التقى الدكتور عباس الحاج حسن، وزير الزراعة اللبناني، في حكومة تصريف الأعمال، الثلاثاء، الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين المصريين، وفتحي بحيري، رئيس اتحاد النحالين العرب، وسامر جواد، عضو مجلس إدارة اتحاد النحالين العرب، لبحث المشاركة في تنفيذ أول مشروع عربي للنهوض بصناعة النحل لخدمة الأمن الغذائي العربي، تحت مظلة جامعة الدول العربية، ممثلة في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة «أكساد» وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني لوضع رؤية عربية تشاركية بين الحكومات العربية والنقابات الزراعية واتحاد النحالين العرب. وأعرب الوزير اللبناني في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، الثلاثاء، عن دعمه لهذه التوجهات التي تخدم طموحات العرب في تحقيق الأمن الغذائي في ظل ما تشهده المنطقة من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع مستلزمات الإنتاج عالميًا. وأضاف «حسن» أن هذا القطاع الحيوي لصناعة النحل سوف يشهد نهوضًا كبيرًا بمشاركة عربية موسعة في ظل مبادرة الأمير محمد بن سلمان للشرق الأوسط الأخضر ومبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لزراعة مليون شجرة مثمرة، بالتعاون بين الوزارات والجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني بما ينعكس على زيادة قدرة صناعة النحل للنفاذ للأسواق الدولية من أعسال النحل العربية، والاستفادة من الميزة النسبية لكل دولة عربية في هذه الصناعة الواعدة. وأشاد الوزير اللبناني بحركة التجارة للمنتجات الزراعية بين مصر ولبنان ودور وزير الزراعة المصرية في اتخاذ ما يلزم لدعم هذا التعاون وهو ما اسفر عن الاعداد للاجراءات الجديدة لإستيراد النخيل المتميز من مصر وفقا لقواعد تخدم التبادل التجاري بين البلدين من خلال قواعد حاكمة تمهيدا للاعلان عنها قريبا. وأضاف أن السوق المصرية استوعبت المنتجات اللبنانية من التفاح بكميات تجاوزت 95 الف طن من التفاح اللبناني بالاضافة إلى السماح باستيراد البصل المصري منذ ديسمبر الماضي موضحا أن عمليات التصدير والاستيراد تخدم التكامل بين البلدين في القطاع الزراعي. وكشف وزير الزراعة اللبناني عن انه من المقرر فتح استيراد البطاطس أول فبراير المقبل وفقا للقواعد التي تم الاتفاق عليها بين البلدين وتراعي المعايير الدولية وتحقق نفاذ هذه المنتجات، خاصة أن مصر من الدول الكبري في مجال صادرات البطاطس بكميات تقترب من مليون طن. وأشار «حسن» إلى أن أزمة نقص إمدادات الوقود التي تشهدها لبنان حاليا دفعتها إلى التوجه نحو التوسع في مشروعات الصوب الزراعية والطاقة المتجددة للمساهمة في تغطية جزء من احتياجات لبنان من الخضروات ومراعاة التوجه نحو استيراد باقي الاحتياجات مصر الدول المجاورة، ومنها مصر والعراق أو الأردن ضمن منظومة العمل العربي المشترك لتحقيق مصالح الشعوب. ولفت الوزير اللبناني إلى انه توجد ازمة مركزية في قطاع الزراعة العربية بالمنطقة بسبب الظروف الإقليمية والدولية وهو ما يستوجب تعزيز الشراكات بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني للتخفيف من ازمات نقص الغذاء والنهوض بالفطاع الزراعي من خلال الاستفادة من الميزة النسبية لعدد من المنظمات العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية مثل منظمتي أكساد والمنظمة العربية للتنمية الزراعية. وأشاد بدور جامعة الدول العربية في تحقيق هذه الأهداف، لإن هناك «ثقة» بالجامعة العربية ك«بيت للعرب»، وطرح خيار الجامعة العربية باعتبارها عباءة تطوير القطاع الزراعي وتمويل المشروعات دوليًا من خلال جامعة الدول العربية. من جانبه، اقترح الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، خلال لقاءه وزير الزراعة دراسة مشروع عربي لتوحيد معايير الصحة النباتية والحيوانية للحجر الزراعي والبيطري بما يخدم التعاون العربي من خلال معايير موحدة تخدم انسياب حركة التجارة البينية في القطاع الزراعي العربية وتساهم في تلبية احتياجات الشعوب العربية من المنتجات الغذائية. وأضاف «خليفة» أن النقابات الزراعية بالدول العربية هي بيت خبرة لكل العرب والاستعانة بها يعد دعما لجهود الحكومات في مواجهة الازمات وتحديات الأمن الغذائي في ظل تحديات غير مسبوقة تهدد طموحات العرب في الاكتفاء الذاتي من المحاصيل مشددا على أن هذه الشراكات بين الحكومات والنقابات الرسمية الزراعية تساهم في دعم هذه السياسات. وأشار نقيب الزراعيين إلى أهمية التعاون الثلاثي بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية واستنباط أصناف وسلالات أكثر تحملا للظروف المناخية وأقل استهلاكا للمياه وأكثر مقاومة للأمراض والآفات، وذلك بدعم المراكز البحثية والباحثين للتخفيف من مخاطر المناخ. من جانبه، قال فتحي بحيري، رئيس اتحاد النحالين العرب، إنه لأول مرة سيكون هناك مظلة عربية تخدم صناعة النحل بالمنطقة العربية، بالتعاون مع الاتحاد من خلال مشروع مشترك سيتم تنفيذه بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة «أكساد» يعتمد على تطوير مهارات النحالين وتطوير منتجات عسل النحل. وأضاف «بحيري» أن المشروع سيعتمد أيضًا على الاستفادة من الميزة النسبية لكل دولة عربية لتبادل الخبرات ورفع كفاءة النحالين وشركات إنتاج عسل النحل لتطبيق المعايير الدولية لتداول الأعسال والنهوض بالصناعة خاصة في قطاع تصدير منتجات عسل النحل للاستفادة من القيمة المضافة وتحقيق أعلى عائد منها، خاصة أن الصناعة تخدم مليوني أسرة عربية بمختلف الدول.