الأمين العام للأمم المتحدة: العالم في صراع حياة أو موت من أجل سلامته

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اليوم، الأربعاء، إنه لا يوجد اقتصاد ولا أي بلد في مأمن من تداعيات ومخاطر التغيرات المناخية، مشددا على أن البلدان الضعيفة ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة تحتاج إلى الحصول على تمويل بشروط ميسرة للتكيف لحماية مجتمعاتها وهياكلها الأساسية .
وأضاف في نؤتمر صحفي له، أن العمل الذي ينتظر مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للتغيرات المناخية في دورته السابعة والعشرين التي تستقبلها مصر في نوفمبر المقبل ضخم، وذلك نظرًا لتأثيرات المناخ التي ألقت بظلالها القاتمة على جميع أنحاء العالم.
وتابع جوتيريش، أنه يجب على وزراء الدول الأطراف الذين بدأوا اجتماعاتهم في كينشاسا اعتبارا من اليوم، العمل على ضمان اتخاذ إجراء حاسمة وعدم الاكتفاء بمناقشة مسدودة المؤتمر لافتًا إلى أن القارة الأوروبية شهدت أحر صيف منذ 500 عام كما غمرت المياه ثلث باكستان فيما حجبت التغيرات المناخية كوبا.
ولفت جوتيريش إلى أن الوعود والسياسات الحالية تغلق الباب أمام فرصة العالمم للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 2 درجة مئوية، ناهيك عن تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية مؤكدأ أن: «تصرفات الأغنياء المتقدمين والناشئين لا تضيف شيئًا، وأن الالتزامات الجماعية لحكومات مجموعة العشرين تأتي بعد فوات الأوان»
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن العالم في صراع حياة أو موت من أجل سلامته اليوم وبقائه غدًا»، مؤكدًا أنه «حان الوقت لحل وسط يغير قواعد اللعبة، على المستوى الكمي بين المتقدم والنمو»
وتابع جوتيريش أن الانبعاثات في أعلى مستوياتها على الإطلاق وهي آخذة في الارتفاع مؤكدًا أن الصراعات السياسية وبينها الحرب في أوكرانيا تضع العمل المناخي على نار هادئة بينما كوكبنا يحترق حتى أننا نشهد تراجعًا في بعض المناطق في القطاع الخاص- أي حول الوقود الأحفوري- في حين يستمر اللاعبون الأكثر ديناميكية في مجال المناخ في عالم الأعمال في مواجهة الأطر التنظيمية البالية، والروتين
وشدد جوتيريش على أهمية تحقيق صافي الالتزامات الصفرية للشركات وغيرها لافتًا إلى أنه :«يجب على كل حكومة وكل شركة وكل مستثمر وكل مؤسسة المضي قدمًا في إجراءات مناخية ملموسة لتحقيق صافي الصفر» وتابع أن الدول الأطراف بحاجة إلى قرارات وإجراءات للتعامل مع الخسائر والأضرار التي تتجاوز قدرة البلدان على التكيف»
و فيما يتعلق بالتمويل، أكد جوتيريش أن العالم يحتاج إلى توضيح من الدول المتقدمة حول موقفهم هذا العام فيما يتعلق بتعهدهم بتقديم 100 مليار دولار سنويًا لدعم العمل المناخي في البلدان النامية«مضيفًا :» نحتاج إلأى أدلة على كيفية مضاعفة تمويل التكيف إلى 40 مليار دولار على الأقل بحلول عام 2025، كما هو متفق عليه في جلاسكو«
وتابع :«يجب أن يمثل تمويل التكيف والقدرة على الصمود ما لا يقل عن نصف التمويل المتعلق بالمناخ الأمر الذي يجب أن تسهم في تحقيقه بنوك التنمية المتعددة الأطراف- بما في ذلك البنك الدولي»
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة، أن صندوق المرونة والاستدامة بقيادة صندوق النقد الدولي يعتبر بداية جيدة لكن أكبر المساهمين في بنوك التنمية متعددة الأطراف- الدول الأعضاء- يجب أن يكونوا القوة الدافعة وراء التغيير التحويلي، كما أن المؤسسات المالية الدولية بحاجة إلى موارد إضافية.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الدول الجزرية الصغيرة النامية وغيرها من البلدان الضعيفة ذات الدخل المتوسط تحتاج إلى الحصول على تمويل بشروط ميسرة للتكيف لحماية مجتمعاتها وهياكلها الأساسية في الوقت نفسه، يجب على المؤسسات المالية الدولية تجديد نموذج أعمالها ونهجها في التعامل مع المخاطر إلى جانب إدراك مبادراتهم في الخريف، يجب عليهم تكثيف جهودهم للاستفادة من الزيادات الهائلة المطلوبة في التمويل الخاص كمستثمرين في المرحلة المبكرة لافتا إلى أن الحل الوحيد هو تحديد العمل التضامني
واختتم جووتيريش بأن cop 27 يعد المكان المناسب لجميع البلدان- بقيادة مجموعة العشرين- لإظهار مدى اهتمامها بالشاركة في هذه المعركة المصيرية.