لكن الجدة التى نُزعت من قلبها كل معانى الرحمة والإنسانية، لم تكتف بفعلتها؛ بل ألقت جثة حفيدتها وسط مقابر منطقة أوسيم فى الجيزة، حتى تنهش الكلاب الضالة عظامها اللينة. المباحث استدعت والد «مكة - 4 سنوات»، لسماع أقواله، ليروى تفاصيل الحكاية- وهو ينتحب فى رعب، قائلًا إنه انفصل عن والدة الطفلة وهى حامل فى شهرين وتزوج بأخرى، وقبل وقوع الجريمة، أرسلها لأمها «رضوى»، وقال لها: «خلّى البنت عندك كام يوم، لأن مراتى بتولد وبعد ما ترتاح شوية هاخدها منك». انتفض والد الطفلة، وفريق البحث الجنائى يكشف أمامه أن الأهالى عثروا على جثة «مكة» وكادت الكلاب تفتك بها، وبفحص كاميرات المراقبة أمكن تحديد خط سيرها، واتضح أن «سوسن» (جدتها لأمها) ألقت بها ولاذت بالفرار، وبالقبض عليها اعترفت بأن ابنها «أحمد» ضربها فماتت و«عشان أدارى المصيبة قلت أرميها فى مكان بعيد عن الناس». طلب الأب أن يطالع جثمان ابنته فى مشرحة زينهم قبل تشريحه للوقوف على أسباب الوفاة؛ رعبه هذه المرة تضاعف: «لقيت بنتى جلدها بيتساقط، كان مدلوق عليها مياه ساخنة مغلية، ورأسها به جُروح، وكدمات بعموم جسدها»، أخذ يتمتم «معقول دى بنتى الملاك البرىء، قتلتها حماتى السابقة وخالها وألقيا بها للكلاب فى المقابر».. يبدى ندمًا «ليتنى لم أتركها مع أمها مدة شهرين، ليتنى ما فعلت»، ويحتضن والدته ويرثى حاله «يا أمى مش قلتلكِ: (خلاص بعد 4 أيام هجيب (مكة) بيتى تانى)».
جد الطفلة
فكرة قتل «مكة»، لم تنبت فى رأس خالها وفق جدة الطفلة لأمها (المتهمة الثانية): «ابنى مريض نفسى، لما بيطلب حاجة ومحدش بيعملها بيتعصب، ضرب الطفلة جامد وعذبها وفوجئت بها جثة هامدة»، لكن التحريات الأمنية توصلت إلى اشتراكها فى الجريمة وسكبها المياه على جسدها، فعادت واعترفت «مكناش مستحملين دوشتها، وأمها اللى هى بنتى تخلت عنها وتركتها لخروجها الدائم بره البيت».
جدة الطفلة لأبيها، ترتجف وتصطك أسنانها، وتشعر كأن الجريمة تمثل أمامها، وتقول: «ابنى انفصل بالطلاق من (أم مكة)، وحماته تركتها لنا لحمة حمرا وهى بعمر 4 أشهر على المقهى، وقالت للأهالى: (مش عاوزين البنت دى) وتركتها ومشيت، ومن ساعتها وولدى يتولى تربيتها ويسمح لأم طفلته بأن تراها من حين لآخر فيديو إن طلبت، ولم تعش معها أبدًا سوى منذ شهرين لتعب زوجة ابنى من الحمل وبعد وضعها كان سيأخذ صغيرته من جديد».
الشىء الذى كان يكاد يكتم أنفاس جدة «مكة» لأبيها، أن ابنها أخبرها «يا أمى خلاص مراتى ولدت ووقفت على رجليها هجيب بنتى تعيش تانى معانا زى ما كانت، وعملت لها سرير جديد بحيث تنام جنب إخواتها!»، تلطم «ملحقوش ينتظروا ساعات، قتلوها وتركوا لنا غصة وألم طول العمر، عذبوها وهان عليهم لحمهم ودون رحمةً حدفوها للكلاب».
ولم يتخيل جد «مكة» ناحية الأب، أن لا تكون أمها «رضوى» غير مشاركة بالجريمة «دى بتضربها على طول، وبتترك البيت وتمشى، وعرفنا إنها مدمنة مخدرات»، مرددًا: «عاوزين قصاص عادل والتحقيق مع الأم للاشتباه بها، لحد دلوقتى لم ننام، تزورنا البنت فى كوابيس تقول لنا: (هاتوا لى حقى)، قُتلت بأيام مفترجة والناس تتمنى لها الرحمة والمغفرة».
مثّل المتهمان الجريمة، وعاينت النيابة العامة المنزل محل الواقعة، وأمرت بحبسهما 4 أيام، وقرر قاضى المعارضات بمحكمة شمال الجيزة، مد فترة الحبس الاحتياطى لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، واستعجال تقرير الطب الشرعى حول سبب وفاة المجنى عليها، تمهيدًا لإحالة المتهمين لمحكمة الجنايات، لما نسب إليهما من ارتكاب جريمة قتل طفلة عمدا مع سبق الإصرار.