مفوضية الاتحاد الأفريقي تدعو لمفاوضات سلام بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي

دعت مفوضية الاتحاد الأفريقي لبدء مفاوضات سلام بين الحكومة الإثيوبية الفيدرالية برئاسة أبي أحمد وجبهة تحرير تيجراي بهدف إنهاء الحرب الأهلية في إقليم تيجراي شمال إثيوبيا التي استمرت لمدة عامين.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية افريقية قولها «إن المحادثات مقررة في نهاية هذا الأسبوع في جنوب إفريقيا برعاية ووساطة الاتحاد الافريقي.
وقال مكتب خدمة الاتصال الحكومي التابع للحكومة الإثيوبية «إن الاتحاد الأفريقي وجه دعوة رسمية لبدء محادثات السلام في إثيوبيا.
وذكر المكتب في بيانه الصحفي الصادر بشأن الأوضاع الحالية في اثيوبيا «أن الدعوة الرسمية من الاتحاد الأفريقي تتماشى مع المواقف السابقة للحكومة الإثيوبية مشيرا إلى أنه من المعروف أن حكومة إثيوبيا أعربت عن أن المحادثات يجب أن تتم فقط من قبل الاتحاد الأفريقى، ويجب أن تجرى دون أي شروط مسبقة.
وأضاف أن «حكومة إثيوبيا لا تزال ملتزمة بتبني جميع الإجراءات الممكنة لحل النزاع بطريقة تضمن السلام الدائم وسلامة أراضي البلاد وستواصل التمسك بهذا الالتزام».
وقال مستشار رئيس الوزراء الاثيوبي للأمن القومي رضوان حسين «إن الحكومة الاثيوبية قبلت الدعوة، وكتب على تويتر «قبلت الحكومة الاثيوبية هذه الدعوة التي تتماشى مع موقفنا المبدئي فيما يتعلق بالحل السلمي للنزاع وضرورة إجراء محادثات دون شروط مسبقة».
وبالرغم من إعلان الحكومة الاثيوبية قبول دعوة الاتحاد الافريقي لعقد مباحثات سلام لإنهاء الحرب الأهلية، إلا أن جبهة تحرير تيجراي لم يصدر عنها أي رد فعل على هذه الدعوة.
وتجدد القتال في منطقة تيجراي الشمالية في أغسطس الماضي، وألق كل من الحكومة الاثيوبية وجبهة تحرير تيجراي الاتهامات على كل طرف بانتهاك الهدنة الإنسانية التي استمرت خمسة أشهر.
ووفقا لتقديرات وكالات الإغاثة الدولية تسببت الحرب الأهلية في تيجراي التي امتدت إلى اقاليم أمهرة وعفار في مقتل آلاف الاثيوبيين على يد الجيش الاثيوبي كما ارتكبت جرائم حرب وعمليات اغتصاب جماعي، فيما يحتاج ملايين الاثيوبيين إلى المعونات الأساسية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن تحركات تناوب الموظفين خارج تيجراي استؤنفت حيث تم نقل الأفراد بأمان أمس الأول الثلاثاء عبر إقليم عفار.
في مؤتمر صحفي في نيويورك، رحب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بهذا التطور وأعرب عن أمله في نقل الموظفين الآخرين بعد فترة وجيزة حيث تم تعليق حركتهم منذ أغسطس.
وذكر بيان صادر عن الأمم المتحدة «أنه لا يزال الوضع في الأجزاء الشمالية من اثيوبيا متقلبا، مما يواصل تعريض الناس للخطر والتشرد، وتشير تقديرات إلى أن القتال أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في أجزاء من مناطق تيجراي وعفار وأمهرة، كما يؤثر على حياة وسبل عيش الملايين الذين يعيشون في المناطق المتضررة من النزاع.
وأفاد دوجاريك بعدم قدرة العاملين الإنسانيين على إيصال المساعدات إلى أجزاء كبيرة من منطقة تيجراي وعدة مناطق أخرى في أمهرة وعفار بسبب التقارير التي تفيد باستمرار القتال، «الذي يعوق وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، بما في ذلك الآلاف من النازحين».
وحذرت مجموعة من الخبراء الأمميين من أن النساء والفتيات في الأقاليم الاثيوبية الثلاثة معرضات بشكل متزايد للاختطاف والاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي أثناء فرارهن من الصراع في الجزء الشمالي من البلاد.
وفي بيان مشترك شدد المقررون الخاصون على أن النزاع المسلح الذي طال أمده في المناطق الثلاث زاد من مخاطر الاتجار بغرض الاستغلال الجنسي كشكل من أشكال العنف الجنسي في النزاع.
وقالوا: «نحن قلقون من التقارير التي تفيد باختطاف نساء وفتيات لاجئات ومشردات داخليًا في مناطق تيجراي وأفار وأمهرة أثناء محاولتهن الانتقال إلى أماكن أكثر أمانا. إننا نشعر بالقلق إزاء مخاطر الاتجار، ولا سيما لأغراض الاستغلال الجنسي، بما في ذلك الاسترقاق الجنسي».