«المصري اليوم» ترصد كيفية تغير نمط الشراء في ظل ارتفاع الاسعار

تختلف وتتبدل أسعار السلع الغذائية سواء الأساسية منها وغير الأساسية يومًا بعد يوم، حتى بات المستهلكون لا يعرفون أسعار السلع التي اعتادوا شرائها، من الجبن، واللبن، والبيض والدواجن واللحوم والزيت والسكر والزبادى والدقيق... وغيرها، فيذهبون إلى المحال التجارية وهم غير مجزمين أن الأموال التي في حوزتهم تكفي لشراء مستلزماتهم أم سيتبقى للبائع.
ووفقًا لما نشره موقع الجهاز القومي للتعبئة والإحصاء فإن الشهر الحالى يشهد إرتفاع ملحوظ في معدل التضخم الاستهلاكى يقدر ب 1.7 ٪ مقارنة بالشهر الماضى، وأرجع الجهاز أهم أسباب الإرتفاع إلى زيادة أسعار الحبوب والخبز بنسبة 9.2 ٪ ،وزيادة سعر اللحوم والدواجن بنسبة 29.7 ٪، والاسماك والمأكولات البحرية بنسبة 19.5 ٪، والألبان والجبن والبيض بنسبة 11.1 ٪، والزيوت والدهون بنسبة 4.3 ٪ ،والخضروات والفاكهة بنسبة 10.8 ٪.
وهذه الارتفاعات في الاسعار وزيادة معدلات التضخم الاستهلاك يتزامنان مع صوم قطبى الشعب المصرى المسلم بقرب حلول شهر رمضان الكريم، والمسيحى بصيامه الصوم الكبير.
ولهذه الأسباب «المصرى اليوم» رصدت كيفية تغير الأنماط الشرائية لأفراد المجتمع في ظل التضخم الاستهلاكى للسلع وطرق التكيف معها في الصيام.
أحمد محمود، يعمل في مجال الملابس، ويعول أسرة مكونة من أربع أفراد، قال «للمصرى اليوم» إن نمط شرائه تغير بالتزامن مع الارتفاعات المتلاحقة في الأسعار، فمثلًا كانت زوجته، وهى تعمل أيضًا، تشترى من محل الجزارة كمية كافية ومتنوعة من اللحم ما بين اللحم الجملى والعجالى والسجق البلدى والبوفتيك، والمفروم، ولكن حاليًا أصبح الوضع مختلفًا فتم حصر ذلك في اثنان كيلو من اللحم الجملى نظرًا لانخفاض سعره مقارنة باللحم العجالى الذي وصل سعر الكيلو منه إلى 260 جنيهًا، ونصف كيلو مفروم جملى .
أما عن الدواجن فاعتادت الأسرة على شراء أفخاذ الدجاج، والبانيه ،ونظرًا للارتفاعات الكبيرة التي وصلت إليها الدواجن فيمثل سعر كيلو الدجاج 82 جنيهًا، وأفخاذ الدجاج تسجل 89 جنيهًا، ووصل سعر كيلو البانيه 180 جنيهًا، اكتفت الأسرة بشراء البانيه فقط لتفضيله من جانب الأطفال.
وبحلول شهر رمضان الكريم ومع إرتفاع الأسعار لا يتغير الوضع الحالى كثيرًا، فأكد أحمد أنه سيتم اللجوء إلى زيادة وتنوع القليل من بعض السلع لتعويض الصيام مثل البيض رغم إرتفاع سعره، والزبادى والعصائر، وعن ياميش رمضان قرر أحمد أن يكتفى بشراء جوز الهند والزبيب والفول السودانى فقط والاستغناء عن باقى المكسرات من عين الجمل والبندق واللوز الذي اعتاد شرائهم.
أما عن العزائم فقال أحمد أنه غير ملتزم بعزائم معينة لذلك فسيتم الاستغناء عنها هذا العام لترشيد النفقات.
