ارتفاع مستوى البحر ليس الوحيد.. ما هي مخاطر ارتفاع حرارة الأرض أكثر من 1.5 درجة؟

تواصل قمة المناخ كوب 27 فعالياتها لليوم الثاني على التوالي، حيث عقد اليوم أول أيام الشق الرئاسي من القمة بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد كبير من قادة الدول والحكومات لمناقشة قضية التغيرات المناخية وتداعياتها.
وجدد عدد من المسؤولين الدوليين أهمية العمل للحد من ارتفاع درجات الحرارة عند معدل 1.5 درجة مئوية، حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، إنه يتعين بذل كل ما في الوسع للحد من الاحتباس الحراري العالمي عند معدل 1.5 درجة فيما يلتقي قادة العالم في قمة المناخ COP27.
وأكد أيضا جون كيري، المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص بشئون المناخ، على ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أنه يمكن معالجة أزمة المناخ إذا قامت كل دولة بمواءمة التزاماتها، مع هدف الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية.
مواجهة الاحترار العالمي
لماذا معدل 1.5 درجة تحديدا؟، هذا ما كشفه تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الصادر قبل نحو ست سنوات، وتحديد في أكتوبر 2018، حيث أشار التقرير إلى تأثيرات الاحترار العالمي البالغ 1.5 درجة مئوية مقارنة بارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل درجتين، وأن معدل 1.5 درجة قد يضمن مجتمعات أكثر استدامة.
وكشف التقرير التأثيرات الناتجة عن الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل 1.5 درجة وما قد يحدث في حالة ارتفاع درجات حرارة الكوكب بمعدل درجتين، فأشار إلى أنه في عام 2100، موضحا أنه في حالة الحفاظ على عدم ارتفاع حرارة الأرض أكثر من 1.5 درجة سيكون ارتفاع مستوى سطح البحر أقل بمقدار 10 سم مقارنة ب2 درجة مئوية.
أما عن القطب الشمالي، فقد أوضح أن احتمالات وجود محيط به خالٍ من الجليد البحري في الصيف سيكون مرة واحدة في كل قرن عند ارتفاع درجة حرارة الأرض ب1.5 درجة مئوية، لكن في حالة ارتفاع الحرارة بمعدل درجتين سيكون ذلك الاحتمال قائما مرة واحدة على الأقل لكل عقد أي كل 10 سنوات.
وكشف التقرير أن الشعاب المرجانية ستنخفض بمعدل من 70%: 90% في حالة ال1.5 درجة مئوية مقارنة باختفائها بنسبة 99% في حالة ال2 درجة.
ولضمان تحقيق معدل ال1.5 درجة، فإن ذلك يتطلب عمل وتحولات سريعة من خلال نخفض الانبعاثات العالمية الكربونية الناتجة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 45٪ عن مستويات عام 2010 في عام 2030، والوصول إلى «صافي صفر» أو صفر كربون في عام 2050.
اتفاقيات عالمية
وكانت اتفاقية باريس الموقعة في عام 2015 خلال مؤتمر كوب21 مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية اتفاقية تاريخية، هدفها الرئيسي هو الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية لأقل من درجتين، والعمل على تحقيق معدل درجات حرارة 1.5 درجة.
فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الاحترار العالمي حتى بمقدار ال1.5 درجة مئوية لا يعتبر آمنا؛ إلا أن كل عُشْر إضافي في درجات الاحترار العالمي سيؤدي لأضرار خطيرة تهدد حياة الناس وصحتهم، ووفقا لتقديرات المنظمة فإنه من المتوقع في الفترة من عام 2030 لعام 2050، أن تؤدي التغيرات المناخية لوفاة نحو 250 ألف وفاة سنويا، بسبب أمراض مثل سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.
فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن أي ارتفاع بحرارة الأرض ما فوق 1.5 درجة يعد خطيرا للغاية، داعيا لإبرام ميثاق بين الدول المتقدمة والنامية للتعهد بعدم تخطي حرارة الأرض 1.5 درجة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية والصين لديهما مسئولية خاصة لبذل الجهود وترجمة هذا الميثاق على أرض الواقع، موضحا أن هناك نحو 3 مليارات من الناس يعانون في مناطق مختلفة من تبعات التغيرات المناخية.