هل يحمل الزلزال الكارثي تداعيات سياسية سلبية في الداخل التركي ..خبير يجيب

قال الباحث محمد فوزي، المتخصص في قضايا الأمن الإقليمي، إن الزلزال المدمر الأخير الذي ضرب الأراضي التركية، يتجاوز الأبعاد الإنسانية المأساوية التي ترتبت عليه، إذ أن ردود الفعل السياسية التي صاحبت الحادث، تُنذر بشكل واضح بأن هذا الزلزال سيكون متبوعًا بإرهاصات معركة سياسية جديدة بين النظام التركي والمعارضة، في ضوء السعي الواضح من قبل كل طرف لتوظيف الحادث بما يخدم حساباته السياسية، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي سوف تجري في 14 مايو القادم.
اتهامات متبادلة بين اردوغان والمعارضة
واضاف الباحث في قضايا الأمن الإقليمي في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن الحزب الحاكم في تركيا، قد أدرك أن هذا الزلزال قد يحمل تداعيات سياسية سلبية بالنسبة له، خاصةً مع إقرار الرئيس التركي، بأن الاستجابة للزلزال لم تكن بالشكل أو السرعة المطلوبة، ومن هنا يمكن فهم الاتهامات التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأحزاب المعارضة، بأنها تسعى لتوظيف الأزمة لخدمة أجندتها السياسية.
وتابع: بدورها اتهمت المعارضة على لسان كمال قلجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، الحكومة التركية بالفشل، محملةً الحزب الحاكم المسؤولية عن التداعيات الكارثية للحادث.
تداعيات سلبية محتملة على المشهد السياسي التركي
واستطرد: «في اعتقادي أن هذا الحادث قد يكون له العديد من التداعيات المحتملة على المشهد السياسي التركي، فمن جانب قد يدفع هذا الزلزال إلى تكرار سيناريو زلزال 1999 على مستوى الدفع باتجاه تراجع الحزب الحاكم، ومن جانب آخر سوف يعمق الزلزال وما صاحبه من تداعيات كارثية، من حجم معاناة الاقتصاد التركي» لافتا إلى أن بعض التقديرات تشير إلى أن حجم الخسائر بلغ حتى اللحظة نحو 25 مليار دولار.
اقاله بعض المسؤولين
وأشار إلى أنه قد يدفع الزلزال باتجاه إقالة بعض المسؤولين في تركيا، في ضوء المسؤولية السياسية لبعض هؤلاء، وقد يؤدي الحادث إلى تفاقم الوضع الأمني، فعلى الرغم من إعلان حزب العمال الكردستاني عن تعليق عملياته في تركيا، إلا أن هذا التعليق كان مشروطًا، فضلًا عن أن تنظيم داعش سيسعى من جهته إلى توظيف حالة الارتباك التي أعقبت الزلزال من أجل تنفيذ عمليات في الداخل التركي.