فيما قالت أ..، معلمة، وهي أم لخمس أبناء، وجدة حيث تزوج ثلاثة من أبنائها، وزوجها شريك في إحدى الشركات السياحية، إن نمط شرائها تغير نسبيًا بعد ارتفاع الأسعار، فكانت تحرص دائمًا على إعداد طعام زائد عن الحاجة احتسابًا للظروف، قائلة «من الممكن أن تأتى ابنتى وزوجها وابنها فجأة فتجد الطعام جاهزًا ،فكنت دائمًا أعد دجاجتين في وجبة الغذاء، ولكن حاليًا مع تغير الظروف الاقتصادية أصبحت أعد دجاجة واحدة فقط في الوجبة».
كما قامت بتقليص كيلوهات اللحم إلى النصف تقريبًا، وفى رمضان سيتم شراء عينات من ياميش رمضان والمكسرات.
ولكن عن عزومات رمضان أكدت أنها ملزمة بعمل العزومات وسيتم اعدادها كالمعتاد، وجمع شمل العائلة، كما سيتم إفطار الأسر الفقيرة التي اعتادت مساعدتها في كل رمضان، وإخراج نفس مقدار الزكاة والمساعدات، فقط سيتم التقليل في كميات الطعام وترشيد استهلاك السلع.
وقال (م. أ) وهو موظف يعمل في صيدلية ويعول أسرة مكونة من أربع أفراد إنه بعد صوم الصيام الكبير الذي بدأ يوم 20 من الشهر الماضي قامت أسرته بالذهاب لمنافذ معرض «أهلا رمضان» لشراء مقتنياتهم من اللحم والدجاج وتخزينها للعيد خوفًا من غلاء الأسعار في فترة العيد لأن منافذ أهلًا رمضان أرخص من محلات الجزارة في الخارج، كما أن عيد القيامة هذة السنه قادم بالتزامن مع عيد الفطر المبارك، مضيفًا أنه لم يقم بشراء فقط اللحمة والدجاج ولكنه أيضًا قام بشراء زيت وسكر من أجل الصيام لأن سعرهم في«أهلا رمضان» أرخص من الخارج ،كما أنه خفض عدد كيلوات الأرز إلى النصف، وقامت زوجته، والتي تعمل أيضًا، بشراء كميات وفيرة من الخضار لتخزينها خوفًا من إرتفاع أسعارها، وعن ياميش رمضان التي تحرص الأسر المسيحية على تناولها في الشهر الفضيل أكد رب الأسرة أنهم قامو أيضًا بشراء المكسرات والبلح خوفًا من إرتفاع أسعارهم خلال فترة رمضان، ولكن ليست بنفس الكميات التي اعتادوا شرائها كل عام، فقط اكتفوا بشراء ربع كيلو من كل شئ، بعد أن كانو يشترون كيلو ليكفي احتياجاتهم منه .
وأوضح ( ي.م) وهو صاحب أحد محلات الذهب، ويعول أسرة مكونة من 5 أفراد ،إنه ذهب إلى شراء كميات من اللحوم والدواجن لادخارها من أجل العيد خوفًا من غلاء الأسعار خلال فترة الأعياد، وفعل بالمثل مع الأرز بعدما كان يشترى منه بضع كيلوات لحاجته منه فقط، الآن يشترى منه كميات كبيرة لتخزينها.
وكشف محمد وهبة رئيس شعبة القصابين أن أسعار اللحوم ستنخفض خلال الفترة المقبلة وذلك عقب استيراد الحكومة كميات كبيرة من اللحوم .
وقال «للمصرى اليوم إن الحكومة المصرية متمثلة في وزارة الزراعة، قامت بإنشاء مزارع لإنتاج اللحوم في دولة التشاد ،و تعاقدت الحكومة مع مزارع ضخمة في دولة تشاد، لاستيراد لحوم بلدية طازجة، تمهيدًا لطرحها في الأسواق، ومنافذ البيع المختلفة.
