ضحيتا الدفاع عن «فتاة النهضة»: دفعنا الثمن ونطالب بضبط المتهمين

«ماسابوش حتة فى جسمى إلّا وقطّعوها.. عندى 400 غرزة، وعملت 3 عمليات جراحية، والرابعة هعملها بعد كام يوم، وشقيقى قطّعوا صوابع إيده اليمين».. سأل «أيمن» نفسه، وهو لا يقوى على الحركة: «ذنبى إيه؟، عيشى اتقطع، وعيالى ال9 مش لاقيين أكل؟»، يتذكر ليلة الواقعة عندما هاجمه نحو 30 من جيرانه بالأسلحة البيضاء هو وأخاه الأكبر «لحظى». الواقعة بدأت بشهامة زوجة «أيمن» وابنته لدى خروجهما من منزلهما بمنطقة النهضة فى القاهرة، قبل نحو 3 أشهر، عندما تشاجرتا مع شباب من الجيران لتحرشهم ب«بنت يتيمة»، حيث تحكيان: «ضربونا وشتمونا بألفاظ نابية، ولا عمرنا كنا نتخيل ده يحصل، وأخدنا البنت فى حمياتنا ومشينا».
بعد ذلك، استدرك أهالى الشباب «أيمن» باتصال تليفونى: «تعالى عندنا مشكلة مع ناس هنا»، يقول المجنى عليه: «رُحت على طول لأنى معروف بعمل الخير وبحل أى خلافات، وعارف السكان كلها بحكم إنى سمسار»، لكنه فوجئ بسيناريو مغاير: «اتخانقوا معايا، ولقيت مراتى وبنتى جايين، طلبت منهم يطلعوا البيت، ولما عرفت بالحقيقة طلبت من الطرف التانى الاعتذار ليهم لأنهم عملوا خير، ودافعوا عن عِرض بنت، إلا أننى فوجئت بهم يحضرون لى عيل صغير ليعتذر بدلًا من المعتدى على زوجتى وابنتى!».
إصرار «أيمن» على رد كرامة زوجته وابنته وبنت الجيران أثار غضب الطرف الثانى، ويستكمل حديثه: «نزلوا فيّا ضرب بالشوم وعوّرونى، ورُحت المستشفى، والشرطة ضبطتهم، ورُحت النيابة، واتصالحنا عشان ما يبقاش فيه مشكلات تانية بعد كده، وقبل أسبوع كنت جالس مع أخويا الأكبر فى محل عملى، فوجئت ب30 شخص بيهجموا علينا دون اعتبار لكبر سننا ولا أننا لا نستطيع الدفاع عن أنفسنا، ويبرحوننا ضربًا بكل الأسلحة البيضاء لأننا عملنالهم محضر فى الأول رغم تنازلنا وتصالحنا!».
تم نقل الشقيقين إلى المستشفى، ويضيف «أيمن»: «مافيش حتة فى جسمى سليمة، رجلى مكسورة، وإيدى وراسى مفتوحين من قدام وورا، و(لحظى) أخويا بتروا صباعين من إيده.. عندى 9 عيال، مين هيربيهم؟!، وعملت كذا عملية جراحية، ويا عالِم هقوم بالسلامة تانى ولا لأ.. وأخويا بيبيع خضار، ودى إيده اللى بيأكّل بيها عياله عيش».
«لحظى»، الذى نحت الحزن ملامحه، لا يقاوم دموعه، وهو يطالع فيديوهات كاميرات المراقبة التى وثّقت الواقعة: «كل ده علشان دافعنا عن عِرض بنت يتيمة، عمرى 53 سنة، كنت هروح فيها، وقعت على الأرض أنا وأخويا، وقطعنا النفَس، وبرضوا نزلوا فينا ضرب»، ويطالب بالقبض على المتهمين المعروفة هوياتهم، ويقول: «المجرمين هربانين والمباحث بتدوّر عليهم لكننا عاوزين سرعة ضبطهم وحقنا يرجع بالقانون». زوجة «أيمن» كاد لها المتهمون عقب التعدى عليه، وقالوا لها: «روحى هاتى له الكفن»، وتشرح: «ضربوه وكانوا قاصدين قتله هو وأخوه». أولاد المجنى عليهما يقولون: «عاوزين حقنا، ويومنا كله شغل بيع وشرا فى المحلات، ولا نحاول الاحتكاك بأحد، وهُمّه مايستاهلوش يحصل فيهم كده.. والأهالى أدانوا سلوك المتهمين، وأكدوا انهم بتوع مشاكل».