فراغ عميق يشير لشيءً ما في الأسفل، وكشف في أعماق قلب الأهرامات دون حفر فتحة واحدة داخلها!، هذا ما ظهر في سرداب هرم خوفو الذي أعلن عنه في مؤتمر صحفي اليوم، ولكن كيف نستدل على الفراغات والجزيئات على بُعد مسافات دون الوصول إليها، وكيف تتم هذه المعجزات الحديثة باستخدام التكنولوجيا؟، أسرار القدماء نكشفها لكم بالتقرير التالي في «المصري اليوم»، نسرد خلاله اعتماد التكنولوجيا على أسس الكشف عن بواطن الأماكن وأسرارها. الممر السري لهرم خوفو.. سرداب الأحلام الذي خرج للنور دون أن يراه سر جديد من أسرار المصريين القدماء تفصح عنه التكنولوجيا اليوم، باستخدام 5 تقنيات حديثة، دون حفر أو بحث تحت الأرض، حيث كشفت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم عن ممر سري نعرفه للمرة الأولى داخل هرم خوفو. وهو عبارة عن سرداب أثري بلغ طوله 9 أمتار وعرضه متران، خلف المدخل الشمالي لهرم الملك خوفو، وفقًا لمؤتمر صحفي اليوم بأهرامات الجيزة، جمع كبار الأثريين من خبراء وعلماء ومسؤولين. و«الممر السري واحد من أهم الاكتشافات الأثرية في العالم، لأنه يُعد بداية للكشف عن كل أسرار الهرم الأكبر»، وفق وزير الآثار المصري الأسبق خالد العناني خلال المؤتمر. كيف كشفت التقنيات الحديثة عن ممر سري في هرم خوفو الكشف عن سر الحضارة القديمة تم باستخدام تقنيات تكنولوجيا حديثة قادرة على تحليل الجزيئات والفراغات وفقاً للأشعة والموجات الصادرة عنها، عن طريق تقنيات ميونات التصوير الإشعاعي وجزيئات «أكا الكونية» وهي أحدث التقنيات في مجال المسح، إضافة لعمليات التحليل المعماري والرقمي ثلاثي الأبعاد ورصد جزيئات الميون مع مسح الأشعة تحت الحمراء، وقياسات الجيورادار والموجات فوق الصوتية. وفقاً لحديث وزير السياحة والأثار د. أحمد عيسى بالمؤتمر الصحفي، ووزير التعليم العالي الأسبق هاني هلال. لكن على أي أساس تسطيع التكنولوجيا الكشف عن بواطن الأماكن؟ فكرة التحقق من قلب الأهرامات دون حفر فتحة واحدة، تُعد أشبه بالمعجزات الحديثة لكنها تتم الآن بكل سهولة عبر تقنيات تحليل الجسميات، فوفقاً لمختبر الجسيمات الوطني بجامعة كولومبيا البريطانية، تعتمد هذه التقنية على قانون فيزيائي محدد يفيد بأن: كل المواد تنبعث منها طاقة. ولكل إشعاع في أي مادة درجة خاصة وعن طريق التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء، يتم التعرف على مدى قياس إنبعاثات المواد. لذلك من خلال أجهزة «التصوير المقطعي بالأشعة الكونية للميون» يمكننا التقليل من أنشطة الحفر الاستكشافية بمقدار عشر مرات عن الماضي، كذلك تتيح تحديد أهداف الاستكشاف بنسبة 95 % تبعاً لدراسات المختبر. أسرار الهرم الأكبر هل تقودنا إلى الغرفة السرية الجديدة بهرم خوفو يحوي أسراراً تتجاوز أحجاره، فهو سر المعجزة، التي بدأ البحث حولها مع وجود فراغ داخل هرم خوفو وهو ما أدى إلى بدء مشروع سكان بيراميدز عن طريق إدخال تليسكوب من أحد الفتحات التي ظهرمنها ممرا كبيراً ذو سقف على شكل جملوني. تبعاً لحديث الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار. وعليها بدأ البحث في مشروع استكشاف الأهرامات تحت اسم «سكان بيراميدز»، منذ عام 2015، وفقاً لما ذكره المجلس الأعلى للآثار، فالعمل دام على مدار 7 سنوات، بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع كلية الهندسة جامعة القاهرة، ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار بباريس HIP وهو ذاته المشروع الذي توصل لاكتشاف الممر السري، وجاري البحث عن المزيد من الاكتشافات، التي قد تنم عن حجرة دفن الملك. وخلال المؤتمر الصحفي الذي أنعقد اليوم قال خبير الآثار زاهي حواس: «استخدمنا روبوت للتجول داخل الممر المكتشف والوصول إلى نهايته، وعند وصوله داخل الهرم اكتشفنا أن الحجارة مغلقة بإحكام، فهذه الفتحات لم تكن معروفة على الإطلاق«، مع أشارته لأن»حجرة الدفن الخاصة بالملك خوفو لم تكتشف حتى الآن«. أقرأ أيضاً: ما بين الأندرويد والإنسان الآلي.. كيف ظهرت التكنولوجيا في أقدم الأزمنة «الإنسان يخاف من الزمن، والزمن يخاف من الأهرامات» «الإنسان يخاف من الزمن، والزمن يخاف من الأهرامات، لما بها من أسرار لم تُكتشف بعد»، جملة بدأ بها رئيس البعثة الأثرية المشاركة لمشروع «سكان بيراميدز» خبير الآثار زاهي حواس، حواره بالمؤتمر الصحفي للإعلان عن الاكتشاف اليوم، فقال: «هو الاكتشاف الأعظم والأهم في القرن الحادي والعشرين». وتابع «من الممكن أن يكون هذا السرداب قد أنشئ لتخفيف الضغط على حجرة معينة، ومن الممكن أن تكون حجرة الدفن الخاصة بالملك خوفو»، لذا سيستمر البحث خلال الأيام المقبلة لكشف ما هو موجود أسفل هذا الممر المكتشف، ومعرفة المزيد من الأسرار حول السرداب. «سيكون البداية نحو معرفة الأسرار» كذلك أشار «حواس» لأن الممر سيقودنا لمعرفة الأسرار داخل هرم الملك خوفو، وبالتأكيد هناك الكثير منها لم نعرفها بعد. خاصة وأن هذا الاكتشاف ليس له أي صلة بفتحات التهوية على الإطلاق، فهذه الفتحات ليست كما يظنها البعض للتهوية لكنها تخفي شيئا آخر خلفها، ومن المهم أن نعلم ما هو».كذلك وضح أن البعثة تكونت من علماء أثار من أنحاء العالم بين مصر وألمانيا واليابان وكندا والولايات المتحدة وفرنسا. اقرأ أيضاً عن: روبوت فرعوني من 3000 عام: كيف صنع المصريون القدماء أول تكنولوجيا في التاريخ هرم خوفو هو أكبر بناء حجري وجد على كوكب الأرض، وواحد من عجائب الدنيا السبع، بُني في عهد الملك خوفو ليكون مقبرته الضخمة وأثر تتويجه بأزمنة ماضية واختلافه بحياة حالية نشهدها حتى اليوم، فيبلغ ارتفاعه 146 مترا، ويتجاوز المليون حجر الواحدة منهم تزن بين 2 إلى 20 طناً.