وأكد أن تلك الخطوة تعد من أهم العوامل لخفض الأسعار بالسوق المحلي، موضحًا أن الجزارين ليسوا وراء إرتفاع الأسعار، ولكن تكلفة الإنتاج أعلي من المزارع، نتيجة إرتفاع أسعار الأعلاف، وأن الأسعار التي سيتم طرحها ستكون غير قابلة للمنافسة ،لأن المعروض سيكون أكثر من المطلوب.
وأوضح أن الحكومة ستتضخ كميات كبيرة في المنافذ التابعة لوزارة التموين والزراعة ومعارض أهلاً رمضان .
وأكد وهبة أنه لم يتم إلى الآن استيراد اللحوم من دولة التشاد ،وأنه إلى الآن لم يتم الإعلان عن موعد محدد،ولكن هناك أنباء عن الاستيراد في بداية شهر رمضان ،مشيرًا إلى أن دولة التشاد تتميز بالمساحات الخضراء الشاسعة،وذات انتاج حيواني عالي الجودة ،وسيكون عليها طلب كبير من المستهلكين ،مع بداية طرحها في السوق المحلي.
وأرجع أبوالفتوح عبدالمعز نائب رئيس شعبة الثروة الداجنة، سبب إرتفاع أسعار الدواجن في الأسواق هذه الأيام ،إلى ارتفاع أسعار الأعلاف بنسبة كبيرة.
وأكد أبوالفتوح ل «المصرى اليوم» ضعف إقبال الشراء على الدواجن خلال الفترات الحالية، منبأً بخفض أسعار الدواجن بنسبة من 10 إلى 15٪ مع بداية شهر رمضان الكريم.
وأرجع حاتم النجيب نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة، إرتفاع أسعار بعض المحاصيل الزراعية إلى إنتهاء العروات الشتوية وبداية العروات الصيفية ،موضحًا (للمصرى اليوم) إنه حال أن تستقر الأحوال الجوية يزيد الإنتاج وتنخفض الأسعار .
وقال النجيب: «إنه في نفس التوقيت من كل عام تزداد الأسعار ومع استقرار الأحوال الجوية تعود الأسعار لطبيعتها مرة أخرى وعلى المتضررين من الأسعار اللجوء إلى منافذنا في اهلاً رمضان، حيث أننا نشارك بأكثر من 500 منفذ في كل أنحاء الجمهورية بأسعار مخفضة».
وأكد النجيب إلى وفرة الإنتاج وزيادة المعروض من المحاصيل الزراعية وزيادة الصادرات المصرية إلى مختلف الدول الأوربية.
وأكد على المصيلحي وزير التموين،على توفير اللحوم البلدي ب 200 جنيهًا للكيلو بالتعاون والتنسيق مع العارضين في معارض أهلاً رمضان ومبادرة كلنا واحد التابعة لوزارة الداخلية .
وقال على المصيلحي في تصريحات تليفزيونية: «اطمئن المواطنين بتوفير مخزون استراتيجي في السلع، ونحن مستمرون في ضخ السلع في مختلف أنحاء الجمهورية، وسيدخل مصر أكثر من 26 ألف طن من الدواجن خلال الفترة المقبلة ويجب على المواطن ألا يقوم بتخزين السلع أو شرائها بكميات كبيرة».
وأضاف المصيلحي: «اللحوم تأتي مبردة من تشاد ويتم ذبحها بطريقة شرعية ،وسعر اللحوم السودانية ب 165 جنيهًا للكيلو».
وأوضح أن اللجنة العليا للأمن الغذائي تنعقد بصفة دورية وتحدد الاحتياجات المطلوبة في الأسواق.
وأشار إلى أن أزمة الأعلاف أدت إلى حدوث نقص في المعروض من الدواجن والدولة تدخلت لسد احتياج حقيقي.