أطلقت مصر العديد من المبادرات والاتفاقات فى مجالات حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ والتصدى للتدهور البيولوجى، فى اليوم الثالث لقمة «كوب 27» بمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، أمس، شملت مبادرة «المنتدى العالمى للهيدروجين الأخضر»، بالشراكة مع بلجيكا، واتفاقية مشروع ضخم لطاقة الرياح، بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة. وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته ضمن المائدة المستديرة «الاستثمار فى مستقبل الطاقة: الهيدروجين الأخضر»، تدشين مبادرة «المنتدى العالمى للهيدروجين الأخضر» بالمشاركة مع بلجيكا، خلال الأشهر الماضية، وبالتنسيق مع عدد من الشركاء، بهدف إنشاء منصة دائمة للحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين ومع القطاع الخاص والمنظمات، ومؤسسات التمويل العاملة فى هذا المجال، بغرض تنسيق السياسات والإجراءات، وخلق ممرات للتجارة والاستثمار فى الهيدروجين. وأكد الرئيس السيسى أن مصطلح «الهيدروجين الأخضر» بات الأكثر شيوعًا واستخدامًا خلال السنوات القليلة الماضية فى سياق الحديث عن التحول نحو الطاقة المُتجددة، وتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، لا سيما أن أزمة الطاقة التى يمر بها العالم فى الوقت الراهن فرضت على الجميع تحديًا حقيقيًّا، فى تأمين إمدادات الطاقة التى تحتاجها الدول دون الإخلال بالواجبات تجاه مواجهة أزمة المناخ العالمية أو التراجع عن الأهداف التى توافق عليها الجميع. وأضاف «السيسي» أن الهيدروجين الأخضر يأتى كأحد أبرز الحلول على صعيد التوجه نحو الاقتصاد الأخضر خلال السنوات المقبلة، بما يمثله من فرصة حقيقية للتنمية الاقتصادية المتوافقة مع جهود مواجهة تغير المناخ، ومع أهداف «اتفاق باريس». ووقع الرئيس السيسى، ورئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتفاقية بين كل من شركة «إنفينتى باور»، المشتركة بين «مصدر»، وهى الشركة الرائدة عالميًّا فى مجال الطاقة المتجددة، و«إنفينتى إنرجى»، والمطور الرئيسى لمشروعات الطاقة المتجددة فى مصر، وشركة «حسن علام للمرافق» والحكومة، بهدف تطوير مشروع لطاقة الرياح البرية بقدرة 10 جيجا وات، والذى يعد أحد أضخم مشروعات طاقة الرياح فى العالم. والمشروع يأتى فى إطار «مبادرة الممر الأخضر»، والتى تعتبر شبكة مخصصة لمشروعات الطاقة المتجددة، فيما يسهم فى تحقيق هدف الدولة المتمثل فى ضمان تشكيل الطاقة المتجددة 42% من مزيج الطاقة بحلول 2035، ومن المقرر أن تنتج محطة طاقة الرياح بقدرة 10 جيجا وات عند اكتمالها 47790 جيجا وات فى الساعة من الطاقة النظيفة سنويًّا، وتسهم فى تفادى انبعاث 23.8 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، ما يعادل 9% تقريبًا من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون الحالية فى مصر. ورحب الرئيس السيسى خلال كلمته بقمة رؤساء مبادرة تنسيق عمل المناخ فى الشرق الأوسط وشرق المتوسط، برئيس جمهورية قبرص، نيكوس أناستاسياديس. كما رحب الرئيس بزيارة المستشار الألمانى، أولاف شولتز، مصر، وأعرب عن التطلع لتعزيز مساهمة ألمانيا فى أولويات خطط التنمية المصرية بمختلف المجالات، وذلك من خلال زيادة الاستثمارات الألمانية، لا سيما فى قطاعات توطين الصناعة والطاقة كالهيدروجين الأخضر والسياحة والتعليم الفنى والتدريب المهنى.
