«السم الأبيض».. كيف يؤثر الملح على صحة القلب والأوعية الدموية؟

يُعتبر الملح من أكثر المكونات التي تُسخدم في كل مطبخ، فعلى الرغم من فوائده المتعددة والتي يُعد تناول طعام ذو مذاق معتدل أبرزها، إلا أنه حاله كحال غيره باقي الأطعمة، فالإفراط من تناوله من الممكن أن يتسبب في إصابة الإنسان بأمراض قد تكون قاتلة لأنها ترتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كيف يؤثر الملح على صحة الإنسان؟
الصوديوم وهو مكون أساسي في الملح، من المعادن المهمة التي يحتاجها جسم الإنسان، إذ أنه يلعب دورًا في الوظيفة الصحية للأعصاب والعضلات، ويساعد في الحفاظ على مستويات السوائل في الجسم في التوازن المناسب.
لكن توازن السوائل هذا حساس، فالكثير من الصوديوم يمكن أن يسبب احتباس السوائل، والتي يمكن أن تزيد من ضغط الدم، وارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر رئيسي لكل من النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وفشل القلب، وذلك كما يقول الدكتور لوك لافين طبيب القلب.
دراسة: التقليل من الملح يحمي من أمراض القلب
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، في أواخر شهر نوفمبر الماضي، أظهرت أن تقليل استهلاك الملح في الطعام من الممكن أن يساعد في تحسن صحة القلب، إذ أن هناك أدلة قوية تربط بين تناول كميات كبيرة من الصوديوم بارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقًا لموقع الكلية الأمريكية لأمراض القلب.
قام المؤلفون في هذه الدراسة، بتقييم ما إذا كان الحرص على إضافة الملح إلى الأطعمة مرتبطًا بخطر الإصابة بأمراض القلب في 176،570 مشاركًا من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، إذ استخدمت الدراسة استبيانًا لجمع البيانات حول إضافة الملح إلى الأطعمة، وليس بما في ذلك الملح المستخدم في الطهي، وسُئل المشاركون أيضًا عما إذا كانوا قد أجروا أي تغييرات كبيرة على نظامهم الغذائي في السنوات الخمس الماضية.
وبينت نتائج الدراسة أن المشاركين الذين يستهلكون كمية ملح قليلة خلال تناولهم الطعام، توافرت بهم بعض الخصائص، وأولها أن غالبيتهم كانوا من النساء، يتمتعون بنشاط بدني كثير، غير مدخنين، ولكن لديهم معدل أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى المزمنة.
يقول الدكتور لو تشي، أستاذ في كلية الصحة العامة والطب الاستوائي في جامعة تولين في نيو أورلينز، عن نتائج الدراسة:«بشكل عام، وجدنا أن الأشخاص الذين لا يضعون الكثير من الملح إلى أطعمتهم غالبًا ما يكون لديهم خطر أقل بكثير للإصابة بأمراض القلب، بغض النظر عن عوامل نمط الحياة والأمراض الموجودة مسبقًا».
معدل تناول «الصوديوم» الصحية
أوضح طبيب القلب لوك لافيين، أنه يجب على الإنسان أن يتناول أقل من 2300 ملجم من الصوديوم يوميًا، وهو ما يساوي معلقة صغيرة من الملح، أما بالنسبة للأشخاص الذيني يعانون من ارتفاع ضغط الدم يجب أن يتبعوا نظامًا غذائيًا يحتوي على كمية صوديوم أقل، وهذا يعني أن الحد الأقصى لتناولهم الصوديوم يكون عند 2،300 ملجم، وإذا كان بإمكانهم خفضه إلى أقل من 1،500 ملجم يوميًا فيكون هذا مثالي
وإذا كنت تعاني من قصور في القلب، فيوصي الأطباء هؤلاء الأشخاص أيضًا بتناول نظام غذائي منخفض الصوديوم، إذ أن الكثير من الملح يمكن أن يتسبب في تراكم السوائل حول القلب والرئتين، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر، وفقًا لما ذكره موقع «Cleveland Clinic».
وعلى الرغم من أن الدلائل تُشير إلى أن الحد الأقصى البالغ 2000 ملجم يوميًا من الصوديوم هو هدف جيد للأشخاص الذين يعانون من قصور القلب، خاصة إذا كانوا يعانون أيضًا من ارتفاع ضغط الدم، ولكن ذكر الدكتور لافين، أن هناك بعض البيانات تؤكد على أن المستويات المنخفضة جدًا من الصوديوم قد تؤدي إلى نتائج أسوأ لدى الأشخاص المصابين بقصور القلب، لذا يجب على المريض أن يناقش تناول الصوديوم مع الطبيب الخاص به.
نصائح لتقليل الصوديوم
- قراءة الملصقات التي توضح المكونات الأساسية للطعام.
- الابتعاد عن الأطعمة الجاهزة.
- وضع توابل بديلة للملح للحصول على مذاق جيد.
- التقليل من تناول ملح البحر أو ملح الهيمالايا، إذ أنه لا يوجد فرق بينهم وبين ملح الطعام العادي .