الحرب «الروسية- الأوكرانية»: موسكو تختبر الروبوت «ماركر» فى القتال

شهدت ساحة الحرب بين روسيا وأوكرانيا تطورات جديدة متلاحقة على كافة المستويات الميدانية والسياسية والاستعدادات القتالية، وطغى على السطح تحركات نوعية وطريفة تتعلق بأساليب القتال على الجبهة فضلا عن الحرب الكلامية المشتعلة والاتهامات المتبادلة بين الجانبين.
وفى هذا السياق أعلن مساعد رئيس وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس» السابق ديميترى روجوزين، أنه سيتم اختبار الروبوت Marker القتالى، في منطقة «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا.
فيما تعهدت لندن بمنح كييف دبابات ثقيلة، مؤكدة أنها تحتاجها بشدة، وهو ما حذرت منه وزارة الخارجية الروسية قائلة إنه سيؤدى إلى تكثيف المعارك، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى العالم بوقف ما سماه «الإرهاب الروسى» الذي وصفه ب«الشر».
في حين تشهد أوكرانيا ظاهرة جديدة تتمثل في كثرة زواج المطلوبين للخدمة العسكرية من المصابات بإعاقات والأرامل ممن لديهن عدة أطفال، وذلك للحصول على تأجيل إعالة ومغادرة البلاد هربا من الجيش. بينما قال مركز التنسيق المشترك بين الإدارات للاستجابة الإنسانية بوزارة الدفاع الروسية، إن جهاز الأمن الأوكرانى يستعد في الأيام المقبلة لتشويه سمعة روسيا وتوجيه اتهامات لموسكو بإحداث نقص في الغذاء.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن عدد قتلى هجوم صاروخى روسى على مدينة دنيبرو الأوكرانية ارتفع إلى 20 قتيلا. لكن مستشار مكتب الرئيس الأوكرانى، أليكسى أريستوفيتش، قال إن الصاروخ الذي سقط على مدخل مبنى متعدد الطوابق في مدينة دنيبر تم إسقاطه من منظومة الدفاع الجوى الأوكرانى.
وحول الروبوت Marker القتالى، قال روجوزين، إنه تم اختباره كنظام أمان لقاعدة فوستوشنى الفضائية، مما يوفر التحكم في محيطها الأمنى، مضيفا على حسابه بتليجرام: «سيكون هنالك العديد من روبوتات (ماركر) في منطقة التماس بدونباس»، وذلك حسبما ذكرت قناة «روسيا اليوم في تقرير لها أمس.
وتابع أن الروبوت يتمتع برؤية تقنية ونظام تحكم آلى، ويعمل بشكل مستقل في ظروف الحرب السيبرانية، والهجمات باستخدام موجات الراديو، مؤكدا أنه يؤدى مهامه القتالية بشكل مستقل، كما يستطيع تحديد أهداف العدو من مسافة 15 كم، وكذا تحديد أولوياته، بحيث يستهدف أهداف العدو في منطقة الهزيمة، بنيرانه الخاصة، وقال إن فريق التفتيش ينظم اختبارات جديدة للروبوت، وسيتم إعلان نتائجها لاحقا.
يذكر أن الروبوت الروسى «ماركر» عبارة عن مجمع تقنى آلى بوزن نحو 3 أطنان، تم تصميمه بمشاركة صندوق البحوث المستقبلية الواعدة.
ويمكن أن يزود الروبوت بأسلحة مختلفة، بما فيها أنظمة الدفاع الجوى، كما يتميز بخفة الحركة الذاتية حيث يستطيع التعرف على الأهداف اعتمادا على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى.
وعلى الجانب الآخر، تشهد أوكرانيا ظاهرة جديدة تتمثل في كثرة زواج المطلوبين للخدمة العسكرية من المصابات بإعاقات والأرامل ممن لديهن عدة أطفال، وذلك للحصول على تأجيل إعالة ومغادرة البلاد هربا من الجيش.
