«عجوز عين شمس».. قتلها ابنها «المضطرب نفسيًا» بعدما طردته زوجته

زوجة «حسن» المضطرب نفسيًا طردته من الشقة، فتوجه لمنزل والدته العجوز «علشان يقعد معاها يومين»، قتلها بعد أدائها صلاة المغرب، ولم يستجب لتوسلاتها: «يا ابنى ارحمنى»، التقط لها بهاتفه المحمول مقاطع مصورة ليوثق جريمته ب«الصوت والصورة» أثناء اعتدائه عليها بملل السرير.
«حسن»، الموظف بإحدى شركات البترول، طرق باب شقة جار والدته الحاجة «حمدية»، فى عين شمس بالقاهرة، تامر حبيب، يخبره بمنتهى الثبات الانفعالى: «أمى ماتت.. ماتت وعاوزين ندفنها»، الجار قال له: «يمكن تعبانة شوية، خلينا نطلب الدكتور أو الإسعاف ونشوف»، بإصرار رد الابن: «لأ، مش حابب أمى تتكشف على حد».
«حبيب» انتابته دهشة تجاه سلوك الجار، الرجل الأربعينى، الذى كان كلامه يجافى المنطق، يحكى: «مسمعتش كلامه، لأنى شكيت فيه واتصلت على الإسعاف ولما حضرت ووقع المٌسعف كشفًا طبيًا مبدئيًا، مال علىَّ ليخبرنى بوجود شبهة جنائية»، يكمل: «لما تحفظ على ابن الحاجة حمدية، حدث منه هرج ومرج وتعدى علىَّ والسيدات اللائى حاولن الاطمئنان على والدته، وسيطرنا عليه بمنتهى الصعوبة حتى حضرت الشرطة للتحقيق».
داخل الصالة بالشقة محل الجريمة، كان هاتف «حسن» على الطاولة، أمسكه ضابط المباحث، واكتشف أن الابن «ضارب أمه بملل السرير على رأسها، ومصورها ليوثق لحظات التعذيب وهى ترجوه بأن يرحمها لأنها أمه»، تدمع عينا «حبيب»: «المباحث لقت الملل جنب بعضها، وتحفظوا عليها بعد تمثيل المتهم للجريمة وحملت عربة الإسعاف الجثة لمشرحة زينهم بعد وصول النيابة العامة».
وفق «حبيب»، فإن المتهم حكى فى اعترافاته، التى وثقها خبراء المعمل الجنائى ب«الصوت والصورة»، أن «أمه كانت بتصلى المغرب، وبعدين إتخانق معاها علشان عايز يعرف مكان البالطو بتاعه، واشتد ضيقه منها فضربها بملل السرير».
الشاهد يروى أنه عرف من المتهم أنه حضر لمسكن والدته لأنه إتخانق مع مراته ومشى من البيت. قبل وصول الشرطة، حضر «طارق»، و«حمادة»، ابنا المجنى عليها وشقيقا المتهم إلى العقار محل الجريمة، لكنهما رفضا الصعود إليه «صعب عليهم اللى حصل لأمهم وأخوهم الجانى، زى ما بيقول كان موت وخراب ديار»، وفق «حبيب»: «قعدوا يعيطوا وأمهم نازلة ملفوفة بملاءة وأخوهم بإيده الكلابشات».
لم تكن المرة الأولى ل«حسن» التى يعتدى فيها على والدته، وفق الجار على محمد: «مد إيده عليها قبل كده، وضرب أخوه طارق وأفلتناه من إيده بالعافية، وبرضه كان هيموت إخواته البنات من الضرب، لأنه آخر 10 سنوات كان شخصًا مضطربا نفسيًا وإتعرض على أطباء».
أشقاء المتهم لا يزالون أمام منزلهم بحالة صدمة يرفضون العزاء، ويقابلون مواساتهم بالبكاء، ويرفضون التعليق على الجريمة. وبعد القبض على المتهم، أمرت النيابة العامة بحبسه احتياطيًا والتحفظ على أداة الجريمة، والتصريح بدفن جثمان المجنى عليها عقب التأكد من أسباب الوفاة ووجود شبهة جنائية.