مكتبة الإسكندرية تطلق موقع «بيبليوجرافيا النقوش العربية والإسلامية»

أطلقت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الخطوط، وبالتعاون مع قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، اليوم الخميس، موقع «بيبليوجرافيا النقوش العربية والإسلامية»، وذلك في احتفالية مقامة بقاعة الوفود بمركز المؤتمرات بالمكتبة، بحضور كوكبة من العلماء والباحثين والمتخصصين في مجالات الآثار والتاريخ والمكتبات واللغات الشرقية.
تحدث الدكتور أحمد منصور، مدير مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية، خلال الاحتفالية عن بداية الاهتمام بالنقوش العربية منذ القرنين التاسع عشر والعشرين مع حركة المستشرقين، حيث زاد من وقتها الإنتاج العلمي والدراسات المتخصصة، وهو ما استدعى أن تقوم المكتبة بعمل ببليوجرافيا، وفضّلت أن يكون رقميًا خاصة في ظل توافر أحدث الوسائل ولتسهيل الخدمة على الباحثين.
وقال «منصور»، إن الرقمنة تدعم اللغة العربية على الإنترنت، لافتًا إلى الجهود المبذولة لإطلاق الموقع، حيث استمر العمل لمدة 3 سنوات، بمشاركة فريق تقني وأخر بحثي، عملا بجد وتميز.
من جانبه، أشار المهندس أحمد سمير، القائم بأعمال رئيس قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمكتبة الإسكندرية، إلى أن المكتبة تسعى بشكل مستمر إلى إتاحة المعرفة للجميع رقميًا باستخدام التقنيات الحديثة، ومن أجل حفظ جميع المواد التي يتم انتاجها في المكتبة، حتى وصل إلى 400 ألف كتاب، وبذلك تعد أكبر مكتبة رقمية على شبكة الإنترنت.
وأشار «سمير»، إلى الأرشيفات الرقمية التي تنفذها المكتبة والتي تهدف إلى حفظ التراث للأجيال القادمة، وبينها أرشيف ذاكرة مصر المعاصرة منذ عصر محمد على وحتى عهد الرئيس محمد أنور السادات، بالإضافة إلى الأرشيف التاريخي لمكتبة الإسكندرية، واستعرض أهم المشروعات الرقمية التي تنفذها المكتبة لخدمة اللغة العربية، حيث اهتمت ببناء الأرشيف الطبي العربي، والذي يضم 500 مخطوط عن الطب العربي القديم، كما اهتمت برقمنة الكتاب الشهير «وصف مصر» بالتعاون مع المجمع العلمي المصري.
وألقى الدكتور جمال خير الله، أستاذ الآثار الاسلامية بكلية الآداب جامعة طنطا، محاضرة بعنوان «دراسة علوم النقوش العربية والإسلامية في العصر الحديث»، مؤكدًا أن الكتابات الإسلامية تحتاج إلى مجهود مضاعف، لمدى ما تلقيه من ضوء على المجتمع اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا وقت كتابة النقوش.
وأشار «خير الله»، إلى أن فترة القرن التاسع عشر والتي شهدت سرد النقوش من قبل المستشرقين، ظهرت أخطاء في قراءتها، بسبب عدم وجود الخلفية العقائدية لدى هؤلاء المستشرقين، لكن هذه الأخطاء تراجعت خلال القرن العشرين؛ إذ تميّزت بالتحقق من النقوش وتحليل الشكل والاهتمام بنوع الخط، منوهًا بأنه في العصر الحديث تم الربط بين النقوش وما حوله من زخارف، وتحليل النقوش من حيث أدوارها، سواء كان (تسجيلي- زخرفي- إعلامي- وظيفي- سياسي- اجتماعي- جمالي- جنائزي)، بالإضافة إلى ربط النقوش بفروع الآثار المختلفة.
وأضاف «خير الله»، أن المدارس السلجوقية والمملوكية والتركية أو العثمانية، هي فترة ذروة الاهتمام بخط الثلث، مختتمًا كلمته بمقترحات للنهوض بدراسة النقوش العربية والإسلامية، وعلى رأسها العناية بتوثيق النقوش المكتشفة في البلدان الإسلامية، وتابع: «إطلاق المؤسسات العلمية حملة لمسح المواقع الأثرية ذات النقوش، وتحقيق ودراسة الوسائل الحديثة في مجال النقوش الخاصة بما تشره المستشرقين الأوائل، والتوسع في تصميم مواقع على الشبكة الدولية للمعلومات إنترنت لنشر كلفة أشكال مصادر المعلومات».
وتطرق الدكتور فرج الحسيني، أستاذ بكلية الآثار جامعة الأقصر، إلى «مستقبل دراسة النقوش العربية والإسلامية»، مشيدًا بالدور الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية؛ باعتبارها مركز للتميز في نشر المعرفة، كما أن مركز المخطوطات الذي تضمه المكتبة هو مركز فريد في العالم العربي، وأضاف أن مركز المخطوطات مهتم بالنقوش العربية، وفي خلال فترة أقل من عقدين أصدر 25 كتابًا في هذا الحقل، كما أصدر مكتبة رقمية للنقوش والمكتبة العلمية في مصر، وأخيرًا موقع «بيبليوجرافيا النقوش العربية والإسلامية» وهو مجهود كبير يستحقون الثناء عليه.
وأشار «الحسيني»، إلى مجموعة من السمات لا بد وأن تتوافر في كل باحث ودارس للنقوش، بينها الإلمام بالخطوط العربية ومراحل تطورها، وتوافر حصيلة جيدة من المفردات اللغوية لفهم النقوش الغامضة، والمعرفة بالشعر لكثرة استخدامه في النقوش، وأسلوب تفريغ النقوش، وأخيرًا التصوير الفوتوغرافي.
ويهدف الموقع إلى نشر التعريف بالإنتاج العلمي للباحثين في مجال النقوش العربية والإسلامية، كما يؤكد على دور مكتبة الإسكندرية في تيسير وتسهيل عمل الباحثين من أجل الوصول لمحتوى تلك الدراسات من خلال تقديم وصف بيبليوجرافي لها، ونبذة مختصرة عن كل مدخل، ويقدم الفرصة للباحثين لإضافة إنتاجهم العلمي الجديد لكل ما يصدر من مؤلفات ودراسات تضمنت نقوشًا عربية وإسلامية، وهو ما يخلق مشاركة تضامنية لإقامة أكبر فهرست الكتروني لدراسات النقوش العربية والإسلامية.
وعكف فريق بحثي من مركز دراسات الخطوط لمدة تربو عن 3 سنوات على وضع رؤية مكتملة وخطة عمل مرنة لإنجاز محتويات الموقع، والتي خضعت بدورها للمراجعة العلمية والتدقيق اللغوي، كما جاء شعار الموقع مصممًا بالخط الكوفي المربع على يد المصمم الشهير الدكتور مأمون الصقال.