أخصائي تغذية: السمنة مشكلة هرمونية وليست زيادة في السعرات

قال الدكتور كريم الخضري أخصائي التغذية والنحافة، إن العادة درجت على أن البدانة وزيادة الوزن تحدث نتيجة التعامل الخاطئ مع السعرات الحرارية استنادا إلى المعادلة البسيطة التي تتنبأ بوزن الشخص، وهي السعرات الحرارية الواردة- السعرات الحرارية الصادرة = دهون الجسم.
وأضاف كريم الخضري، في تصريحات لقناة «صدى البلد»، أن هذه المعادلة هي التي جعلت العديد من الناس الراغبون في نزول الوزن والحصول على جسم مثالي مهوسون بحساب السعرات الحرارية، والاهتمام بالسعرات الحرارية قبل كل شئ وهذا ما يسمى بخدعة السعرات الحرارية.
وأكد أن هذه المعادلة بالرغم من بساطتها إلا أنها تحتوي على العديد من الافتراضات الخاطئة، أولها أن معدل الأيض الأساسي معدل ثابت؛ وأن قياس السعرات الداخلة إلى الجسم أمر بسيط ولكن حساب مجمل ما يصرفه الجسم من طاقة أمر صعب جدا وشديد التعقيد وشبه مستحيل.
وتابع كريم الخضري، إن هناك اعتقاد خاطئ أيضا بأن معدل الحرق معدل ثابت إلا في حالة ممارسة الأنشطة الرياضية، وأن مقدار الانفاق الكلي للطاقة هو حاصل العديد من المتغيرات؛ مثل معدل الأيض الأساسي والتأثير الحراري للأنشطة غير الرياضية ال NEAT والتأثير الحراري لحرق الطعام والرياضة وغيره؛ ويمكن هذا المقدار أن يزيد أو ينقص بنسب تصل حتى 50٪؜ حسب عوامل ومتغيرات كثيرة.
وأشار إلى أن الافتراض الآخر الخاطئ؛ هو بأننا نتحكم في كمية السعرات التي نتناولها بشكل واعي، منوها بأن الأكل فعل إرادي لذلك يعتقد الناس أن الأكل قرار واعي وأن الجوع له دور ثانوي في هذا القرار وهذا في الحقيقة خطأ.
استطرد: نحن نقرر بشكل واع أن نأكل استجابة لإشارات الجوع التي تتحكم بها الهرمونات بشكل كبير، ونحن نتوقف عن الأكل بشكل واع عندما يرسل الجسم إشارات الشبع والامتلاء والتي تتحكم بها الهرمونات أيضا.
ولفت إلى ضرب المثل على ذلك الشيء، مضيفا: «رائحة الطعام الشهية التي تجعلك تشعر بالجوع في وقت تناول الطعام ونفس هذه الروائح هي التي تجعلك تشعر بالغثيان إذا انتهيت من الأكل أو إذا كنت تشعر بالشبع،.. الروائح هي ذاتها».
وأكد أن «قرار تناول الطعام من عدمه هو هرموني بشكل أساسي، حيث تمتلك أجسامنا منظومة معقدة هي التي توجه قرارنا بتناول الطعام من عدمه، فنحن لا نذكر أنفسنا بشكل واع بأن نتنفس، ولا نذكر قلوبنا بأن تنبض، والطريقة الوحيدة للتحكم بهذه العمليات هي امتلاك آليات ذاتية للمحافظة على حالة الاستقرار الداخلي في الجسم».
ونوه كريم الخضري، بأنه بما أن الهرمونات تتحكم في الوارد والصادر من السعرات فهذا يعني أن زيادة الوزن هي اضطراب هرموني وليست اضطرابا في السعرات الحرارية.
وكشف عن أن هناك افتراض خاطئ، بأن عملية تخزين الدهون عملية عشوائية وغير منظمة، في الحقيقة إن جميع أجهزة الجسم منظمة؛ «مثلًا: يتم تنظيم عملية النمو بواسطة هرمون النمو، ومستوى سكر الدم يتم ضبطه من خلال هرموني الانسولين والغلوكاغون ويتم ضبط حرارة الجسم بالهرمون المنبه للغدة الدرقية tsh وغيره».
تابع: ولكن فيما يتعلق بالدهون يتطلب أن نتبنى فكرة بأن نمو الخلايا الدهنية عملية غير منظمة، وأن القيام بأكل زيادة عن احتياجك دون تدخل أي من الهرمونات إلى نمو الدهون، وأن السعرات الحرارية الفائضة سوف يلقي بها في الخلايا الدهنية، ولكن هذا خطأ كبير فهناك هرمونات لها أدوارا هامة في تنظيم عملية نمو الدهون وهذا يؤكد أيضا أن السمنة مشكلة هرمونية وليست مشكلة اضطراب وزيادة السعرات.
وذكر أن هناك افتراضا رابعا خاطئ، وهو أن السعرات الحرارية هي سعرة حرارية أينما وجدت، ومقولة أن السعرات الحرارية هي سعرة أينما وجدت تقتضي بأن العامل الوحيد في زيادة وكسب الوزن هي الوارد الكلي من السعرات الحرارية، وبذلك كل الطعام متساوي ويمكن أكل أي شئ في حدود السعرات التي يحتاجها الجسم بدون أي زيادة في الوزن.
وواصل كريم الخضري، أن السعرات الحرارية هي وحدة قياس كمية الطاقة وتتم هذه العملية عن طريق إحراق الطعام معمليًا ثم تقاس كمية الطاقة الناتجة عن عملية الاحتراق، وهذه الكمية تحدد القيمة الحرارية لكل طعام، وانقاص السعرات الحرارية ليس العامل الرئيسي في فقدان الوزن.