تنتظر أسرة هالة عبدالرازق، 39 سنة، مدرسة ابتدائى، فقدت حياتها داخل غرفة العمليات بمستشفى العامرية العام بالثغر، أثناء قيامها بإجراء عملية جراحية لاستئصال اللوزتين، اكتمال التحقيقات ومحاسبة المسؤول عن وفاتها بعد أن قدموا بلاغاً ضد المستشفى. قال صلاح عبدالنبى، 42 سنة، صانع نجف، زوج الضحية ل«إسكندرية اليوم»: «لم أتوقع أن تكون هذه هى النهاية لحياة زوجتى وشريكة عمرى وأم أولادى الثلاثة: محمد «15 سنة» وصابرين «13 سنة» وأحمد «12 سنة»، وأن تترك لى حملاً ثقيلاً ربنا يعينى عليه، فقد تسبب الإهمال فى هدم حياة أسرة بالكامل، لناس ماعندهمش رحمة، أسرة جمعها الحب والرضا بما قسمه الله لها، ومش عارف اللى جاى من غيرها هيكون شكله إيه!». وأضاف: عرفت هالة منذ 16 سنة ثم تزوجنا وهى إنسانة طيبة وصبور وتعشق أولادها ولم تغضب يوماً، رغم صعوبة الحياة وقسوتها، حيث أخذنا عهداً على أنفسنا بأن نرضى بقضاء الله، حتى يبارك لنا فى أولادنا، وكانت مصدر السعادة الوحيد فى هذه الحياة. تابع والدموع تتساقط من عينيه: فى اللحظات الأخيرة قبل العملية، قالت لى أثناء ذهابها للمستشفى: «لو جرالى شىء خد بالك من الأولاد وإوعى تزعل»، قلت لها: «ماتقوليش كده دى عملية سهلة.. خير بإذن الله»، فهزت رأسها ونظرت لى وكأنها تودعنى، ولكننى لم أكن أعرف أنها المرة الأخيرة التى سأراها فيها. واستطرد: «الطبيب الشرعى سألنى: هى زوجتك كانت بتعمل عملية إيه بالظبط 3 مرات؟.. ولما رديت عليه وقلت له: اللوز، أجابنى: أنت متأكد؟، ثم استأذننى فى التشريح وأتمنى أن يظهر الله سبحانه وتعالى الحق لأحصل على القصاص العادل لزوجتى وأولادى ممن لا يقدرون حياة الناس وحتى لا تتكرر المأساة ثانية». واستنكر «الزوج» موقف الأطباء ودور مدير عام المستشفى: إن المدير سارع قبل الإعلان عن وفاة الزوجة بعمل محضر فى القسم يدعى فيه أننى تعديت عليهم وقمت بتخريب وتكسير المستشفى، و«مش عارف الناس جرالها إيه، المدير عمل بالمثل القائل «ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى»، رغم أنه استدعانى إلى مكتبه ثم تركنى ورحل، وعرفت من الممرضات أن زوجتى توفيت وأن جميع الأطباء غادروا المستشفى وتركونا لا ندرى ماذا نفعل، واختتم كلامه ب«حسبى الله ونعم الوكيل».
