«بيتكوين تجاوزت 27 ألف دولار».. لماذا انتعشت سوق العملات المشفرة بنهاية الأسبوع؟ (تحليل)

أنعشت السيولة التي ضخها الاحتياطي الفيدرالي في القطاع المالي الأمريكي سوق العملات المشفرة (الكريبتو)، بعدما أظهرت البيانات ارتفاعا في عملات البيتكوين عند مستوى 27 ألفا و397 دولارا، بارتفاع 7%، وإيثيريوم عند مستوى 1804 دولارات بارتفاع 4.5%، وعملة بينانس (بي إن بي) عند مستوى 337 دولارا، بارتفاع 5.7%.
وذكر تقرير نشره موقع «كوينتليجراف»، أن الارتفاع في أسواق العملات المشفرة يعني عودة البيتكوين إلى الاتجاه الصعودي بعدما سجلت أفضل أداء في يونيو 2022، ولكن السؤال هل يمكن الحفاظ على زخم الصعود هذا؟
بحسب «كوينتليجراف»، فإن التوترات واضحة في كل مكان، إذ تظهر أحدث البيانات الاقتصادية إلى أي مدى ذهب الاحتياطي الفيدرالي لاحتواء أزمة مصرفية يؤكد البعض أنه لا مثيل لها.
ووسط تحذيرات من احتمال فشل المزيد من البنوك في الأسابيع المقبلة وانتشار العدوى إلى أوروبا، يبدو أن العملات الرقمية هي واحدة من الملاذات الآمنة القليلة من هذا النوع من الاضطرابات التي تذكرنا بالأزمة المالية العالمية (GFC) لعام 2008.
وألقى موقع «Cointelegraph» نظرة على الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع سوق العملات الرقمية، وأشار إلى أن ضخ الاحتياطي الفيدرالي للسيولة عمل على تعزيز العملة المشفرة وسط مطالبات بعودة التيسير النقدي.
ونقل الموقع عن محلل الأسواق الشهير «هولجر زشايبيتز»، قوله: «إنها السيولة»، مضيفا: «أظهرت البيانات أهمية الضخ النقدي الأخير من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي».
وأدى انهيار بنكي وادي السيليكون (SVB) وسيجنيتشر، إلى تقديم الاحتياطي الفيدرالي سيولة طارئة بقيمة 297 مليار دولار، بما يمثل رقمًا قياسيًا جديدًا يتفوق على الأزمة المالية العالمية لعام 2008، بحسب «كوينتليجراف».
وذكر الموقع، أنه مما لا يثير الدهشة، أن ردود الفعل تنذر بنهاية التشديد النقدي والعودة إلى التيسير، مشيرا إلى سن هذه السياسة سابقًا من قبل الاحتياطي الفيدرالي بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، وكذلك في مارس 2020 أثناء انهيار الأسواق بسبب COVID-19.
وشهدت السنوات التي تلت ذلك نمو المعروض النقدي في الولايات المتحدة بنسبة 46٪ قبل بدء عملية التشديد النقدي، إذ ارتفعت عملة البيتكوين وقتها من أقل من 4000 دولار إلى ما يقرب من 70.000 دولار.
في الأسبوع الماضي، ومع إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عزمه ضخ 300 مليار دولار، أدى ذلك إلى القضاء على 4 أشهر من التشديد النقدي في أسبوع واحد، كما أفاد كوينتيليجراف، أن أداء سوق العملات المشفرة كان حساسًا بالفعل لاتجاهات سيولة البنك المركزي- وليس فقط في الولايات المتحدة.
«كلما زادت السيولة التي ضختها البنوك المركزية في الاقتصاد العالمي، كان ذلك أفضل»، وفقا لآرثر هايز، الرئيس التنفيذي السابق لشركة BitMEX في فبراير، حيث قام كل من بنك الشعب الصيني (PBoC) وبنك اليابان (BoJ) لاحقًا باتخاذ المسار نفسه هذا الشهر.
في هذه الأثناء، وفي آخر منشور على مدونته رسم هايز ما يشير إلى تناقض صارخ بين ما حدث في مارس 2020، وما فعله صندوق الاحتياطي الفيدرالي الشهر الجاري لإنقاذ البنوك من حافة الهاوية، عبر برنامج التمويل البنكي لأجل.
وأشار إلى أن «الاحتياطي الفيدرالي طبع 4.189 تريليون دولار استجابةً لفيروس كوفيد، كما طبع ضمنيًا 4.4 تريليون دولار مع تطبيق برنامج التمويل البنكي».
وبحسب «كوينتليجراف»، قد لا يزال تقلب أسعار البيتكوين متفشيًا، لكن رسالة أسواق العملات المشفرة واضحة بشكل متزايد، وهي أن «هناك إصرارا على الصعود والتخلص من الاتجاه الهبوطي الذي ساد خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية».
ويتم تداول بيتكوين حاليا بأكثر من 26000 دولار في وقت كتابة التقرير، متطلعًا إلى إعادة اختبار أعلى مستوياته في 9 أشهر في وقت سابق من الأسبوع.
وتحاول القيمة السوقية المجمعة للعملات المشفرة أن تفعل الشيء نفسه، إذ ارتفعت بأكثر من 3٪ في اليوم لتصل إلى 1.098 تريليون دولار.
وفي الوقت نفسه، كان المحلل Rekt Capital يأمل في أن تكسر Bitcoin نمط «الاتجاه الهبوطي الكلي» الساري منذ أعلى مستوى بلغ 69000 دولار على الإطلاق.
وأضاف: «الاختراق بعد الاتجاه الهبوطي الكلي ل BTC سيؤكد وجود سوق صاعد جديد ويؤكد بدوره أن نوفمبر 2022 كان القاع».