أشعة الشمس الذهبية تُضىء قُدس أقداس «آمون» في معابد الكرنك إيذانًا ببدء الشتاء

تسللت أشعة الشمس الذهبية على معابد الكرنك، بمدينة الأقصر، الأربعاء، لتضيء قدس أقداس «آمون» بحسب معتقدات قدماء المصريين، وتعامد الشمس وسط أجواء احتفالية، شهدها المئات من المصريين والسياح الأجانب بجانب عدد من المسؤولين، الذين تقدمهم المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر.
وقال أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، إن ظاهرة تعامد الشمس على قدس أقداس آمون، بمعابد الكرنك، قد تزامنت مع الانقلاب الشتوي، وبداية فصل جديد، في إشارة لريادة قدماء المصريين لعلم الفلك، وتوظيفه في خدمة العلوم الأخرى مثل الهندسة والعمارة، ولفت إلى أن تلك الظاهرة الفلكية بمعابد الكرنك تتكرر مرتين في العام، الأولى مع الانقلاب الصيفي، والثانية مع الانقلاب الشتوي.
وأشار «أبوزيد» إلى أنه من المعروف أن الضوء لعب دورا مهما في تحديد التشكيل المعماري لمعابد قدماء المصريين، وأن علاقة كبيرة تربط بين علوم الفلك ووجهة كثير من آثار ملوك وملكات قدماء المصريين، نحو الشرق أو الغرب، وأن معظم المعابد المصرية، تشهد ظواهر فلكية متعددة، مثل تعامد الشمس، وتعامد القمر أيضا.
وتابع أنه وفقا لعلماء الفلك والمصريات، لعبت المناسبات الدينية والدنيوية والفلكية دورا مهما في تحديد اتجاه المعابد والمقاصير المصرية القديمة، كما لعبت ملاحظة السماء دورًا جوهريا في بناء تلك المباني من معابد ومقاصير وأهرامات، وربط قدماء المصريين بين العمارة وعلوم الفلك، فأقاموا المعابد وفقا للنجوم والاتجاهات الأرضية الأصلية، واستخدمت المعابد كمراصد للنجوم وتسجيل الوقت.
وكان فريق بحثي مصري، برئاسة الدكتور أحمد عوض، وعضوية أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، والطيب عبدالله، الباحث في علوم المصريات، قد تمكن من رصد 22 ظاهرة فلكية جديدة داخل معبد هابو، ومعبد الدير البحري، الذي شيدته الملكة حتشبسوت، ومعبد إيزيس، المعروف باسم دير شلويط في الأقصر، ومعبد دير الحجر، وهيبس، ومعبد قصر غويطة، في الوادي الجديد، ومعبد كلابشة ومعبد جبل السلسلة ومعبد إدفو في أسوان، ومعبد دندرة في قنا، بجانب الهرم الأكبر في الجيزة.