أهم من بيان المفتي.. كواليس «رمضان جانا» مع ملك المواويل

تعد أغنية «رمضان جانا.. وفرحنا به» بمثابة بيان المفتى الرسمى لحلول شهر رمضان، وواحدة من أغانى الشهر الكريم التي تبث في النفوس فرحة وبهجة.. ماتحلاش أغانى رمضان إلا بيها.. وماتغمرش الفرحة قلوبنا إلا بسماعها.. أجمل وأروع ما تغنى به فنانا الراحل محمد عبدالمطلب.. كتبها المؤلف حسين طنطاوى ولحنها الموسيقار محمود الشريف.
وعلق على نجاحها المطرب محمد عبدالمطلب قائلًا: «أغنيتي أهم من بيان المفتى ولو أننى أخذت جنيهًا واحدًا على كل مرة تُذاع فيها الأغنية لأصبحت مليونيرًا، ورغم أنى قدمت الغناء الدينى والعاطفى إلا أن أهم أغنية في حياتى هي أغنية رمضان جانا التي كتبها الشاعر حسين طنطاوى ولحنها محمود الشريف».
وتسرد «المصرى اليوم» لقرائها كواليس ملك المواويل محمد عبدالمطلب مع أغنية «رمضان جانا» أشهر وأجمل أغانى شهر رمضان، اللى فرح بيها أجيال كتير، وأسرار غنائه ل «رمضان جانا.. أهلا رمضان» العابرة للأجيال، بعد النجاح الكبير الذي حققته الأغنية منذ خروجها للنور بداية الأربعينيات وحتى ذيوعها إلى يومنا.. ومن الذي كان سيغنيها قبل عبدالمطلب، وقيمة الأجر الذي حصل عليه ملك المواويل عن هذه الأغنية، وماذا قال «عبدالمطلب» عنها؟
الصدفة و«رمضان جانا»
كان للصدفة دورها الكبير في سبب خروج «رمضان جانا» للنور بصوت ملك المواويل، فلم يكن محمد عبدالمطلب ليغنيها في البداية، وكان من المفترض أن يتغنى بها المطرب والملحن أحمد عبدالقادر صاحب الأغنية الشهيرة «وحوى يا وحوى»، ولكن الإذاعة رفضت، فقرر عبدالقادر التنازل عنها لمحمد عبدالمطلب الذي كان يمر بضائقة مالية، وفى أشد الحاجة إلى الأموال فقام بغنائها.
وفى هذا السياق، قال الفنان الراحل محمد عبدالمطلب: «قدمتها بدلا من صديقى أحمد عبدالقادر وأتذكر أنى كنت وقتها في ضائقة مالية وكان من قواعد الإذاعة ألا يقدم كل مطرب أكثر من أغنيتين وكان لأحمد عبدالقادر أغنيتان تقدمهما الإذاعة وعندما عرض عليه الشاعر حسين طنطاوى كلمات رمضان جانا، وتنازل لى عبدالقادر عن الأغنية أهلا رمضان التي كلفت الإذاعة عشرين جنيها تضم اجر المؤلف والملحن والفرقة الموسيقية والمطرب وكان نصيبى منها ستة جنيهات».
الحرب العالمية الثانية و«رمضان جانا»
بعد إلقاء الحرب العالمية الثانية بظلالها على الحالة الاجتماعية والاقتصادية سادت حالة من الكساد في كل المجالات، خاصة الفن، حيث أغلقت الكازينوهات وتأثرت السينما، ولم يعد أمام الفنانين المصريين سوى الإذاعة التي كان الفنانون يأتون إليها لاختيار كلمات المؤلفين.
وكانت أغنية رمضان جانا هي الوحيدة التي التي لم يقع عليها الاختيار من قبل أي فنان، فأجب بها «طلب» فكان اختياره لها، ومن ثم كان تسجيلها في أوائل الأربعينيات، وفي نفس يوم اختيار طلب لها، لاحتياجه لمبلغ من المال وقتها «6 جنيهات»، وهو ما يوازى قيمة أجر غنائه للأغنية آنذاك.
يذكر أن «رمضان جانا» استمر تسجيلها أسبوعا بمعهد الموسيقى العربية وصارت عنوانا لمجىء رمضان وتقول كلماتها:
رمضان جانا وفرحنا به.. بعد غيابه أهلا رمضان
بتغيب علينا وتهجرنا وقلوبنا معاك.. وفى السنة مرة تزورنا وبنستناك
غنوا وقولوا شهر بطوله..غنوا وقولوا.. أهلا رمضان
يوم رؤيتك لما تجينا زى العرسان..نفرح وننصب لك زينة اشكال والوان
م العصر نستنى المدفع وودناه معاه..من فرحه ساعة مايلعلع
في الجو صداه والاكل قدامنا..محمر ومشمر وشى مقمر
في الدخلة نبقى نطلبك..ونهللك آه ونقولك
يامسحراتى دق لنا تحت الشباك..سمعنا وتفضل علينا للفجر معاك
واعملنا ثلاثين ليلة حلوة جميلة