تدمير «جسر القرم».. ومستشار «زيلينسكى»: البداية

اشتعلت أجواء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بعد تفجير جسر القرم الأطول فى روسيا والمستخدم فى نقل المعدات العسكرية إلى القوات الروسية فى أوكرانيا، دون أن تعلن أى جهة مسؤوليتها عن التفجير.
وقالت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب إنه تم تفجير شاحنة على جسر القرم، أمس، ما أدى إلى اشتعال النيران فى 7 صهاريج وقود كان يحملها قطار أثناء سيره على الجسر، وتسبب فى توقف حركة السير عليه، ومقتل 3 أشخاص.
وأضاف البيان أن انهيارًا جزئيًّا حدث فى قسمين من طريق السيارات، دون أن يتضرر قوس الملاحة البحرية فى هذا الموقع من الجسر.
من جانبها، أشارت وسائل إعلام روسية لأزمة فى محطات الوقود بالقرم وطوابير من السيارات بعد انفجار الجسر، فيما قدرت الأضرار بنحو 500 مليون روبل.
ووجه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بتشكيل لجنة حكومية للوقوف على ملابسات الحادث، كما توقفت حركة القطارات بين روسيا وشبه جزيرة القرم حتى 31 أكتوبر، واعتبرت نائبة رئيس مجلس الدوما الروسى، إيرينا ياروفايا، الهجوم بمثابة إعلان حرب ضد بلادها، فيما اتهم رئيس برلمان القرم «مخربين أوكرانيين» بالوقوف وراء الحادث.
فى المقابل علق الحساب الرسمى للحكومة الأوكرانية على تويتر على الحريق بتغريدة قال فيها إنه «حريق مهين»، فيما وصف ميخائيلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، الدمار الذى لحق بالجسر بأنه البداية، مغردًا: «كل شىء غير شرعى يجب تدميره، وكل شىء سُرق يجب إعادته إلى أوكرانيا، وكل شىء احتلته روسيا يجب طرده».
وجسر القرم هو الأطول فى روسيا ويبلغ طوله 19 كيلومترًا، ويُستخدم الجسر الذى شيّد بكلفة باهظة بأوامر من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لنقل تجهيزات عسكرية للقوات الروسية التى تقاتل فى أوكرانيا.
إلى ذلك، أعلنت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية «إنرغواتوم» أن التيار الكهربائى الخارجى انقطع عن محطة زابوريجيا النووية التى تحتلها روسيا فى وقت مبكر أمس بسبب قصف.
وذكرت «إنرغواتوم» أن المحطة تحصل الآن على احتياجاتها من الكهرباء من مولدات كهرباء تعمل بالديزل، وكتبت الشركة على تطبيق تلجرام: «بدأت مولدات الديزل العمل آليًّا، وإمدادات وقود الديزل المتاحة تكفى للتشغيل فى هذا الوضع لمدة 10 أيام».
إلى ذلك، قال الرئيس الأوكرانى، فى كلمة له، إن القوات الأوكرانية حررت فى أحدث هجوم لها 2434 كيلومترًا مربعًا و96 منطقة سكنية إجمالًا فى شرق البلاد.
وأضاف أن قوات كييف استعادت خلال الأسبوع الماضى 776 كيلومترًا مربعًا و29 منطقة سكنية فى الشرق، كما تمت استعادة أكثر من 500 كيلومتر مربع فى الجنوب.
وقال حاكم إقليم دونيتسك، بافلو كيريلينكو، فى منشور على الإنترنت إن السلطات الأوكرانية عثرت على مقبرة جماعية تحتوى على عشرات الجثث فى بلدة ليمان بشرق البلاد بعد خروج القوات الروسية، ولم يتضح بعد عدد الجثث التى تحتويها المقبرة.
من جهتها، أعلنت موسكو أنها حققت مكاسبها الأولى- ثلاث قرى فى شرق أوكرانيا- بعد خسارة مساحات كبيرة من الأراضى على عدد من الجبهات فى الأسابيع الأخيرة.
وقال الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يقاتلون إلى جانب قوات موسكو إن قرى أوتراديفكا وفيسيلا دولينا وزايتسيفى أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية، وجاء ذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية السيطرة على زايتسيف.
من جانبها أعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن لن تنخرط بشكل مباشر فى النزاع بأوكرانيا إن لم تتعرض الولايات المتحدة لأى هجوم مباشر.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، إن الرئيس الأمريكى جو بايدن ووزير خارجيته أنتونى بلينكن أكدا بوضوح أنه طالما لم يحدث هجوم على الولايات المتحدة وحلفائِها فلن تنضم إلى هذا النزاع، وذلك تعقيبًا على دعوة الرئيس الأوكرانى لدول الناتو إلى أن توجه ضربة وقائية إلى روسيا.
وفى وقت سابق، قال رئيس دائرة وزارة الخارجية الروسية لحظر انتشار الأسلحة النووية «قسطنطين فورونتسوف» إن موسكو سجلت زيادة فى نشاط القوات النووية للدول الغربية. وأضاف فى اجتماع اللجنة الأولى للأمم المتحدة أن ممثلى أمريكا هددوا عبر وسائل الإعلام بإمكانية توجيه ضربة للعاصمة الروسية، فيما ردت عليه المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار قائلة «لا سبب لدينا لتعديل وضعيتنا النووية الاستراتيجية كوننا لا نملك مؤشرات إلى أن روسيا تستعد لاستخدام أسلحة نووية فى شكل وشيك».
واعتبرت «جان بيار» أن تصريحات روسيا بشأن استخدام الأسلحة النووية «غير مسؤولة»، مضيفة أن «تصريحات بايدن تظهر مدى الجدية فى التعامل مع التهديدات النووية لروسيا».
فى سياق آخر، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنهم يعملون على تمديد الاتفاق الخاص بتصدير الحبوب من أوكرانيا والذى ساعد على خفض أسعار المواد الغذائية العالمى، كما يعملون أيضًا بشكل مكثف لتذليل العوائق الأخيرة أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، (فاو)، الجمعة، أن أسعار الغذاء العالمية استمرت فى الانخفاض فى سبتمبر للشهر السادس على التوالى.