أبرزها «إلغاء النيش» .. هل تنجح مبادرات تسهيل الزواج مع ارتفاع الأسعار؟

ذهب بالجرامات وبذخ في المشتريات والإكثار من الأدوات المنزلية والفرش والأثاث والهدايا للأهالى، وعمل الخبز والمخبوزات وتوزيعه على القرية بأكملها، هذا ما كان عليه الأهالى في الأفراح، وتجهيز منازل الزوجية، الأمر الذي اختلف بشكل كبير الآن مع الارتفاع المبالغ في الأسعار.
بداية من الذهب وشراء دبلة الخطوبة حتى تجهيزات الفرح وبناء المنزل من الألف للياء، والتفكير في الاستغناء عن كل ما هو مكلف وغير ضرورى، أصبح يعانى الشباب والفتاات المقبلين على الزواج من صعوبة تجهيزات منزل الزوجية في ظل غلاء الأسعار الذي يزيد يوما بعد يوم، ولذلك ظهر في العديد من المدن والقرى مبادرات لتسهيلات الزواج للطرفين والأهالى والتى كان أحدثها مباردة «إلغاء النيش» التي انطلقت من محافظة بنى سويف خلال الشهرالجارى.
وبعدما كان يلجأ الكثير من أصحاب الدخول المحدودة ومتوسطى الدخل والطبقة المتوسطة، من الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، إلى الذهاب إلى أسواق «الغلابة» كما يطلق عليها، وهى الأسواق واسعة الانتشار بين طبقة عريضة في المجتمع، مثل سوق «الإمام» بمنطقة الإمام الشافعى بمصر القديمة، وسوق «الثلاثاء» بالمطرية، و«الجمعة» بمنطقة عين شمس، وهى الأسواق التي تضم جميع المعروضات المستعملة، وأسعارها في متناول الطبقة المتوسطة والفقيرة، مع ظل ارتفاع الأسعار لم تعد الان في متناول الأيدى مكما كانت عليه من قبل.
لذا أطلقت العديد من القرى مبادرات لتخفيف أعباء الزواج وتيسيره من خلال الاستغناء عن بعض الأغراض المكلفة، ومن بين هذا المبادرات التالى:
ولم تكن مبادرة «إلغاء النيش» الأولى التي تنطلق من محافظة بنى سويف لتيسير الزواج، حيث أطلق عدد من أهالي قرية صفط النور التابعة لمركز الفشن مبادرة «يسر ولا تعسر»، لتيسير الزواج، تسهيلا على الشباب والفتيات عقب ارتفاع أسعار الذهب واحتياجات الزواج.
وفى مايو 2022، أطلق أهالي بمحافظة الفيوم، حملة تيسير الزواج، لتقليل نفقات الزواج ومنع المغالاة في المهور، وإلغاء العادات والتقاليد المكلفة والتي تُحمل أسرة العروسين أعباءً مالية شديدة وزائدة، وذلك بحضور عدد كبير من أهالي القرية وشبابها الذين أبدوا إعجابهم الشديد بالمبادرة مطالبين بتفعيلها على أرض الواقع لتيسير الحلال ومنع الحرام بسبب صعوبة الزواج لكثرة مطالب أسرة العروس.
وفى ديسمبر 2022 كشف هاني الشبراوي، عمدة إحدى القرى بمحافظة الشرقية، تفاصيل إطلاق القرية مبادرة تيسير الزواج في الشرقية، مشيرا إلى أن فكرة المبادرة جاءت بسبب ارتفاع نسبة العنوسة، فضلا عن أن هناك نسبة من السيدات يتم حبسهن بسبب الاقتراض للإيفاء بمتطلبات الزواج.
وأضاف «الشبراوي» أنه «في خاتم بيقدم لوالدة العروسة.. إيه لزمته، أنا متجوز من 25 سنة والنيش مفتحتهوش»، مشددًا على أنه لا يطالب بإلغاء الشبكة ولكن يطالب بعدم المغالاة في الشبكة.
وفى ديسمبر 2022، كشف محمود محمد خلف الله، شيخ البلد بقرية الشيخ مساعد في أسيوط، عن مبادرة لتيسير الزواج في أسيوط من ضمنها إلغاء الفرح والحد الأقصى للشبكة 20 ألف جنيه، قائلا إن المرأة في الصعيد مصانة للغاية وتتعلم وتلتحق بالجامعات.
وتهدف المبادرة للحفاظ على المرأة الصعيدية، حيث كان والد الفتاة عند زواجها كان يطلب طلبات خيالية منها تجهيز شقة مكونة من 3 غرف وصالة ومطبخ وحمام، وما يتراوح 100 جرام ذهب وأعلى من ذلك، ودفع مصروفات الزوجة تبدأ من 50 ألف جنيه، موضحا «خفضنا قيمة الذهب من 100 جرام بحد أقصى 20 ألف جنيه، وإلغاء النيش والفرح»
وفى مايو 2022، انطلقت مبادرة تحت شعار «العودة للأصول» بمركز البدرشين لتخفيف أعباء الزواج، وعدم المغالاة في المهور والجهاز والشبكة في ظل ارتفاع الأسعار وخاصة أسعار الذهب حيث ذهبت بعض المبادرات لإلغاء الشبكة بالكامل بينما أقر البعض بكتابة كمية الذهب ب60 جراما فقط بقائمة المنقولات حفاظا لحق الزوجة.
مبادرة «كلنا واحد- هدية العروسة»:
أطلقت وزارة الداخلية، مبادرة «كلنا واحد- هدية العروسة» خلال شهر يناير الجارى 2023، وذلك لتقديم الدعم للعرائس المُقبلات على الزواج، تزامنًا مع الاحتفال بعيد الشرطة ال 71، تحت رعاية رئيس الجمهورية، والتى «تستهدف المبادرة إهداء عدد من الهدايا (مفروشات – ملابس «إحتياجات خاصة بالعرائس») من مستلزمات الزواج للعرائس المقبلات على الزواج بكل محافظة، لا سيما الأسر الأكثر احتياجًا بالتنسيق مع الجهات المختصة».
وتُعد مبادرة كلنا واحد، واحدةً من أكبر المبادرات المجتمعية التي أطلقتها وزارة الداخلية تحت رعاية رئيس الجمهورية في إطار الدور المجتمعى لمنظومة العمل الأمنى، للمساهمة في رفع العبء عن كاهل المواطنين ودعم منظومة الحماية الاجتماعية.