اليابان تحث مواطنيها على دخول الملاجئ بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا

حثت اليابان سكان 3 محافظات على دخول ملاجئ آمنة عقب إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا جديدًا، فجر الخميس، بتوقيت القاهرة، الأمر الذي تسبب في دوي صافرات الإنذار المخصصة لحالات الطوارئ ووجود غارات أو تهديد جوي.
يأتي ذلك بعد يوم من إطلاق بيونج يانج وابلا من الصواريخ الباليستية بشكل غير مسبوق، مرت من فوق اليابان، منها صاروخ بعيد المدى، الأمر الذي دفع أيضًا إلى إصدار أوامر بدخول الملاجئ في 3 محافظات يابانية، هي محافظات مياجي وياماجاتا ونيجاتا، وجرى قطع البث التلفزيوني في بعض أنحاء البلاد بسبب إنذارات الطوارئ.
وأفاد نظام بث الطوارئ في اليابان في البداية إن الصاروخ الكوري الشمالي حلّق فوق الأراضي اليابانية وتجاوزها، لكن مسؤولي الدفاع تراجعوا في وقت لاحق عن هذا الادعاء، وقال وزير الدفاع ياسوكازو هامادا، إن المسؤولين فقدوا تتبع مسار الصاروخ أثناء تحليقه فوق البحر بين شبه الجزيرة الكورية واليابان.
وحلق الصاروخ بعيد المدى حوالي 760 كيلومترًا، لكنه فشل بعد فصله في المرحلة الثانية، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن مسؤولين عسكريين.
وأدانت الولايات المتحدة «بشدة» إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من قبل كوريا الشمالية، وتعهدت ب «اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة» لضمان سلامة الوطن الأمريكي وكوريا الجنوبية واليابان، وفقًا لبيان مجلس الأمن القومي.
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية الإطلاق ووصفته بأنه «انتهاك واضح» لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التي تحظر أي نشاط للصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية.
وقال المتحدث باسم وزير الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إننا «مع المجتمع الدولي، ندعو جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية إلى الامتناع عن المزيد من الاستفزازات والانخراط في حوار مستمر وموضوعي».
وقال مسؤولون دفاعيون كوريون جنوبيون ويابانيون إن كوريا الشمالية أطلقت في وقت لاحق الخميس صاروخين قصيري المدى آخرين في المحيط.
وأطلقت كوريا الشمالية ما لا يقل عن 27 صاروخًا، إلى جانب أكثر من 100 طلقة مدفعية، منذ صباح الأربعاء، فيما تواصل إظهار غضبها من التدريبات العسكرية الجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
واستهدفت كوريا الشمالية 3 عمليات إطلاق صوب كوريا الجنوبية يوم الأربعاء، ما أدى إلى إطلاق تنبيهات على أجهزة التلفزيون في الجنوب وصفارات الإنذار من الغارات الجوية على جزيرة قبالة الساحل.
وردًا على ذلك، قال الجيش الكوري الجنوبي يوم الأربعاء إن طائراته الحربية أطلقت 3 صواريخ شمال الحدود البحرية الفعلية لإظهار «قدرة واستعداد كوريا الجنوبية لضرب العدو بدقة».
ولم ترسل أي من الدولتين صواريخ عبر خط الحدود الشمالي منذ نهاية الحرب الكورية 1950-53؛ لكن يوم الأربعاء فعل الأمر كلاهما في غضون ساعات من بعضهما البعض.
وأطلقت كوريا الشمالية أكثر من 50 صاروخًا باليستيًا هذا العام- وهو رقم قياسي- ولكن حتى يوم الأربعاء لم يتم إطلاق أي منها باتجاه أراضي كوريا الجنوبية أو أسفرت عن تنبيهات عامة بشأن الغارات الجوية.
وأدت التطورات إلى زيادة التوترات في شبه الجزيرة الكورية، حيث زاد الجانبان من إظهار القوة العسكرية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، هددت كوريا الشمالية «بإجراءات متابعة قوية» إذا لم توقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريباتهما العسكرية الجارية.
وتقول كوريا الشمالية إنها تعتبر التدريبات استعدادًا للغزو، لطالما استخدمتها كمناسبات لإظهار قدراتها العسكرية، وتقول الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن التدريبات دفاعية.
وحذّر مسؤولون كوريون جنوبيون وأمريكيون منذ شهور من أن كوريا الشمالية في المراحل النهائية من الاستعدادات لما سيكون تجربتها النووية السابعة منذ عام 2006.
وقال ليف إريك إيسلي، الأستاذ في جامعة إيها في سيول، إن كوريا الشمالية «قد تستمتع بالقلق الدولي في الفترة التي تسبق تفجيرها النووي التالي، معتقدة أن الاهتمام العالمي الأكبر سيسرع على مضض قبول كوريا الشمالية كدولة تمتلك أسلحة نووية، وخلال ذلك تحسّن تجاربها الصاروخية وقدراتها العسكرية لتخدم أغراضًا سياسية».