وأشار موقع Strana.ua إلى ظهور وسطاء يساعدون الراغبين في العثور على المعاقات والأرامل متعددات الأطفال مقابل مبلغ يصل إلى ثلاثة آلاف دولار، بينما تتلقى النساء المشاركات في هذه التجارة مبلغا يصل إلى ألف دولار.
ونقل «الموقع»، وموقعه في أوكرانيا وموالى لروسيا، عن موظف بشركة محاماة رفض الكشف عن هويته قوله: «أصبحت هذه التجارة واسعة الانتشار في القرى، ولاسيما في مناطق ترانسكارباتيا، حيث الكثير من العائلات ذات المعيل الوحيد والأمهات مربيّات 3 أو 5 أطفال.
بينما أشار مركز التنسيق المشترك بين الإدارات للاستجابة الإنسانية بوزارة الدفاع الروسية، إلى أن جهاز الأمن الأوكرانى سيقوم بالبحث عن مخازن الحبوب في منطقة خاركوف، وبعد تفجيرها ستتهم روسيا ب «تدمير احتياطيات الحبوب»، مؤكدا أن نحو 30 متخصصا في المتفجرات وموظفى إدارة أمن الدولة الأوكرانية وصلوا إلى فولتشانسك للتخريب، وقد تم تحديد مواقعهم.
ونبه المركز إلى أن الخدمات الخاصة الأوكرانية ستقوم بتفجير مخازن الحبوب وبعد ذلك ستتهم روسيا ب «التدمير المتعمد لاحتياطيات الحبوب في أوكرانيا»، و«التسبب في مجاعة» وبالتالى «تخريب» «صفقة الحبوب».
وميدانيا، أسفرت الضربات الروسية التي استهدفت أوكرانيا عن انقطاع واسع للتيار الكهربائى في البلاد ليل السبت، إلى جانب وقوع ما لا يقل عن 14 مدنيا في صفوف القتلى شرق أوكرانيا، فضلا عن إصابة 64 في مبنى سكنى في الشرق الأوكرانى.
وفى كلمته اليومية، أكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى أن قوات بلاده أسقطت أكثر من 20 من إجمالى 30 صاروخا أطلقتها روسيا السبت، مشددا على أن «الإرهاب» الروسى لا يمكن وقفه إلا في ساحة المعركة، وتساءل: «هل يمكن وقف الإرهاب الروسى؟ نعم يمكن. هل يمكن أن يتم ذلك بأى طريقة أخرى غير ساحة المعركة في أوكرانيا؟»، قائلا: «للأسف لا».
وطالب الرئيس الأوكرانى العالم بضرورة وقف «هذا الشر».
في حين تعهدت بريطانيا بمنح كييف دبابات ثقيلة مؤكدة أنها تحتاجها بشدة، ولم يُحدد عدد هذه الدبابات، لكن المملكة المتحدة أصبحت بذلك أول دولة تلتزم تقديم هذا النوع من الدبابات لمساعدة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية.
لكن موسكو علقت بأن شحنة الأسلحة هذه «لن تُسرع بأى حال من الأحوال إنهاء الأعمال العدائية العسكرية، بل ستكثفها فقط، وتتسبب في مزيد من الضحايا»، بحسب بيان صادر عن سفارة روسيا في لندن أمس الأول.
وأعلنت مولدافيا أنها عثرت على حطام صواريخ في أراضيها قرب قرية لارغا في شمال البلاد، حيث قالت الرئيسية مايا ساندو إن «الحرب الوحشية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا أثرت على مولدوفا مرة أخرى». وفيما يتعلق بملف الأسرى أكد مركز التنسيق لمعاملة أسرى الحرب، أن روسيا ألغت أمس الأول، وفى اللحظة الأخيرة عملية تبادل مقررة لأسرى الحرب.
وفى سياق آخر، أشاد رئيس مجموعة فاجنر الروسية يفجينى بريجوجين، الروسية بفاعلية قواته في أوكرانيا، مشددا على «استقلالها» وخضوعها ل«انضباط شرس».