"رمضان جانا وفرحنا به.. بعد غيابه وبقاله زمان غنوا وقولوا شهر بطوله.. غنوا وقولوا أهلا رمضان" أغنية تهز القلب وتعلن عن قدوم الشهر الكريم وهو ما جعل صاحبها المطرب محمد عبدالمطلب يقول إنها أهم من بيان المفتي حول رؤية هلال شهر رمضان وما لا يعلمه الكثيرون أن الأغنية كانت معدة ليغنيها المطرب أحمد عبدالقادر صاحب أغنية وحوي يا وحوي للإذاعة المصرية فكيف لعبت الصدفة دورها ليغنيها المطرب محمد عبدالمطلب وباقي التفاصيل عن أغنيته الشهيرة وسيرته الذاتية تكشفها السطور القادمة. وتعد الحاجة سامية هي الابنة الصغري للراحل محمد عبدالمطلب والمحافظة علي تراثه وكانت تروي دائما حكايات ثرية وجميلة لا يعرفها أحد عن والدها الراحل ودائما تمد عشاق الزمن الجميل من الإعلاميين بصوره الخاصة والنادرة والتي نعرض بعضها هنا. أما أغنية "رمضان جانا" فلقد غناها بالصدفة الفنان محمد عبدالمطلب. حيث كان الفنان والمطرب أحمد عبدالقادر قد بدأ في إجراء بروفات الأغنية تمهيدا لغنائها. وكان قد غني من قبل أغنية "وحوي يا وحوي". وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وفي مبني الإذاعة المصرية وعندما حان وقت تسجيل الأغنية رفض المسئولون هناك إسناد أغنيتين عن شهر رمضان لمطرب واحد. ومن هنا قرر الفنان أحمد عبدالقادر بنفسه الاستعانة بالفنان محمد عبدالمطلب لغناء "رمضان جانا" مقابل مبلغ 6 جنيهات بينما اكتفي عبدالقادر بأغنية "وحوي يا وحوي". وهكذا أصبحت أغنية رمضان جانا من نصيب طلب وتصبح أشهر أيقونات الغناء الشعبي ولتعيش علي مر التاريخ. برغم انتاجها منذ أكثر من نصف قرن وهي كلمات حسين طنطاوي ولحن محمود الشريف الذي صاغ جملا لحنية قريبة من قلوب الناس. مما جعلها قريبة منهم وكأنها واحدة من أفراد عائلتهم تصوم وتفطر معهم علي مائدة واحدة. وتصبح إيقونة للشهر الكريم حتي أن طلب نفسه قال ضاحكا في أحد أحاديثه الإذاعية علي سبيل المزاح أنها أصبحت أهم من هلال المفتي برؤية الهلال. وانه لو تقا ضي جنيه عن كل وقت أذيعت فيها الأغنية لأصبح مليارديرا. وبعد وفاته عام 1980 كان كثير من الجماهير يقولون إذا لم نسمع أغنية رمضان جانا فرمضان مجاش. ولقد صورها للتليفزيون وهو مرتديا جلبابا "ولاسة" وتم إخراجها بعد ذلك مصاحبة لصور الفوانيس ومظاهر رمضان في القاهرة ورآها والدها وبمنتهي رحابة الصدر والتواضع الجم رحب بتصويرها بهذه الطريقة فالمهم ان تظل في الوجدان. ولم تكن أغنية رمضان جانا هي الأغنية الوحيدة التي حملته الصدفة لتحقق شهرة واسعة لعبدالمطلب. فأغنية "ساكن في حي السيدة" وهي من أشهر أغنياته كاد يغنيها بدلا منه المطرب الكبير محمد فوزي الذي لحنها لنفسه ولكن نبيل ومنير فوزي حينذاك قالا له: "مش لايقة عليك" فتنازل عنها فوزي لعبدالمطلب. وعن طقوس وعادات "طلب" خلال شهر رمضان فكان حريصا طواله علي أداء صلاة الفجر في مسجد الحسين. والجلوس مع أصدقائه علي مقهي مشهور بنفس الحي مع أصدقائه لتناول السحور. أما طعام الإفطار فكان حريصا علي تناوله في المنزل مع الأسرة. ومما يذكر ان عبدالمطلب غضب من موسيقار الأجيال عبدالوهاب لأنه وعده بمشاركته فيلم الوردة البيضاء واخلف وعده فترك فرقته وانضم كمغني في فرقة بديعة مصابني. وهو لا يعد فنانا شعبيا فقط لأنه غني أغاني عاطفية مثل حبيتك وباحبك وغيرها. وحتي الآن فإن كثيرًا من الشباب رغم عدم معاصرتهم لطلب الا انهم من عشاق صوته ويحفظون كثيرا من أغانيه. فالفن الأصيل لا يموت أبدا. وعن سبب غنائه في شارع الهرم في أواخر أيامه فقال بنفسه في احد تسجيلاته الاذاعية وكما اخبر ابنته سامية أيضا "امالاشتغل فين؟ فصوتي يجب أن يتربي دائما ولا يمكن أن استغني عن جمهوري في كل مكان".