مساعدة رئيس «الصحة العالمية»: لا يمكن تحقيق صحة دون سلام.. والنساء والفتيات أكثر من 50% من النازحين

شاركت الدكتورة حنان بلخي، مساعدة رئيس منظمة الصحة العالمية في جنيف، اليوم الاثنين، في الجلسة الافتتاحية بالمؤتمر العالمي السابع للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم.
وألقت «بلخي» كلمة، أكدت فيها أن العالم يسير بمعدل 1/4 المعدل المطلوب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحة أننا إذ لم نغير التوجه وإذا أكملنا العمل بهذا المعدل فلن نتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة للفترة من 2023-2025، فيما يتعلق بأنظمة التغطية الصحية الشاملة.
وتابعت أنه إذا أسرعنا وتيرة العمل فسيستفيد أكثر من 390 فردًا حول العالم من هذا النظام الصحي بحلول عام 2025.
وفي كلمتها، استعرضت مسؤولة الصحة العالمية أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر هدفًا تحت شعار: «لن نترك أحد خلف الركب»، كما تطرقت إلى عدد من الأهداف، منها الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة: الصحة الجيدة والرفاهية، مشيرة إلى أن الهدف الثالث يدعم ويشكل جزءًا أساسيا من باقي الأهداف، حيث استشهدت بنموذج الحج الاستثنائي للحفاظ على الأرواح، كما عدّدت آثار وأضرار جائحة كوفيد 19 على الصحة.
وأكدت على أن جائحة كورونا تهدد ما تم إنجازه في مجال الصحة العامة على مدار عقود، حيث أصاب كوفيد 19 أكثر من 500 مليون فرد حول العالم (حتى منتصف 2022) فضلًا عن 15 مليون إجمالي الوفيات حول العالم (2020-2021)، وكذلك في الخدمات الصحية الرئيسية ضربت الأنظمة الصحية في 92% من دول العالم، وجرى تعطيل مسيرة توفير التغطية الصحية الشاملة عالميًّا، وكذلك انخفاض متوسط الأعمار حول العالم، وانخفاض معدلات المناعة، وكذلك زيادة معدلات حالات القلق والاكتئاب، وزيادة معدلات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالدرن.
ولفتت الدكتورة حنان بلخي إلى بعض الأهداف الأخرى التي تتقاطع مع الهدف الثالث حول الصحة الجيدة والرفاهية منها هدف العمل المناخي: اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة التغير المناخي، وهدف المياه النظيفة والنظافة الصحية، وهدف طاقة نظيفة وبأسعار معقولة وغيرها من الأهداف، فضلًا عن ترقب وانتظار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بشرم الشيخ في مصر 6-18 نوفمبر، 2022م.
وفي حديثها عن هدف التعليم الجيد.. قالت «بلخي» إن 130 اتفاقية دولية وخطة عمل معتمدة من الأمين العام للأمم المتحدة مكونة من خمسة بنود، يوم 21 سبتمبر 2022، وهي ضمان الحق في التعليم الجيد للجميع، والفتيات على وجه الخصوص؛ والتركيز على أدوار المعلمين ومهاراتهم؛ وأيضًا التأكد من أن المدارس تصبح أماكن آمنة وصحية بلا عنف أو وصم أو إرهاب؛ كذلك التأكد من أن الثورة الرقمية تعود بالفائدة على جميع المتعلمين؛ فضلًا عن تعزيز تمويل التعليم والتضامن العالمي.
وبشأن تفاقم الآثار الناجمة عن تغير المناخ والصراع، قالت مساعدة رئيس منظمة الصحة العالمية في جنيف إن العالم النامي يشهد تأثيرًا غير مسبوق- من الفيضانات وانعدام الأمن الغذائي ونقص المياه النظيفة، حيث استعرضت عدد من الإحصائيات التي تتعلق بأنماط النزوح والهجرة العالمية، قائلة: «هناك 281 مليون مهاجر حول العالم (2020) وهناك 36 مليون مهاجر من الأطفال (2020) وأما ضحايا التهجير القصري فيبلغ عددهم 100 مليون (2022)»، مضيفة أن النساء والفتيات تشكل أكثر من 50٪ من النازحين داخليًّا، تشمل العواقب خسارة الممتلكات والأصول وسبل العيش والعنف الجنسي؛ وتدهور الصحة والحصول على الرعاية الصحية.
وتابعت حديثها، إذ تطرقت إلى المبادرة العالمية للصحة من أجل السلام، وأوضحت أنها تهدف إلى تصنيف الصحة بوصفها عاملًا مؤثرًا في السلام، وتصنيف منظمة الصحة العالمية باعتبارها ممثلًا لحفظ السلام من خلال التدخلات الصحية المراعية لظروف النزاع والموصلة لتحقيق السلام في المناطق المتأثرة بالنزاعات، والمشارِكة في أهداف منظمة الصحة العالمية المليارية الثلاثة، وكما قال د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لا يمكن تحقيق صحة دون سلام، ولا يمكن تحقيق سلام دون صحة.
وعن عظمة الدين الإسلامي، قالت: إن الدين الإسلامي يتبنى وسائل تحقيق أهداف التنمية المستدامة انطلاقًا من تعاليم القرآن الكريم وسنَّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويؤكد على ضرورة التعليم والمساواة والعدل والتفكير المنطقي والقياس والعلم والسلام، بل جاء مناسبًا لجميع الأزمنة والمجتمعات، وحاويًا للفئات الخمس التي تندرج تحتها أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
واختتمت: الفرصة متاحة أمام قادة الدين الإسلامي للقيام بدور محوري ومُلحٍّ في تحقيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة استنادًا إلى العلم والبيانات لتوجيه الجهود في المساحات الأبطأ تقدمًا والمفتقرة للتقدم، بل تعتبر البيانات القُطرية حول مؤشرات أهداف التنمية المستدامة ودراسة الحالات المجتمعية ذات أهمية بالغة لتقديم فتوى فعالة في ضمان استفادة المجتمعات الأكثر ضعفًا.
ويُعقد بالمؤتمر العالمي السابع للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم في القاهرة يومَي 17، 18 أكتوبر 2022م برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.